السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمت المكاسب القوية سوق الأسهم السعودية مجددا في تعاملات اليوم الثلاثاء 14-10-2008، مع ارتفاع أكثر من 60% من الأسهم المدرجة بالسوق بقرب الحد الأقصى (10%)، من بينها عدة شركات قيادية، ليقفز في ظل ذلك المؤشر العام بأكثر من 7%، محققا بذلك مكاسب فاقت الـ17% في تداولات اليوم وأمس، في ظل "نهم" شرائي واسع النطاق، زادت معه السيولة بشكل كبير؛ حيث اقتربت اليوم من 10.5 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات)، فيما قال أستاذ العلوم المالية في جامعة الملك فهد الدكتور سليمان السكران: "إن صعود السوق جاء وفق التوقعات بعد المستويات المتدنية التي سجلها خلال الأيام الماضية، السوق بالغت في الانخفاض، لذلك جاءت ردة الفعل على هذا الهبوط قوية في الاتجاه العكسي".
وأوضح أن مجموعة من العوامل والأخبار المحلية إلى جانب تحسن الأوضاع في الأسواق العالمية ساهمت في ارتفاع السوق، وإعادة جزء بسيط من الثقة للمتداولين في السوق، دفعهم إلى إنهاء مسلسل البيع العشوائي.
وقف الاكتتاباتوارتفع المؤشر العام بنسبة 0.34% تعادل 19.74 نقطة، ليغلق على 5814.6 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 322.6 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 174.8 ألف صفقة تقريبا، بلغت قيمتها حوالي 7.087 مليارات ريال.
من جهته أكد عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبد الحميد العمري أن قرار مؤسسة النقد تخفيض سعر إعادة الشراء "الريبو" خدم سوق الأسهم، فضلا عن الأخبار العالمية الإيجابية، مشيرا إلى أن السوق السعودية خدمت الأسواق الخليجية بمجرد افتتاح جلسة التداول.
وأضاف "قرار مؤسسة النقد يعزز السيولة ويخفف الضغط على البنوك، ويعطي إعطاء ضمانات للودائع وطمأنة للمستثمرين"، متوقعا زيادة وتيرة الصعود بعد سريان خفض تكلفة الإقراض ونسبة الاحتياطي الإلزامي، فضلا عن توقف هيئة السوق المالية عن إصدار قرارات للاكتتابات حتى يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال العمري: إن أصول صناديق الأسهم المحلية لدى البنوك تكبدت خسائر فادحة بنسبة وصلت 50%، مبينا أن بعض الصناديق أخذت احتياطات ولديها مستويات جيدة من السيولة، ولن تتضح الأمور إلا من خلال شهر حتى تعوض خسائرها.
وبين أن السوق نزلت من 9000 إلى حدود 5500 خلال عدة أسابيع، حيث فقدت السوق منذ مطلع سبتمبر 2200 نقطة، أي بنزول أكثر من 35%، متوقعا أن تتجه السوق على مستويات عادلة خلال اليومين القادمين، في حال أغلق المؤشر بالقيم الجيدة مع وجود سيولة جديدة وتوقف المستثمرين عن البيع.
خطة الإنقاذ من جهته قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين: إن بعض البنوك قامت بتسييل محافظ المقترضين بعد انهيار السوق وفقدان الأسهم معظم قيمها السوقية، حيث سارعت البنوك لتغطية مراكزها والمحافظة على مصلحتها بعيدا عن مصلحة المقترضين الذين خسروا معظم أموالهم.
وأضاف لصحيفة الوطن أن خطة الإنقاذ العالمية ضخت أموالا إلى القطاع المصرفي، واشترت ديونا فاسدة، وقدمت تغطية لغالبية القروض الفاسدة، وذلك للمحافظة على أموال المودعين والقطاع المصرفي.
وشدد على ضرورة قيام مؤسسة النقد بإصدار أمر توقف بموجبها تسهيل المحافظ، والتأكيد على المحافظة على استثمارات المواطنين الذين تضرروا جراء تصرفات البنوك التعسفية.
وبين أنه لا يعلم بمتغيرات الأيام القادمة، لكن إصدار أمر بوقف التسييل مهم، خاصة وأن المؤسسة تضمن شركات وطنية قوية مقيمة من أقل قيمها العادلة ولا تضمن ديونا فاسدة كما تفعل السلطات المالية الغربية.
من جهته أعاد مدير مركز دراسة الجدوى الاقتصادية للاستشارات الدكتور محمد محمود شمس الارتفاع والانخفاض في مؤشر السوق السعودية خلال الفترة الماضية إلى "مضاربات مستمرة"، مؤكدا أنه لا علاقة للتغيرات في سوق الأسهم السعودية بالاقتصاد العالمي، وكان يأمل أن يُطمئن المسؤولون المتداولين في وقت مبكر "لكن ذلك لم يحدث".
وقال الدكتور لصحيفة الاقتصادية: إن مشكلة الائتمان تتعلق بأسواق عالمية، وإن السوق المحلية لم تتأثر بها "لأنه ليس لها علاقة بتلك الأسواق"، مؤكدا متانة السوق السعودية وأن "السيولة متوفرة".
ويرى أن خفض سعر الفائدة سيزيد معدل التضخم، مضيفا "أرجو أن تدرس مؤسسة النقد ظروف الاقتصاد السعودي"، لافتا إلى أن الارتباط النفسي بين ما يحدث في الأسواق العالمية من جهة، والسوق السعودية، أدى إلى تتبع السوق المحلية خطى العالمية في الارتفاع والتراجع.
وأكد أن خسارة أموال ضخمة لمستثمرين سعوديين في البنوك الأمريكية المفلسة أدى كذلك إلى التأثير في المؤشر المحلي.
وزاد سهم "سابك" بنسبة 6.61% مسجلا سعر 103.25 ريالات، وسهم "الراجحي" بنسبة 7.94% ليغلق على سعر 81.50 ريالا، وسهم "موبايلي" بنسبة 9.97% إلى 40.80 ريالا، و"زين" بـ9.86% إلى سعر 16.65 ريالا.
"سابك" تؤسس شركة جديدةعلى جانب أهم أخبار السوق، أسست شركة "سابك" شركة جديدة مملوكة لها بالكامل في هولندا تحت مسمى "سابك كابيتال المحدودة" برأسمال يبلغ 18 ألف يورو، تتولى بصفة أساسية مسؤوليات العمليات التمويلية والضريبية لاستثمارات "سابك" في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وافقت الجمعية العمومية غير العادية لشركة دار الأركان أمس الإثنين على زيادة رأسمال الشركة من 5.4 مليارات ريال، إلى 7.2 مليارات ريال، بنسبة 33.33% بإصدار 180 مليون سهم، يتم سداد قيمتها عن طريق تحويل مبلغ 1.8 مليار ريال من بند الأرباح المبقاة إلى رأس المال، وذلك بمنح سهم واحد مجاني مقابل كل 3 أسهم يملكها المساهمون، حتى نهاية تداول يوم الجمعية.