متداول يتابع مؤشرات سوق الأسهم في صالة للتداول في الرياض أمس. تصوير: أحمد فتحي - «الاقتصادية» صالح المفضلي من الرياض رجح مختصان انعكاسا إيجابيا لإغلاق سوق الأسهم أمس على الرغم من اكتفاء المؤشر بربحية 21 نقطة (0.28 %)، وبينما لاحظ أحدهما انتقال المتداولين من أسهم شركات قيادية إلى ''شركات ذات نمو وعوائد جيدة''، فإن الآخر يؤكد ''اكتمال شروط المسار الأفقي الذي قد يعيشه المتعاملون لبضعة أسابيع قادمة''. وارتفع مؤشر السوق أمس ليغلق عند 7573 نقطة، بعد أن سجلت تراجعات متباينة في الجلسات الخمس السابقة، وارتفعت قيم التداول في الجلسة إلى 13.940 مليار ريال، مقارنة بـ 12.2 مليار ريال. عبدالله باعشن ويذهب الدكتور عبد الله باعشن، محلل اقتصادي، إلى أن السوق تأثرت كثيرا في جلسة أمس بالنتائج الفصلية لعدة بنوك سعودية، معتبرا أن تلك النتائج ''كانت أفضل من المتوقع لبيوت الخبرة ومراكز التحليل المالي، وبالتالي عادة ما يؤدي ذلك إلى ردة فعل جيدة.. وهو ما حدث''. وكانت خمسة بنوك سعودية قد أعلنت الثلاثاء نتائجها المالية للربع الأول من 2012 مسجلة ارتفاعات كبيرة في أرباحها، حيث بلغ صافي الأرباح التي حققتها بنوك الراجحي وساب والفرنسي والهولندي والجزيرة نحو 4.1 مليار تقريبا. وليد العبدالهادي وهنا يؤكد وليد العبد الهادي، محلل أسواق مالية، أن المؤشر العام ''تمكن من إحداث تغيير في المسار الصاعد الأخير، الذي بدأ من مستوى 6315 نقطة إلى 7944 نقطة، حيث هذا الأسبوع اكتملت شروط المسار الأفقي، الذي قد يعيشه المتعاملون لبضعة أسابيع قادمة سقفه 7900 نقطة وأرضيته 7350 نقطة''. ويرى الدكتور باعشن الذي يرأس مجلس إدارة شركة الفريق أن ''فقدان المؤشر في الفترة الأخيرة 4 في المائة أدى إلى عملية توازن للسوق وبخاصة في مؤشرات السوق التي عادت إلى جاذبيتها للمتداول بالنسبة للشركات القيادية أو الشركات التي تداولت في السوق التي بدأ المتداول يخرج منها إلى شركات ذات نمو وعوائد جيدة''. وجاء الإغلاق الإيجابي في جلسة أمس بعد تراجع بلغ حده الأقصى أثناء الجلسة بنسبة 2.7 في المائة، وذلك بتراجعه إلى 7347.43 نقطة كأدنى نقطة يصل لها في الجلسة. وكان ''الراجحي'' القائد لعملية الارتفاع قطاع المصارف الذي ارتفع بنسبة 2.07 في المائة وذلك بارتفاع بنسبة 3.93 في المائة بعد أن كان متراجعا في بداية التعاملات وإن ساعد في هذا الارتفاع تقليص قطاع البتروكيماويات لجزء كبير من تراجعاته الصباحية، وإن لم يتمكن من الإغلاق في المنطقة الخضراء، حيث جاء كأقل التراجعات. وجاءت الارتفاعات مصحوبة بارتفاع ملحوظ في أحجام وقيم التداولات فوصلت قيم تداولات أمس إلى 13.9 مليار ريال، وهو ما يزيد على قيم تداولات جلسة الثلاثاء 12.2 مليار ريال بنسبة 13.96 في المائة، إلا أنها على الرغم من ذلك جاءت أقل من متوسط قيم التداولات الأسبوعية 14.08 مليار ريال بنسبة 1.02 في المائة، كذلك تقل عن متوسط قيم التداولات الشهرية 15.44 مليار ريال بما نسبته 9.71 في المائة. أما عن أحجام التداولات فقد بلغت 713.7 مليون سهم، وهو ما يزيد على تداولات جلسة الثلاثاء 556 مليون سهم بنسبة 28.37 في المائة، كذلك تزيد على متوسط أحجام التداولات الأسبوعية 636.7 مليون سهم بنسبة 12.09 في المائة، كذلك تزيد على متوسط أحجام التداولات الشهرية 704.6 مليون سهم بما نسبته 1.3 في المائة. ولم ترتفع سوى ثلاثة قطاعات بقيادة المصارف 2.07 في المائة كاسبة 353.38 نقطة، تلاها الإعلام والنشر 2.02 في المائة ثم الأسمنت بنسبة 0.27 في المائة، بينما تراجع الـ 12 قطاعا الباقية، وكان أكثر تراجعا الطاقة بنسبة 2.18 في المائة والفنادق والسياحة بنسبة 1.82 في المائة، بينما كان الأقل تراجعا البتروكيماويات بنسبة 0.24 في المائة. وكان الأكثر تراجعا على مستوى الأسهم ''صدق'' بنسبة 4.8 في المائة تلاها ''حلواني إخوان'' بنسبة 4.18 في المائة و''زين'' السعودية بنسبة 4.10 في المائة، وعلى الجانب الآخر كان على رأس الارتفاعات ''عذيب الاتصالات'' بنسبة 9.94 في المائة تلاه ''آيس للتأمين'' بنسبة 7.16 في المائة و''طباعة والتغليف'' بنسبة 5.5 في المائة. وهنا يشير الدكتور عبد الله باعشن إلى أنه ''حتى نستطيع الحكم بشكل دقيق وموضوعي على المؤشر في جلسة أمس، فإنه يجب النظر إلى التداولات في نهاية الأسبوع.. ما حصل أن المؤشر غطى الخسائر التي حدثت الجلسة، وهذا يفيد بأن المؤشر ربح أكثر بكثير من النقاط الرسمية التي أغلق عندها.. لقد غطى خسائر بأكثر من 100 نقطة أثناء الجلسة''. ويضيف ''هذا يعطي مؤشرا بأن الثقة لم تهتز كثيرا بالسوق''، مشيرا إلى أن ذلك يأتي مدعوما بمؤشرات عدة، منها: حجم السيولة وبحجم المتداولين وحجم الصفقات اليومية.. إنها قيم مقبولة بكل المقاييس''. لكن وليد العبد الهادي يلاحظ أن شهية المخاطرة لوحظ مع نهاية شهر آذار (مارس) تراجع فيها، خصوصا مؤشر الداو جونز عند مستوى 13000 نقطة ومناصفة السيولة بين الدولار والذهب وهبوط خام نايمكس دون 107 دولارات مؤخرا، والأسباب عديدة في ذلك، مضيفا ''يبدو أن صانع السوق لم يتلهف على دعم السوق فوق مستوى 7550 نقطة حتى ينتهي عبث المضاربين في الأسهم المتوسطة الحجم، التي كانت تستحوذ على 40 في المائة من سيولة السوق في خمس شركات تقريبا، وهو سلوك غير صحي في أول موجة صعود فوق 7000 نقطة، وتم تطهير هذا السلوك على ما يبدو''. ويؤكد أن ''ما حدث يعد أمرا في صالح السوق، ويصب لمصلحة صانع السوق والمستثمرين''، قبل أن يستدرك إلى القول ''لا يمكن الحكم على أن الموجة الحالية تم تطهيرها من فوضى المضاربين، إلا بعد انتهاء المسار الأفقي الذي قد يمتد لبضعة أسابيع قادمة''. ويرى أن الإغلاق الأسبوعي دون مستوى 7600 نقطة يعطي انطباعا بأن المسار الأفقي أصبح واقعا ونطاق تذبذبه سيكون حاداً''، ويزيد ''أرجح أن يكون السوق قد بدأ من هذا الأسبوع بتشييد قاع صاعد للمدى الطويل مدعوم بنمو 10 في المائة تقريبا في أرباح السوق للربع الأول بعد أن تنتهي منطقة الحيرة الحالية، التي ستكون مربكة كثيرا لمن يتعامل مع السوق يوميا''.