السعادة الداخلية..فيرا بيفر

بسم الله الرحمن الرحيم ’ اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد .

طبعا هذا ملخص للكتاب , وإن شاء الله تستفيدوا وتستمتعوا بقرائته

أعتقد أنه رائع...

اسم الكتاب: السعادة الداخلية.
المؤلف: فيرا بيفر.
عدد صفحات الكتاب : 201
سنة النشر: 2006م

الفكرة العامة للكتاب وأهميته:

يساعد الكتابـ يما يحويه من أفكار على أن يجعلك تسـعد بـ حياتك.
فـ يخلصكـ من الاكتئاب والقلق والـ شعور بـ الوحدة ..
فـ تحيا حياتكـ كما تريد دون ماضي أو أناس او حتى بيئة تتحكم بكـ ..
فـ يعينكـ على رؤيـة المـشاكل لـ تستطيع حلها بيسر وسهولة.
فـ يتضمن الجزء الأول الاسباب التي تجعلنا نشعر بالاكتئاب والنقص.
وتشرح كيفـ يؤثر ذلك على صحتك النفسية والجسمانية.
وفي الجزء الثاني,تجد الوسائل التي تساعدك على التغلب على مشاعر القلق والوحدة والاكتئاب.

مقدمة الجزء الأول

عندما نريد التغلب على الإحساس الداخلي بالخواء والفراغ, من المهم للغاية أن نفهم ما هي بالضبط الأشياء التي تسبب خللاً في توازننا الداخلي.قد تكون مدركاً أنك لست سعيد ولكن عندما تستمر بـ المشكلة فإنك تبدأ بالاعتياد عليها.
فإذا كان صديقك الأثير لديك في نفس موقفك, فربما كنت ستنصحه بالتخلص من هذه المشكلة ولكن عندما تكون أنت صاحب المشكلة يكون من الصعب التوصل للحل المناسب بسهولة .والقسم الخاص بالأسباب النفسية والبيئية المتلفة التي تؤدي إلى الشعور بالخواء والداخلي سوف يساعدك أن تخطو خطوه إلى الخلف وترى موقفك بكل وضوح.
وبعد ذلك سوف نشرح الآثار التي يمكن أن تتركها هذه المشكلات والمواقف على صحتك النفسية.

الفصل الأول

ما لذي يشعرنا بالسعادة والرضا؟
كيف يمكن أن نعرف أننا نشعر بالسعادة والرضا وأنه لا ينقصنا أي شيء؟

إن الشعور بالسعادة والرضا يعني أن نكون أصحاء تماماً من الناحية النفسية.
"فعندما تشعر بأنك راض عن نفسك وبأنه لا ينقصك أي شيء, سوف تبدأ في الاستمتاع بما لديك, وفي نفس الوقت سوف تشعر بأن لديك القدرة على تغيير الأشياء التي تحتاج إلى التغيير في حياتك, وتقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها"
ولكي نصل إلى الشعور بالسعادة والرضا فإننا نحتاج إلى الشعور بأنفسنا:من نحن, وما هي قيمتنا, وما هي الصلة التي تربطنا بالآخرين؟

إننا لا نحتاج فقط إلى النظر لمستوى وجودنا المادي والعقلي والوجداني,بل يجب علاوة على ذالك أن نتخطى هذا المستوى إلى ما هو أبعد ونكتشف الجانب الروحي في الطبيعة الإنسانية .وعندما تتمازج وتتداخل جوانب الحياة الأربعة بنجاح نكون عندها فقط قد وصلنا حقاً إلى حالة السعادة والرضا.

الصحة الوجدانية والعقلية والجسمية والروحية :

قبل أن نذهب إلى ماهو أبعد من هذا, من المهم أن نفهم أننا لسنا في حاجة لأن نكون أصحاء بنسبة 100%في كل هذه النواحي لكي نشعر بالرضا الكامل عن أنفسنا.فوجود بعض مواطن الضعف هو أمر لازم وحتمي لأننا بشر.

الصحة الوجدانية:

هي القدرة على الإحساس بكافة المشاعر ( الإيجابية بالطبع يكون لها الأولوية على المشاعر السلبية) وأن تستطيع بنفس الوقت أن تتواصل بطريقة سليمة مع الناس من حولك.

الصحة العقلية:
تعد القدرة على التفكير العقلاني المنطقي دليلاً على الصحة العقلية, بشرط ألا يتحول هذا التفكير المنطقي إلى آلية ليس لها سوى وظيفة واحدة وهي كبت المشاعر.

الصحة الجسمية:

من المهم أن نتأكد باستمرار من حصول الجسم على على كل مايحتاج إليه لكي يؤدي وظائفه بكل يسر وسهولة,وذلك لأن الحالة الجسمانية من الممكن أن تؤثر
على العقل والوجدان.ولذلك يجب أن نهتم بمايلي:

أداء بعض التمرينات الخفيفة بصورة منتظمة
الحرص على أن يكون الطعام متنوعاً وطبيعياً ومغذيا.
أن يكون الهواء الذي نتنفسه نظيفاً قدر الإمكان.
أن نحصل يومياً على قدر كاف من الماء الجيد النقي لكي نحمي أجسامنا من الجفاف.

الصحة الروحية:

يكون من المفيد أن ننظر إلى الجانب الروحاني للحياة باعتباره تقديراً لعملية الحياة في حد ذاتها,ذلك التقدير الذي يجعلنا نتجاوز حدود المسائل الشخصية المحضة. فكل ماتحتاج إليه للوصول إلى الجانب الروحاني في ذاتك هو التفتح وحي الاستطلاع.

وجميع جوانب النفس-المادي والعقلي والوجداني والروحي-متداخلة ومترابطة فيما بينها.

العلاقة بين الجسم والعقل:

معظم الناس لديهم خبرات شخصية تؤكد قدرة العقل على التأثير في الجسم.فعندما تكون خائفاً من الذهاب لطبيب الأسنان قد تنام في الليلة السابقة نوماً متقطعاً بسبب ماتحس به من توتر.ويعتبر الخوف أقوى جانب من جوانب التفكير يمكن أن يسبب المرض, وهذا لأن القلق يضعف جهاز المناعة.وليس العقل فقط الذي يؤثر على الجسم فإن الجسم أيضاً يؤثر على العقل.ففي الوقت الذي يكافح فيه الجسم لصد هجوم مادة غريبة سواء كانت فيروساً أو بكتيريا فإن حالتنا المعنوية تنخفض وقد نصاب بالإحباط والارتباك وبعدم القدرة على التنسيق أو اتخاذ القرارات.

مسارات الطاقة في الجسم:

يطلق على الطاقة التي تتدفق عبر مسارات الطاقة في الجسم اسم "الطاقة الخفية".وهناك الجهاز الكهرومغناطيسي وهو الذي يعمل من خلال المسارات ويستخدم نقاط الوخز لامتصاص الطاقة من البيئة المحيطة بنفس الطريقة التي نتنفس بها الهواء.

كيف تعمل القوى المغناطيسية؟: .

المغناطيسية هي القوة التي تحافظ على نظام المجرة وتجعل النجوم والكواكب تدور.وأجسامنا تماماً كغيرنا من الكائنات الحية,لها مجال كهرومغناطيسي طبيعي.

وهناك عوامل تعوق تدفق الطاقة بيسر وسهولة في مساراتها الطبيعية و هي:

الضغوط العاطفية,والضغط الناشئ عن المسارات الأرضية,والمواد الكيميائية السامة كالمواد الحافظة التي تضاف للأطعمة,والتيارات الكهربائية الضارة فعندما توجد هناك في الجسم معادن غير متشابهة كالسبائك التي تستخدم في حشو الأسنان,فإن هناك تيارات تتولد بالفم,والصدمات الحركية أو التصادم,و الندبات أو آثار الجروح القديمة.

الذبذبات الجيدة:

إن الكلمة من الممكن أن تؤثر مشاعر معينة بداخلك.وربما تكون قد لاحظت أثناء قراءتك لكتاب معين كيف أن جملاً معينة يمكن تؤثر فيك.وهذا يعني أن الكلمات تتذبذب بداخلك بتردد معين يؤدي إلى تنشيط مشاعر السعادة الداخلية لديك.ولهذا السبب من الضروري جداً أن تهتم بأن تفكر وتتحدث بطريقة إيجابية حيث أن الأفكار الإيجابية تتذبذب بداخلك وتحقق لك الصحة الجسمانية والسعادة الوجدانية.

الطاقة الشخصية:

عندما يكون هناك عائق يمنع تدفق الطاقة الخفية, فإن هذا من الممكن أن يجعلنا نشعر بالارتباك والتشويش الذهني.وعندما نشعر بالقلق ,يزداد احتمال وقوعنا في أخطاء.ولهذا فإننا سوف نصبح أقل رغبة في تجريب أشياء جديدة وبالتالي لن يكون لدينا التدريب الكافي الذي يمكن من تحقيق النجاح لأنفسنا ومن ثم نصبح أكثر قلقاً.

الطاقة الكونية:

إن الأرض والكون المحيط بنا يؤثران على صحتنا وعلى حالتنا المزاجية.فعندما يمتلئ الهواء بالأيونات الموجبة قبل وأثناء العواصف الرعدية,يشعر الكثير من الناس بالقلق والتوتر.والسبب في ذلك أن أجسامهم تجد صعوبة في التكيف مع المجال المغناطيسي المتغير في الجو المحيط بهم .هذه الرابطة الموجودة بيننا وبين الأرض والكون المحيط بنا هي مانحتاج أن نفهمه ونستخدمه أكثر في حياتنا اليومية.كما أن اتصالنا بالطاقات الخفية الموجودة بداخلنا يربطنا بالكون ويساعدنا على اكتساب إحساس جديد بالانتماء,لأننا سنشعر أننا جزء من كيان كلي أكبر.

ثلاث زوايا لفهم النفس:الأنا والذات والروح:
إن كل إنسان يبدأ في الشعور بـ"الأنا" منذ طفولته.فالصغار يحتاجون للحصول على تقدير الذات والثقة بالنفس من خلال مديحهم والثناء عليهم.أما بالنسبة للكبار ,فإن الأنانية الشديدة تكون دليلاً على عدم النضج(ولكن ليس هناك عيب في وجود درجة معتدلة من الشعور بالأنا بشرط ألا يكون هذا هو كل مالديك!).
وعلى النقيض من الأنا مفهوم "الذات" يقصد به الصورة الداخلية التي نكونها عن شخصيتنا.ويتم تعديل صورة الذات بشكل مستمر تبعاً لردود أفعال الآخرين تجاهنا.

ومن بين التحديات التي تواجهنا:التوصل لمستوى جيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات يمكن أن يصمد إزاء الانتقادات والتوبيخ الذي لا مبرر له ولكنه يسمح بتقبل النقد الصادق البناء بحيث نستطيع تعديل سلوكنا تبعاً لذلك.

"الروح" هي ذلك الجزء الذي يتبقى منا بعد أن تفنى أجسامنا , إنها قوة الحياة الموجودة بداخلنا .فالروح تربطنا بمستوى أعلى من الإدراك. تخيل أنك صعدت للسماء وأخذت تنظر للأرض من عل: إن رؤيتك سوف تتغير تماماً.فشئون الحياة اليومية الصغيرة لن تصبح مرئية بالنسبة لك ,وكل ما سيتبقى لك هو الصورة الكلية الكبرى.

الحفاظ على التوافق بين الجسم والروح:

إن كلاً من الجسم والروح ضروري إذا أردنا أن نشعر بالرضا في حياتنا, وإذا أردنا أن نتمتع بالصحة علينا أن نتحلى بالأمل وبالإحساس بأننا جزء ليس فقط من البيئة المحيطة بنا ولكن أيضاً من كل أعظم و أشمل.

... نتابع الفصل الثاني ...

الفصل الثاني.

لماذا نشعر بالنقص؟

كما رأينا في الفصل السابق فإننا نعرف أنفسنا في إطار البيئة الاجتماعية المحيطة بنا.إن وجودنا مع الآخرين و تفاعلنا معهم هما ما يجعل لأنفسنا أبعاد ثلاثة.

إن الآخرين يعملون كالمرآة التي نرى بها أنفسنا ونرى فيها ذاتنا.وما يعكسه لنا الآخرون قد يكون مشوهاً أو منطوياً على رياء وخداع,وقد يكون سلبياً أو إيجابياً ولكنه على الأقل يؤكد وجودنا.

من المهم أن لانخلط بين فقداننا لذواتنا لأننا فقدنا الاتصال مع العالم الخارجي من حولنا,وبين أن نسعى برغبتنا إلى أن نكون بمفردنا بعيداً عن الآخرين لبعض الوقت.

والحقيقة هي أنه يمكننا نحن أن نختار الطريقة التي ننظر بها إلى ظروفنا.فإن مايقع لنا في الحياة قد يكون مؤلماً,ولكننا نحن من نختار هل نعاني من هذه الآلام أم لا..!.وماحدث ذات مره لابنة زوجي يعتبر مثالاً جيداً على ذلك.فقد اصطدمت صدمة قوية مؤلمة بإطار أحد الأبواب ثم انفجرت ضاحكة.!

وأنت أيضاً فكر في أوضاع حياتك الحالية .مالذي يجعلك تشعر بالتعاسة؟ هل تحيا وحيداً منذ فترة طويلة؟ هل تشعر بعدم الرضا عن مظهرك؟ هل هناك أشخاص يزعجونك ؟هل تشعر فقط بالتعاسة دون أن تعرف السبب؟
إذا كنت تشعر بأن هناك جانباً من حياتك يسبب لك التعاسة.فاسأل نفسك: هل من الضروري حقاً أن أعاني وأتألم؟. لان الموقف يمكن أن يكون غير مريح أو على غير رغبتك, ولكن هناك دائماً شيئاً يمكن أن تفعله لتغيير ظروفك.

أسباب شعورنا بالانفصال عما حولنا:

هناك العديد من الظروف والأحداث التي يمكن أن تقع في حياتنا وتجعلنا نشعر أننا منفصلون عن بيئتنا الاجتماعية ومنعزلون داخل أنفسنا.

الأسباب النفسية :

إن فقدك لذاتك وشعورك بالعزلة ليس سبباً,بل إنه نتيجة.
فإن كلاً من الأحداث الماضية والحالية يمكن أن يكون لها تأثير على الطريقة التي تتواصل بها مع العالم الخارجي من حولك وعلى مقدار ماتشعر به في النهاية من سعادة ورضا في داخلك.

الصدمة:

أحداث الماضي السلبية أو التي سببت لك صدمة أثرت في تطور شخصيتك,يمكن أن يكون لها أثر ضار على إحساسك بذاتك,مالم تتعامل مع هذه الآثار بنشاط ومثابرة.

الضغوط:

لقد بدأت الضغوط تتزايد مع التطورات السريعة.فإننا نحتاج إلى أن نكون أكثر مرونة.فالتغييرات المستمرة قد ترهقنا وتضغط علينا لدرجة نفقد بها القدرة على الاستمتاع.وكل ماتستطيع عمله هو أن تحاول إدارة حياتك والوفاء بالتزاماتك ومهامك اليومية.

الطاقات الإبداعية التي لانعبر عنها:

لكي نشعر بالرضا والسعادة فإننا نحتاج إلى العمل كما نحتاج للعب.
واللعب الابتكاري هو أي نشاط تحاول التعبير فيه عن عالمك الداخلي بطريقة ممتعة خالية من الضغوط.
وهناك خبر سار وهو أنه ليس من المهم أن النشاط الإبداعي الذي تختاره نشاطاً مفيداً.

المشكلات البدنية :

عندما تتعرض صحتنا البدنية للخطر كالشعور بالألم أو انخفاض مستوى الطاقة فإن هذا يجعلنا نشعر بفتور الهمة والسخط والتعاسة.
ومن هذه المشكلات : المرض,حالات الحساسية وعدم تحمل بعض المواد , والتعرض الزائد للمواد الكيميائية,والأدوية والعقاقير.

المخاطر البيئية:

كالتلوث .و الاضطرابات الكهرومغناطيسية:التي تأتينا من التليفزيون والميكروويف والتليفونات المحمولة وغيرها.
فلقد أثبتت دراسة أن التعرض لهذه الأجهزة ولو لدقائق معدودة يسبب القلق والصداع والاكتئاب وضعف التركيز والمناعة.

ماذا يحدث عندما نشعر بالانفصال:

القلق والاكتئاب:

هما متلازمتان تولدان لدى الإنسان الرغبة في الإنسان الرغبة في الانسحاب من العالم.وعندما تشعر بالانفصال عن الآخرين فإنك تعيش مع أفكارك وحدها وتبدأ باسترجاع ذكريات الماضي دون توقف,وينتابك قلق لا نهاية له بشأن ماينبغي أن تفعله بعد ذلك.
مشاعر السخط والغضب والميل إلى العنف.
الشعور بالوحدة.
الشعور بعدم الاستقرار.

الشعور بالخواء:فعندما تفقد الأعمال اليومية معناها ونشعر بأن حياتنا بلا هدف ولاغاية فإننا قد نشعر بالسخط والاستياء وعدم الرضا.وعندما نفقد الإحساس بالمعنى فإننا نفقد الدافع والحماس للحياة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحين راح نبدأ بالجزء الثاني...

الجزء الثاني

كيف تصبح سعيدا وراضيا ؟

تنقية الماضي

لكي نستطيع التغلب على المشكلات ونبدأ عملية الشفاء فإننا في حاجة للنظر في بعض المشكلات التي من المحتمل أننا نعاني منها.من الضروري أن نعرف هل هناك أسلوب حياة سلبي نتبعه أم لا.فهذا من شأنه أن يعطينا إشارات يمكن أن ترشدنا إلى الجوانب التي يجب أن نحدث فيها تغييرات في حياتنا.
ثم نتقدم بعد ذلك لنعرف كيف تعبر خبرات الماضي عن نفسها من خلال تأثيرها على مشاعرنا وتصرفاتنا الحالية وما الآثار التي تتركها هذه التجارب على نظرتنا لأنفسنا.

التخلص من أنماط الحياة السلبية

يمكن أن تصبح الحياة صعبة للغاية عندما تقع لنا بعض الأحداث الخارجة عن سيطرتنا وتخل بتوازننا الانفعالي أو العاطفي. فالأحداث المفجعة يمكن أن تجعلنا نشعر بمشاعر سلبية نحو أنفسنا وهذه المشاعر تولد أفكارا وصورا سلبية تتراءى بداخل عقولنا بصورة مستمرة في الغالب.وعندما تسيطر هذه الأشياء على عقولنا لفترة طويلة فإنها يمكن أن تجعلنا عرضة للإصابة بالمرض.

إن فقدان الذات لا يحدث فجأة دون مقدمات أو أسباب وإنما يحدث نتيجة للضغوط والصدمات العاطفية.ونتيجة لذلك يبدأ الإنسان في إتباع نمط سلبي في حياته يمكن أن يكون له أثر ضار على جميع جوانب الحياة إلا إذا تمكن من التعامل مع الضغوط أو الصدمات بطريقة بناءة.

التغلب على ذكريات الماضي التي تقيدنا

إن كلا من أنماط حياتنا والأفكار التي تملأ عقولنا هي التي تميزنا عن غيرنا.فنحن كبشر يمتاز كل فرد منا بصفاته الفريدة التي تميزه عن غيره. وربما يكون هناك أشخاصا حولك يفكرون مثلك ولهم نفس قيمك بل ولهم أيضا شخصية تشبه شخصيتك فتجدهم يتحدثون مثلك ولهم نفس ذوقك في اختيار الملابس وربما يشبهونك في الشكل ولكن رغم كل ذلك لن يوجد بينهم من يشبهك تماما دون اختلاف.

الصدق مع النفس:

التفاعل بشكل ايجابي مع العالم من حولك

كلنا يعرف كيف أن وجود شخص واحد سيئ المزاج في الأسرة أو في العمل يمكن أن يفسد الأجواء لجميع المحيطين به ولا شك أننا جميعا قد رأينا شيئا كهذا من قبل في وقت أو آخر.إن الأمر يبدو وكـأن الطاقة السلبية تشع من هذا الشخص وتنتقل إلى جميع الموجودين في البيئة المحيطة به.إن السلبية شيئا معد يمكن أن نلتقطها من الآخرين مثل عدوى الأنفلونزا تماما.

التواصل مع عالمك الداخلي

كما أنه من المهم أن نكون حساسين ومنتبهين لما يحدث من حولنا من الضروري أيضا أن نظل على اتصال ووعي بما يحدث داخلنا.فنحن في جوانب عديدة إنما نتعايش مع ما يحدث خارجنا انطلاقا مما يحدث بداخلنا.أي أن تجاربنا الشخصية وأنماط شخصياتنا وميولنا وآليات التكيف لدينا هي التي تحدد الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة من حولنا. فتصرفاتنا في هذا العالم هو انعكاسا لنظرتنا إليه.وسلوكنا نحو الأشخاص من حولنا يتوقف على رأينا فيهم.

وهذا يعني أننا يجب أن نكون مدركين ومنتبهين لعالمنا الداخلي لكي نفهم سبب نجاحنا أو فشلنا في علاقاتنا أو طموحاتنا المهنية وسبب شعورنا بالاستقرار أو بعدم الاستقرار الانفعالي.

إن اتصالك بعالمك الداخلي لابد بالضرورة أن يشمل جميع الجوانب التي تجعل منك كيانا فريدا. فليس كافيا أن ننظر فقط إلى الجوانب السيكولوجية كالعقل والانفعالات.فالعقل والانفعالات لا يوجدان في فراغ.

التواصل مع مشاعرك

كما أن الجسم يبعث إلينا بإشارات فان المشاعر والانفعالات تفعل نفس الشيء أيضا. فالمشاعر والانفعالات يمكن أن تكون قوة دفع داخلية فعالة تحدد أفعالنا وردود أفعالنا وتؤثر على صحتنا واستقرارنا العقلي وعلى قدرتنا على مواجهة الضغوط.وعندما تكون انفعالاتنا حادة فإنها تصبح واضحة جدا. فعندما يكون الإنسان سعيدا بحق أو غاضبا جدا فهذا سوف يظهر بوضوح في حالته المزاجية وفي حركاته وتعبيرات وجهه. وفي ذلك الوقت سوف نكون مدركين تماما لانفعالاتنا وسوف يدركها الآخرون أيضا. ولكن في أحيان كثيرة يمكن أن تكون المشاعر موجودة على مستوى اللاوعي ومختفية فلا ندركها بوضوح. فقد نشعر أحيانا بالضجر أو العصبية أو القلق دون أن نستطيع أن نعرف سببا لذلك أو نحدد طبيعة هذا الإحساس المقلق.

وجميع المشاعر لا غبار عليها لأنها جزء من طبيعتنا الإنسانية ولكن عندما تصبح هذه المشاعر مصدر إزعاج لنا فإننا يجب أن نعالجها.وبالمثل فإننا إذا لم نكن قادرين على الاستماع بأية مشاعر طيبة مثل الحب والسعادة فان مسؤوليتنا تجاه أنفسنا تحتم علينا أن نعمل على تغيير ذلك.فإذا لم تكن أنت نفسك سعيدا فانك لن تستطيع أن تجعل غيرك يشعر بالسعادة. لذلك فان العمل على تحقيق السعادة الداخلية يفيدك ويفيد كل من حولك !

التواصل مع الجانب الروحاني

إذا كنت معتادا على التأمل أو أداء تمرينات اليوجا فانك بالفعل تدرك إلى حد كبير ما تشعر به عندما تكون متمركزا حول ذاتك ومتصلا بها ومتصلا في نفس الوقت بالصورة العامة الكبرى من حولك.

التخيل الايجابي

هل رأيت من قبل شخصا وهو يحلم أثناء نومه ؟ انك تستطيع أن ترى مقلتيه تتحركان خلف جفونه المغلقة وأحيانا يهمهم ببعض الكلمات أو يحرك ذراعيه ورجليه.إن الحلم الذي يدور كفيلم سينمائي في العقل يؤدي إلى تنشيط الجسم. ويمكن أيضا رؤية الاستجابات التي تحدث أثناء الحلم في القطط والكلاب أثناء نومهم.
وحيث إن هناك ارتباطا قويا بين الجسم والعقل فان من المنطقي جدا أن تستخدم هذه الرابطة لتحقيق الشفاء. فالتخيل يعد وسيلة ممتازة من وسائل مساعدة النفس يمكن أن تستخدمها في أي مكان وفي أي وقت. والشرط الوحيد هو أنك يجب أن تستخدمها فقط في وقت تكون فيه قادرا على إغلاق عينيك لذلك فانه من المحظور تماما أن تستخدمها أثناء قيادة السيارة مثلا أو وأنت واقف في عملك أمام آلة.
إن الشيء الظريف فييلي:علق على تمرين التخيل هو أنه ليس من الضروري أن تؤديه بإتقان حتى يحقق الفائدة المرجوة منه.إن الرؤية وعيناك مغلقة يمكن أن تكون مختلفة اختلافا كبيرا عن الرؤية وأنت مفتوح العينين.حاول أن تقوم بما يلي :
انظر إلى أي شئ في الغرفة كتليفون أو كرسي أو نبات مثلا.انظر إلى هذا الشئ بالتفصيل.

والآن أغلق عينيك وتخيل نفس هذا الشئ .كيف يختلف إدراكك لهذا الشيء الآن ؟

انك عندما "ترى" شيئا في مخيلتك فانك ربما :
§ لا ترى أية ألوان.
§ لا ترى صورة محددة تحديدا واضحا.
§ لا ترى أية صورة على الإطلاق ولكن ربما فكرة عن شكل هذا الشيء.
§ لا تستطيع أن تحتفظ بالصورة في عقلك.

كل هذا لا يهم !انك لا زلت قادرا على الحصول على بعض النتائج.وإذا لم تستطع التوقف عن انتقاد نفسك لأنك لا تستطيع التخيل بدقة كافية فقم بأداء تمرين "الاتصال بالجانب الشعوري" وحاول معالجة مشاعر "انتقاد الذات".

حكمة الطبيعة

إننا نعرف جسمنا المادي عادة من خلال حواس البصر واللمس والسمع والتذوق والشم.ونحن نعرف أن الجسم مكون من الجلد والعظم والعضلات والسائل اللمفاوي والدم وغير ذلك ولكن بالإضافة إلى المكونات المرئية هناك نظم الطاقة الخفية التي تعمل طوال الوقت. وهي نظم كهربية ومثلها مثل الكهرباء بالضبط لا يمكن رؤيتها إلا باستخدام التصوير الكهربي والذي سيظهر هالة من الشحنات الكهربية حول جسم الإنسان. وقد تم ابتكار أسلوب التصوير الكهربي في الأربعينيات على يد "هارولد اسب ير" في جامعة "يال" و"سيميون كيرليان" وهو باحث روسي.
والطاقات الخفية تلعب دورا رئيسيا في تسهيل قيام مختلف أجزاء الجسم بوظائفها. حيث أن هذه الطاقات عندما تتدفق في الجسم لا تؤثر على كافة غدد الجسم وأعضائه فحسب بل على العضلات أيضا.وعندما يحدث شيئا يعرقل هذه الطاقات الخفية فان هذا يؤدي الى إضعاف العضلة.ونفس هذا الضعف سوف يحدث عندما نقرب من الجسم طعاما يسبب الحساسية أو عندما نفكر في أشياء سلبية أو عندما نلمس زجاجة بها خلاصة الزهور التي لا تناسبنا.

التغلب على مشكلات الحياة اليومية

من الممكن أن تكون متمتعا بصحة جيدة وسعيدا ولكنك تعاني من ضغوط الحياة اليومية.ومهما كانت إرادتنا قوية فإننا لا نستطيع أن نجعل الحياة تسير في سهولة ويسر طوال الوقت لهذا فإننا أحيانا لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى أن نحاول الحد من الخسائر.ولكن تذكر أن وجود كثير من الأعمال التي ينبغي أن تؤديها هو أمر يختلف تماما عن التعرض للضغوط. والضغوط مثل الجمال تماما تعتبر شيئا نسبيا يختلف من شخص لآخر.

كيف تعرف أنك أصبحت إنسانا راضيا وسعيدا مرة أخرى

إن الإحساس بالسعادة والرضا مرة أخرى وبأننا لا ينقصنا أي شيء يتحقق عندما نواجه الشرور الموجودة بداخلنا والتواصل مع النفس هو الخطوة الأولى في طريق الرضا والسعادة والصحة.وكما يمكن أن تتوقع فان تحقيق ذلك هو تجربة شديدة الذاتية لذلك فانك أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقيم هل حقق ذلك أم لا.

وفي النهاية أنت فقط من يمكنك أن تقول انك قد أصبحت سعيدا وراضيا مرة أخرى. وطالما أنك تبحث باستمرار عن الحلول الايجابية لما يواجهك من مشكلات وتجعل عقلك متفتحا دائما للطريقة التي تظهر بها هذه الحلول وطالما أن اليأس لا يعرف طريقه إليك فانك سوف تحقق النجاح. قد يستغرق هذا بعض الوقت وقد يكون صعبا ولكنه يمكن أن يتحقق في النهاية. لا تكتف بالاعتقاد في حدوث المعجزات بل اعتمد على أنها تحدث بالفعل.

إن شاء الله تكونو قد أستفدتم وإستمتعتم بقراءة الموضوع .,, دمتم في رعاية الله .