الوضع المالي لـ "سابك" إيجابي

الوضع المالي لـ "سابك" إيجابي.. والصين ستحرك الطلب على البتروكيماويات

"الاقتصادية" من الرياض

أصدر المركز المالي الكويتي "المركز" تقريراً عن "سابك"، قال فيه إن الأزمة المالية ألقت بآثارها السلبية على القطاعات الفاعلة، حيث سجلت معدلات الإنتاج الصناعي في معظم الدول المتقدمة والناشئة نموا سلبيا. وقد أدى سيناريو الانهيار في النمو العالمي إلى التأثير في أرباح شركة سابك بشكل سلبي.

وأشار إلى أن معدلات الإنتاج الصناعي تتناقص بشكل واضح وهي تشكل مصدرا جيدا لتحديد الوضع العام للاقتصاد العالمي ومؤشرا له تأثير مباشر في حركة الطلب على السلع. ويذكر التقرير أنه عند مقارنة بيانات الأشهر الماضية على أساس سنوي يتبين لنا مدى التراجع فقد سجلت جميع الدول المتطورة، وعلى الأخص اليابان وإيطاليا والولايات المتحدة، تراجعا بنسب -30 في المائة و-40 في المائة و-10 في المائة على التوالي في معدلات الإنتاج الصناعي، كما في كانون الأول (يناير) 2009 على أساس سنوي. وشهدت الأسواق الناشئة أيضا الحركة نفسها، حيث سجلت كل من الصين والهند تراجعا في معدل الإنتاج الصناعي بنسبة 8 في المائة. ومن الجدير بالذكر أن الصين واصلت تسجيل نمو إيجابي حتى آب (أغسطس) 2008.

الصين عامل مؤثر في عملية الطلب على السلع
يذكر التقرير أن معظم الطلب على منتجات سابك يأتي من مختلف أنحاء العالم خاصة من آسيا (باستثناء اليابان). يؤثر وضع الاقتصاد العالمي وما ينتج عنه من أسعار السلع في ربحية سابك. وقد كانت واردات الصين المتزايدة هي المحدد الأساسي لأسعار السلع في الماضي. وتشير بيانات الصين الرسمية حتى تشرين الأول (أكتوبر) 2008 إلى وجود نمو صحي في الواردات تبلغ نسبته 16 في المائة على أساس سنوي. إلا أنه بعد هذه الفترة تحول نمو الواردات إلى الاتجاه السلبي. وبناء على أحدث البيانات الصادرة في شباط (فبراير) 2009 تراجعت واردات الصين بنسبة 24 في المائة على أساس سنوي، ويشير التقرير إلى الارتباط القوي بين بيانات واردات الصين وبيانات نمو الإيثيلين. وقد شهدت أسعار الإيثيلين، التي لها أثر واضح في ربحية سابك، تراجعا بنسبة 49 في المائة كما في شباط (فبراير) 2009 على أساس سنوي.

وفي نظرة مستقبلية يشير التقرير إلى أن استهلاك الصين للطاقة، وهو مؤشر رئيسي لإجمالي الإنتاج الصناعي في الصين، قد بدأ يسجل نموا سلبيا، حيث تراجع استهلاك الصين للطاقة بما يقارب 4 في المائة في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) 2009 على أساس سنوي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى مزيد من التراجع في نشاط الإنتاج الصناعي مما يخفض استيراد السلع أكثر.

تراجع الأسعار
شهدت أسعار السلع البتروكيماوية والأسمدة والاستيل، وهي من السلع الرئيسية التي تنتجها سابك، تراجعا في عام 2008 بعد تسجيل رقم قياسي جديد. ويذكر التقرير أن أسعار الإيثيلين ارتفعت بشدة في تموز (يوليو) 2008 حيث بلغ سعرها 1825 دولار أمريكي للطن المتري، أي بارتفاع بلغت نسبته 30 في المائة مقارنة بأسعار نهاية 2007، إلى أنها تراجعت إلى 550 دولارا أمريكيا للطن المتري، أي بانخفاض نسبته 71 في المائة من مستويات تموز (يوليو). وقد تكرر السيناريو نفسه مع الاستيل، حيث سجل مؤشر الاستيل العالمي ارتفاعا قياسيا في تموز (يوليو)2008، إلا أنه تراجع بنسبة 50 في المائة كما في نهاية عام 2008 بينما سجلت أسعار اليوريا والأمونيا أعلى مستوياتها في آب (أغسطس) للعام نفسه.

وأشار التقرير إلى أن التذبذب العالي في أسعار السلع والحركة التنازلية للأسعار دعت جميع مصنعي المواد الكيماوية الرئيسيين إلى تقليص خطوط الإنتاج في مختلف أنحاء العالم. وقد ورد في التقارير الصحافية خبر عن إغلاق سابك مصنع العطريات في المملكة المتحدة بشكل دائم. كما أغلقت مصنع البلاستيك في إسبانيا بشكل مؤقت. وقد خفضت باسف BASF من نسبة استعمالها طاقتها الاستيعابية في ستة مواقع حول العالم في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). ويبلغ متوسط معدل استعمال الطاقة الاستيعابية في مجموعة باسف BASF حاليا أقل من 75 في المائة. كما أعلنت شركة داو للكيماويات إغلاق 20 مصنعا بشكل دائم إلى جانب إغلاق 180 وحدة بشكل مؤقت. ومن المتوقع أن تشكل المصانع التي تم إغلاقها 30 في المائة من طاقة داو الإنتاجية على مستوى العالم.

وعلى الرغم من خفض الإنتاج يقدر التقرير أن عرض الإيثيلين في الأسواق سيبقى عاليا، حيث إنه من المتوقع أن تنتج المشاريع التوسعية والمشاريع الجديدة في الشرق الأوسط زيادة قدرها تسعة ملايين طن متري من الإيثيلين وأربعة ملايين طن متري من البروبيلين ما بين عامي 2009 – 2012. وعلى الرغم من أن هذه المشاريع قد تشهد بعض التأخير كما هو الحال مع مصنع ينسب للإيثيلين وطاقته الإنتاجية 1.3 مليون طن متري ومصنع الشرق للإيثيلين وطاقته الاستيعابية 1.2 مليون طن متري، والاثنان من سابك، ومن المفترض أن تتم مباشرة العمل فيهما في الربع الثاني والربع الرابع من عام 2008 على التوالي، ويقدر التقرير أن العرض الحالي يفوق الطلب.

ويتوقع التقرير لسابك سيناريو بخفض إنتاج البتروكيماويات بنسبة 17 في المائة في عام 2009، مع الأخذ بعين الاعتبار انخفاض معدل التشغيل بنسبة 75 في المائة.

تقلص ملحوظ في الهامش
يذكر التقرير أن هبوط الأسعار في النصف الثاني من عام 2008 أدى إلى تقلص ملحوظ في الهامش على مستوى الصناعة. واستنادا إلى مؤشر PMC، وهو مقياس الربحية بين منتجي الإيثيلين الأوروبيين مقابل تكلفة النابثا، تم رصد الهوامش تحت مستوى الربحية عند 200 دولار أمريكي خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2008. إلا أنه مع انخفاض أسعار النفط الخام عاود مؤشر PMC تسجيل أداء إيجابي.

وفي حالة سابك نجد أنه نظرا لميزة وجود الغاز الطبيعي والاتفاقية الطويلة المدى مع أرامكو السعودية على سعر 0.75 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية MBTU ظلت الهوامش عند مستويات صحية. إلا أن إجمالي الهامش انخفض إلى مستويات تاريخية نتيجة لانخفاض سعر المنتج.

ويبين التقرير أن شريحة البتروكيماويات توفر 73 في المائة من إجمالي أرباح سابك وقد شهد هامش هذه الشريحة انكماشا إلى 19 في المائة في عام 2008 من 26 في المائة و43 في المائة في عامي 2007 و2006 على التوالي. وقد شهد إجمالي الهوامش المجمعة لسابك انكماشا بنسبة 8 في المائة لتصل النسبة إلى 30 في المائة.

ويذكر التقرير أن الضرر كان سيصبح أسوأ لولا دعم شريحتي الأسمدة والمعادن اللتين سجلتا نسبة أقل من التراجع، إلا أن مجموع مساهمة هاتين الشريحتين في إجمالي ربحية الشركة لا يتجاوز 27 في المائة. كما أنه من المتوقع أن يؤثر التراجع الواضح في أسعار الاستيل في إجمالي الهوامش بشكل سلبي في المستقبل. ويتوقع التقرير أن يشهد عام 2009 انخفاضا في إجمالي الفائدة للطن بنسبة 15 في المائة.

تكلفة العمالة وغيرها من المصروفات التشغيلية
يشير التقرير إلى أن المنتجين الرئيسيين للمواد الكيماوية في مختلف أنحاء العالم أعلنوا تسريح نسبة من العمالة أو أنهم يخططون لذلك. وقد سرحت سابك بالفعل 45 موظفا من وحدة سابك للمنتجات البلاستيكية المبتكرة في ولاية ميسيسبي، وتتوقع التقارير الصحافية تسريح من 100 – 125 موظفا في وحدة سابك للمنتجات البلاستيكية المبتكرة وحدها. كما يشير التقرير إلى أن شركات كبيرة أخرى عاملة في مجال إنتاج الكيماويات قد أعلنت مزيدا من خفض تكاليف العمالة. حيث أعلنت شركة داو للكيماويات أخيرا إلغاء 11 ألف وظيفة على مستوى أنشطتها العالمية بسبب إغلاق 20 مصنعا بشكل دائم و180 وحدة بشكل مؤقت. ويتوقع التقرير أن تشهد التكاليف التشغيلية لشركة سابك انخفاضا بنسبة 10 في المائة في 2009.

التأثير في صافي الربحية
من المتوقع أن يشهد هامش الربح انخفاضا نتيجة لخفض المعدلات التشغيلية، إلا أن ذلك قد يكون له تأثير إيجابي بسيط نتيجة لخفض التكاليف. وفي هذا السياق يرى التقرير أن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن تسجل الشركة في عام 2009 صافي ربح بسيط يقدر بـ 4.22 مليار دولار أمريكي، أي بانخفاض تبلغ نسبته 28 في المائة مقارنة بأرباح 2008 فقد سجلت سابك في عام 2008 انخفاضا في أرباحها بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي لتبلغ أرباحها 5.87 مليار دولار أمريكي. كما هو متوقع أن ينكمش صافي هامش الربح في عام 2009 بالمقارنة بصافي هامش الربح لعام 2008، الذي بلغ 15 في المائة.

قوة المركز المالي للشركة
يفيد التقرير أن الشركة تتمتع بمركز مالي إيجابي، حيث يشير إلى أن مستوى الاقتراض من إجمالي مستوى الدين يشكل 90 في المائة من الأسهم، ونسبة تغطية الفائدة إلى مستوى الدين كانت قوية عام 2008 بمضاعف 10. ويتوقع التقرير أن تنخفض نسبة تغطية الفائدة إلى مضاعف 7 في حالة سابك، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى انخفاض الإيرادات قبل خصم الضرائب والفائدة بنسبة 32 في المائة. ويؤكد التقرير أن التغطية بمضاعف 7 هي نسبة إيجابية جدا.

كما يشير التقرير إلى أن برنامج ديون سابك يبين أن معظم الدين إما عائم وإما مرتبط بالسايبور أو اللايبور، ويذكر التقرير أن كليهما قد انخفض إلى حد كبير، فسعر اللايبور لسنة واحدة بالدولار يبلغ حاليا 2.205 في المائة أي أقل بنسبة 52 في المائة من سعره كما في نهاية 2007 وأقل بنسبة 29 في المائة من متوسط سعرها عام 2008. وعلى أساس المقارنة، معدل دين سابك لم يرتفع في نهاية عام 2008. ويتوقع التقرير أن تنخفض تكاليف الفائدة عام 2008 بنسبة 12 في المائة وذلك نتيجة لانخفاض معدلات الفائدة.

زائر

شكرا لجديدك

الوضع المالي لـ "سابك" إيجابي 482832

شاكره مرورك
دمت ودام تواصلك