الانكماش يصيب الأسهم السعودية وخسائر بخروج المضاربين

انكمش حجم السيولة المتداولة في الأسهم السعودية اليوم الأربعاء 19-11-2008 إلى مستويات تشي بخروج جماعي للمضاربين، بعدما ظلوا القوة الشرائية الوحيدة في السوق في أعقاب انتقال المستثمرين إلى مواقع المتفرج.

ويقول محللون أن الأزمة المالية العالمية استحالت لأزمة نفسية للمتداولين في السوق السعودية، ودفعت بالبعض إلى تصفية مواقعه خوفا من أن يكون الخروج من نفق الخسائر بعيدا عن نقطته الحالية، فيما لا يزال البيع لتغطية مراكز مكشوفة حاضرا في التداولات، ويخلق مزيدا من الضغط في سوق مترنح لا يقوى على هذه الآلية من التداول.

</IMG>

المضاربون قوة سلبية وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق أن السوق لا يزال يرزح تحت رحمة أداء أسهم قطاع البتروكيماويات والمصارف ويتخذ منهما بوصلة لتحديد وجهته، وهي التي ستغير من النظرة إليه بالنسبة للمستثمرين في الفترة المقبلة. وأوضح يقول لبرنامج "غداء عمل" على قناة العربية أن "ثبات البتروكيماويات والبنوك سيكون المحدد في النظرة للسوق، وأن أسهم هذين القطاعين كانت السبب الرئيسي في الخسائر الكبيرة للسوق منذ فترة". لكنه يعتقد أن تباطؤ السوق قدم يخدمه في الوقت الحالي ويعطيه زخما بعد أن تراجع إلى مستويات 2004 "لأنه استنفد جميع مسببات التراجع". من جهته يرى الكاتب الاقتصادي السعودي ماهر جمال أن السوق لا تزال تتقلب حسب تقلبات الأسواق الخارجية "وهذا ما يجعل من الصعب الدخول على المضاربين" الذين لن يستطيعوا رصد اتجاهات السوق في فترة من التذبذب الحاد. وأضاف ماهر جمال أن الانخفاض في حجم السيولة يعود إلى تخوف المضاربين من التعرض لخسائر حادة بعد أن أصبح صعبا تحقيق مكاسب سريعة "إذ رأينا كيف دخل البعض بتوقعات معينة وخرج بخسائر فادحة".

</IMG>

الضغط سيستمر ويركز المحللون في السوق السعودي على هذه الزاوية في فهم السوق حاليا ويقول رئيس بحوث الاستثمار والتحليل المالي في مجموعة بخيت المالية هشام تفاحة، أن السيولة التي تستخدم في المضاربة تضغط على السوق، و"من لديه تسهيلات لا يستطيع أن ينتظر. إنه يسيل المحفظة خوفا. ولو أن الحال كان من الممكن أن تتغير لو أنها تمت من خلال دراسة حقيقية". وقال تفاحة لصحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم تفاحة أن ما يؤرق المستثمرين هو عدم اليقين بشأن القاع المفترضة في السوق، مضيفا أن السوق خيب التوقعات في كثير من المرات، رغم الارتداد نحو الصعود على مدار جلستين، ولم يعد معروفا إذا ما كانت ستتوقف عند قاع قريبة من مستواها الحالي. ويصف هشام تفاحة وضع السوق بأنه يمر بحالة معاناة من "هزة نفسية" مع أنه مرشح لدخول سيولة أجنبية لمستثمرين يدركون أن الأسواق الخليجية مهزوزة لأسباب نفسية وليست لنفس الأسباب التي تعصف بالأسواق الأوروبية والأمريكية.

</IMG>

تداولات ضعيفة وقيمة التداولات التي دارت اليوم كانت أقل من 4 مليارات في انحسار واضح للقوى الشرائية وانخفاض حجم الأسهم المتداولة إلى 158 مليون سهم شملت أسهم 126 شركة ارتفع منها 28 سهما فقط. وخسرت السوق عند الإغلاق حوالي 90 نقطة بما نسبته 1.8% وتراجعت إلى مستوى 4880 نقطة وسط الضغط الكبير المتواصل لأسهم قطاع المصارف والخدمات المالية الذي سجل اكبر الخسائر اليوم بواقع 315 نقطة. وقاد سهم بنك ساب الخسائر في هذا القطاع متراجعا بنسبة 9.83% مستوى 55 ريالا مسجلا أكبر الخسائر في السوق في تداولات بحجم 1.77مليون سهم، وزاد سهم بنك الراجحي من الضغوط بهبوط بنسبة 3.47% إلى مستوى 55.25 ريال في تداولات زادت عن 1.4 مليون سهم. وبفعل أدائها السيئ تلقى السوق ضربة أخرى من سهم البتروكيماويات وتراجع مؤشر الأخيرة فاقدا 40 نقطة وسط خسائر لسهم سابك بنسبة 1.98% في تداولات بواقع 13.2 مليون سهم تعد الأكبر في هذا القطاع. كما هبط سهم بترورابغ بنسبة2.68% إلى 16.4ريال من تداولات بحجم 4.2 مليون سهم. وكالعادة تفوق سهم بنك الإنماء في تصدر لائحة أكثر الأسهم تداولا أمام سابك بحجم 48.4 مليون سهم، بينما احتل سهم الكيمائية السعودية المركز الأول في صف أكبر الرابحين مرتفعا بنسبة 6.03% وأعقبه سهم فيبكو بنسبة 4.61 %.

</IMG>