حظر التصدير وضعف الطلب ينالان من أرباح شركات الأسمنت السعودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نال حظر التصدير وضعف الطلب المحلي على الأسمنت من أرباح شركات الأسمنت السعودية الثماني المدرجة في سوق الأسهم السعودية، وسجلت جميعها تراجعًا في الأرباح العام الماضي، مقارنةً بما حققته خلال عام 2007 باستثناء شركة أسمنت الجنوبية.

وانخفضت أرباح شركات الأسمنت المدرجة بنسبة 11% العام الماضي 2008 مقارنةً بعام 2007، لتصل إلى 4 مليارات ريال (الدولار = 3.75 ريالات)، وأدى دخول 4 شركات جديدة هي الرياض، ونجران، والمدينة، والشمالية بالإضافة إلى التوسعة التي أجرتها بعض الشركات وبالتزامن مع حظر تصدير الأسمنت في يونيو /حزيران الماضي، إلى حدوث فائض في السوق المحلي وتراجع حجم مبيعات وإيرادات هذه الشركات وانخفاض أرباحها.

ووفقًا لنتائج الشركات كان الربع الثالث من العام الماضي الأشد تأثيرًا في أرباح شركات الأسمنت، حيث بلغت أرباحها المجمعة 787 مليون ريال، بانخفاضٍ 35% مقارنةً بالفترة المماثلة من عام 2007، وبلغت 728.5 مليون ريال في الرابع الرابع، متراجعةً بنسبة 23% مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق، وهذا هو ثالث ربع على التوالي تسجل فيه الأرباح المجمعة تراجعًا مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق.

</IMG>

"تبوك" الأكثر انخفاضًا
وأظهرت بيانات أداء الشركات تراجع الأرباح المجمعة في الربعين الثالث والرابع بشكلٍ واضحٍ مقارنةً بالربعين الأولين من العام، وخلال الربع الرابع حققت شركتان فقط نموًا في أرباحهما مقارنةً بالربع المماثل من عام 2007، وهما "الجنوبية" و"ينبع"، في حين سجلت باقي الشركات تراجعًا وصل ذروته لكل من "تبوك" و"القصيم" و"العربية".

وتراجعت أرباح تبوك بنسبة 86%، والعربية 50%، والقصيم 45%، فيما زادت أرباح "الجنوبية" و"ينبع" 15 و9% على التوالي خلال الربع الرابع.

وكانت الحكومة السعودية فرضت في أوائل يونيو من العام الماضي حظرًا على صادرات الأسمنت، للحد من نقص المعروض وسط تزايد الطلب سواء محليًا أو من بلدان مجاورة.

وصدرت شركات الأسمنت السعودية 3.5 مليون طن في 2007 وهو ما ساهم بنسبة 12% من إجمالي مبيعات الاسمنت، وتراجعت أسهم شركات الأسمنت بأكثر من 30% منذ إعلان حظر التصدير.

</IMG>

منع التصدير
وعزا مدير عام شركة أسمنت المنطقة الشرقية الدكتور زامل المقرن تراجع الأرباح إلى منع التصدير، مشيرًا إلى أن الطلب في الربع الرابع كان أفضل من الثالث نتيجة لنمو الطلب المحلي.

وأضاف المقرن في حديثه لـ"الأسواق.نت" أن الطلب تحسن قليلاً خلال الربع الرابع لكنه لم يستوعب إنتاج الأسمنت بالشركات السعودية، وكان لحظر التصدير تأثيرٌ كبيرٌ على نتائج الربعين، وخاصةً مثل شركتنا التي تعتمد على ما بين 25 إلى 30% من مبيعاتها على التصدير للدول المجاورة.

وعن المخزون لدى الشركات قال إن مخزون الأسمنت أصبح مرتفعًا جدًا لدى كل شركات الأسمنت بالمملكة، نافيًا وجود حرب أسعار لتصريف المخزون، وقال: "إلى الآن لم نشعر بحرب أسعار لكن بعض المصانع البعيدة عن الأسواق خفضت أسعارها بهدف قدرتها على البيع في الأسواق البعيدة، لكن الأسعار بالرياض والمنطقة الشرقية والغربية ما زالت متماسكة، ولا أعتقد بوجود حرب أسعار إلى الآن، لكن قد يحدث في أي وقت".

وقال إن سعر الأسمنت في السعودية هو الأدنى مقارنةً بباقي الدول الخليجية والعربية المجاورة، حيث إن المملكة ألغت منذ نحو 3 أعوام الرسوم الجمركية على استيراد الأسمنت، وحتى الآن لم تتم عمليات استيراد للأسمنت من أسواق أخرى.

وعن تأثير منع التصدير والأزمة العالمية على شركات الأسمنت قال الزامل: من المتوقع أن توقف بعض الشركات بعض خطوطها إذا ما استمر حظر التصدير للأسمنت لمعالجة مشكلة التدفقات النقدية، مشيرًا إلى أن أسمنت الشرقية قد تضطر لإيقاف أحد خطوطها الثلاثة إذا استمر منع التصدير، متمنيًا السماح بالتصدير قريبًا لتصريف المخزون لدي الشركة.

</IMG>

بوادر حرب أسعار
من جانبه، قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور خالد الخثلان: إن مصانع الأسمنت بشكلٍ عام تأثرت بحظر التصدير لكن ليست جميعها بنفس المقياس.

وأضاف في تصريحاتٍ لموقعنا لوحظت مؤخرًا بوادر حرب أسعار بين الشركات، بسبب عدم السماح لهم بالتصدير نتيجة لمحاولة السيطرة على حصة سوقية أكبر من خلال تخفيض الأسعار، مما يؤثر كثيرًا على أرباحهم.

وأضاف أنه لا بد من إيجاد مخرجٍ لهذه الشركات بحيث يكون الطلب مرتفعًا ليستوعب كافة إنتاج مصانع هذه الشركات أو السماح لها بتصدير نسبةٍ من منتجاتها لإيجاد نوعٍ من التوازن بين العرض والطلب على الأسمنت.

وأوضح أن أزمة الفائض سيظهر تأثيرها بشكل واضح على شركات الأسمنت الجديدة في المناطق البعيدة عن مراكز البيع الرئيسية، والتي يمكن أن تخفض أسعارها للوصول إلى مراكز البيع الرئيسية، وهو ما يهدد بحرب أسعار في حال استمر الوضع عليه.

</IMG>

طاقة الإنتاج
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية للشركات الثماني المدرجة 33.3 مليون طن سنويا، بالإضافة إلى إنتاجية 4 شركات جديدة هي الرياض، ونجران، والمدينة، والشمالية بطاقة قدرها 8.3 مليون طن، لتصبح الطاقة الإنتاجية الكلية الحالية 41.6 مليون طن أسمنت سنويا فيما بلغ الطلب المحلي خلال عام 2008 نحو 30 مليون طن.

ومن المنتظر أن تدخل توسعات أسمنت السعودية والعربية الإنتاج التجاري خلال النصف الأول من العام الجاري بالإضافة إلى كل من أسمنت الجوف وأسمنت الصفوة، ما سيرفع الإنتاج الكلي وقت ذاك إلى 48.6 مليون طن.

ومن المتوقع تضاعف طاقة إنتاج الأسمنت في السعودية إلى 60 مليون طن في غضون ثلاث سنوات مع توسع الشركات القائمة ودخول منتجين جدد السوق.

زائر

شكرا لجديدك

زائر

شكرا لجديدك

شاكره مرورك