السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
</IMG> |
هوى مؤشر السوق السعودية بقرب الـ9%، في تداولات اليوم السبت 25-10-2008، حيث فرض اتجاه هبوطي عمودي نفسه على حركة المؤشر منذ اللحظة الأولى للافتتاح، وحتى إغلاق الجلسة، فقد معها المؤشر حاجز الـ6 آلاف نقطة، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يوليو/حزيران من العام 2004، في ظل تعرض جميع الأسهم المدرجة دون استثناء لانخفاضات حادة وصلت في أكثر من 100 شركة إلى قرب الحد الأقصى الـ10%، بما فيها الشركات القيادية، تقودها أسهم البتروكيماويات والبنوك. يأتي ذلك فيما يترقب المتداولون نتائج اجتماع عاجل لوزراء المالية الخليجيين، الذين يبحثون في الرياض، حسب مصادر مقترحات تتعلق بتقريب صيغ وإجراءات القرارات التي يمكن أن تتخذها البنوك المركزية وهيئة السوق المالية فيما يتعلق بأزمة أسواق المال في العالم.
غياب الثقة وهبط المؤشر العام بنسبة 8.7% تعادل 536.12 نقطة، ليغلق على 5624.68 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 146.5 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 101.8 ألف صفقة تقريبا، بلغت قيمتها حوالي 4.096 مليارات ريال، (الدولار يعادل 3.75 ريالات).
انخفض مؤشر الأسهم السعودية في تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة 10.2%، بسبب ما أسماه محللون "فوبيا" البورصات العالمية التي اجتاحت جميع أسواق المال العالمية، لتنخفض القيمة السوقية للشركات المدرجة بنحو 148 مليار ريال لتصل إلى 1.2 تريليون ريال، ومن حيث الأداء التراكمي للمؤشر العام "تداول"، فقد بلغت خسائره 44% منذ بداية العام الجاري حتى نهاية تداولات الأربعاء الماضي.
من جانبه أكد مدير قسم الأبحاث في مجموعة بخيت هشام تفاحة على أن أكثر ما تعاني منه سوق الأسهم السعودية حالياً غياب ثقة المتداولين التي وصلت الآن إلى أدنى مستوياتها، لذلك فالأمر سيحتاج إلى وقت حتى تعود الأمور إلى طبيعتها.
وأضاف "انتشال السوق من ضحالة التداولات الحالية يحتاج إلى سيولة ضخمة لا تتأتى إلا من قبل الحكومة، وذلك حتى يمكن إعادة الروح للسوق وزيادة نشاطها. نقص التداولات سبب رئيس وراء التذبذبات العالية للأسهم حالياً".
وتوقع تفاحة أن يكون لقرارات اجتماع وزراء المالية الخليجيين انعكاسات إيجابية على أسواق المال في المنطقة، شريطة أن تدخل في إطار التطبيق في أسرع وقت ممكن.
وقال مدير الأبحاث في مجموعة بخيت "عدد كبير من الأسهم السعودية عند مكررات ربحية أقل من 10 مرات حاليا، هذه مكررات تاريخية لم يسبق أن سجلتها السوق من قبل، مستويات الأسعار الحالية مفيدة للغاية للمستثمر طويل الأجل".
اسعار النفط
ويرى أن حركة أسعار النفط والانخفاضات الكبيرة التي شهدتها الأيام الماضية ليس لها علاقة أو سبب مباشر بما يجري في سوق الأسهم، مستدلا على ذلك بأنه حينما كانت أسعار النفط عند مستوياتها القياسية لم ينعكس ذلك على حركة سوق الأسهم.
وانخفض سهم "سابك" بنسبة 9.78% مسجلا سعر 73.75 ريالا، وسهم "الراجحي" بنسبة 9.76% إلى سعر 67 ريالا، وسهم "اتحاد اتصالات" بنسبة 9.8% إلى 27.60 ريالا، و"زين" بـ9.89% إلى سعر 13.20 ريالا.
من جهته توقع الخبير المالي محمد الضحيان أن تستمر حدة التذبذب في السوق السعودية فترة طويلة، وقال "لن نشاهد ثباتا في السوق، سيكون التلاعب في الأسهم غير المنتجة؛ لأن فيها سيولة، إنهم شريحة من المضاربين خسروا في الأسهم الجيدة، وهي تنخفض بلا سبب، ليس هناك أية رغبة في الاستحواذ عليها".
ولاحظ الضحيان تزايد حصة المؤسسات الاستثمارية في السوق السعودية حالية، وأنها "مهتمة بالاستحواذ في عدد من الأسهم"، وأن "استحواذ المضاربين آخذ في التناقص يوما بعد آخر".
ولفت -في حديثه مع صحيفة الاقتصادية السعودية- إلى أن المضاربين بدأوا يتحلقون عند الأسهم "غير المنتجة"، وأنه تبعا لذلك فإن تلك الأسهم ترتفع نسبيا دون سبب.
تذبذب حاد وأكد المحلل الفني عبد العزيز الشاهري أن هناك تذبذبا حادا في السوق السعودية، رغم أن أغلب الأسواق المالية تشهد هذا التذبذب، وأن هناك من يدرس المؤشر عن طريق الموجات (موجات أليوت أو موجات الذئب أو غيرها)، "وما الموجات إلا تذبذبا بين الصعود الهبوط، ومنها الموجات الصاعدة والموجات الهابطة".
ويرى أن سبب حدة تلك الموجات أن السوق السعودية "تعتبر من الأسواق الناشئة التي تتأثر بكل ما هو جديد، سواء أكان تنظيميا أم اكتتابات".
وزاد في السنوات الثلاث الأخيرة ازدياد الاكتتابات وإقرار كثير من القواعد التنظيمية، "وساهمت هذه الاكتتابات وتلك التنظيمات في إذكاء حدة التذبذب، ومن الأسباب أيضا -بحسب الشاهري- تركز قوة التأثر في نقاط المؤشر في شركات محدودة كـ"سابك" وبعض المصارف وغيرها؛ مما يساهم في هذا التذبذب حينما يحدث التراجع فيها بشكل ملحوظ.
وأبان أن من الأسباب أيضا كثرة الشائعات والانسياق وراءها من صغار المتداولين خاصة، "وهذا يساهم في البيع الجماعي حين انتشار الأخبار غير الإيجابية عن السوق"، وهو ما يساعد على حدة التذبذب في السوق المحلية.
على جانب أهم أخبار الشركات نمت أرباح دار الأركان للتطوير العقاري بنسبة 4.3% في الربع الثالث من العام الجاري، لتصل إلى 720 مليون ريال.