الأسهم تهوي وسط مخاوف من ركود عالمي

تواصل أسعار الأسهم تراجعها في أنحاء العالم

تراجعت أسعار الأسهم بشدة وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي، حيث افتتحت أسواق المال الآسيوية تعاملاتها الصباحية على تراجعات حادة، فقد بدأت بورصة طوكيو تعاملاتها على هبوط مؤشر نيكاي نحو 10 بالمئة.
وعلقت بورصة أوساكا اليابانية تسعير العقود الآجلة لمدة 15 دقيقة بسبب التدني الكبير في الأسعار.
كا بدأت البورصة في كوريا الجنوبية وسنغافورة واستراليا تعاملتها الصباحية بانخفاض بلغ 5 بالمئة على الأقل.
وافتتحت بورصة هونج كونج تعاملاتها الصباحية على انخفاض بلغ 7 بالمئة. وبلغ حجم التراجع في بورصة شنغهاي حوالي 4 بالمئة، وفي بورصة الفلبين بلغ حجم التراجع صباح اليوم أكثر من 5 بالمئة.
وكانت بورصة نويويورك قد أغلقت مساء الأربعاء على تراجع مؤشر داو جونز 8 بالمئة، وهو أسوأ يوم في تاريخ بورصة نيويورك منذ أكتوبر عام 1987.
وتراجعت الأسهم في البرازيل 10 بالمئة، كما شهدت بورصات لندن وغيرها من البورصات الأوروبية تراجعات كبيرة.
فقد تراجعت الأسهم في بورصة لندن 7 بالمئة، في حين فقدت الأسهم في بورصتي فرانكفورت وباريس 6 بالمئة من قيمتها.
وحذر بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) من أن الاقتصاد قد يواجه صعوبات كبيرة رغم عودة الثقة في أسواق المال، كما حذر من أن الاقتصاد الأمريكي يواجه تهديدا كبيرا بسبب الأزمة العالمية.
غير أنه أضاف قائلا إن أمريكا تجنبت ارتكاب الخطأ الذي حدث وقت الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي باقدامها على عمل جرئ.
ويعتقد الكثير من المستثمرين أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الركود، إذا لم يكن فعلا قد دخل في نطاقه.
وفي غضون ذلك، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة لمساعدة القطاع المالي، وذلك وفقا لما أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وكان الزعماء الاوروبيون قد دعوا الاربعاء الى نظام مالي عالمي جديد لمنع ازمات مالية في المستقبل فيما ثبط تنامي العلامات على ركود عالمي التفاؤل بشأن جهود الحكومات لانقاذ البنوك.
وأعلنت الولايات المتحدة أكبر انخفاض شهري في مبيعات التجزئة الأمريكية في أكثر من ثلاثة أعوام وقدمت أوروبا بيانات وتوقعات سلبية للاقتصاد في القارة.
وفي اجتماع لزعماء قمة الدول الثماني الصناعية في بروكسل ،اتفق زعماء هذه الدول على عقد قمة مع دول أخرى لبحث إصلاح النظام المالي العالمي .
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لبي بي سي إن هذا الاجتماع قد يعقد "خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

كما اتفق الزعماء على استئناف محادثات التجارة العالمية التي انهارت في وقت سابق من العام الحالي.
جاء ذلك عقب دعوة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لاعادة هيكلة صندوق النقد الدولي للمساعدة في تنظيم الوضع المالي في العالم.
وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي تعهدت الحكومات حول العالم بتقديم 3.2 تريليون دولار لشراء حصص في البنوك لمساعدتها على استعادة الاستقرار وهو ما ادى الى انتعاش الاسواق يوم الاثنين.
لكن سرعان ما تراجع التفاؤل امام المخاوف من ان الاقتصادات الكبرى تتجه نحو الركود رغم التدخل الحكومي.
وفي لقاء مع محرر الشؤون الأوروبية في بي بي سي مارك ماردل قال "اعتقد ان الاجراءات التي أقدمت عليها مجموعة الثماني تظهر مدى التصميم على العمل سويا للتغلب على الأزمة الراهنة التي تتطلب تحركا عالميا".
وكان براون قد وجه نداء الأربعاء قبل عقد قمة الثماني، دعا فيه إلى عقد قمة عالمية لاصلاح صندوق النقد الدولي من أجل المساعدة في تنظيم الوضع المالي العالمي.
كما طالب براون باقامة نظام إنذار مبكر للاقتصاد الدولي، ودعا إلى إشراف عابر للقارات على الشركات المالية المتعددة الجنسية.
ومن المتوقع أن تدعم قمة الاتحاد الأوروبي الخطط التي وافق عليها زعماء منطقة اليورو الأحد حيث ستبحث رفع الضمانات على ودائع البنوك إلى 136.760 ألف دولار (100 ألف يورو) خلال عام.
وهذا الاقتراح واحد من مقترحات عديدة ستبحث في القمة وجاءت عقد تعهد صدر في الأسبوع الماضي برفع الضمانات إلى 50 ألف يورو.
وقال تشارلي ماكفي مفوض الأسواق الداخلية والخدمات الأوروبي إن رفع الحد الأدنى للحماية بحلول العام المقبل "سيعزز ثقة الأوروبيين في الأمان الذي تتمع به ودائعهم".