المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: الاقتصاد ينتعش.. لكن الركود سيظل طويلا السبت نوفمبر 13, 2010 5:07 pm
تقرير إخباري
الولايات المتحدة: الاقتصاد ينتعش.. لكن الركود سيظل طويلا
سمسار يتابع شاشات عرض أسعار الأسهم في بورصة نيويورك للاوراق المالية.أ. ب. واشنطن ـ أ. ب: انتهى الكساد العظيم منذ نحو عام ونصف، وبدأ الاقتصاد ينمو ببطء ثانية. إلا أن الكثير من التغييرات الجذرية التي أجراها الأمريكيون على طريقة إنفاق المال ظلت قائمة ـ وقد تظل للأبد، كما يعتقد بعض الاقتصاديين. أصبحت طريقة الشراء في نيويورك عن طريق حجز السلعة بتقديم دفعة أولى على أن يتم تسليمها بعد دفع ثمنها كاملا، التي كانت تقتصر على الفقراء في السابق، اتجاها سائدا. ففي مول أمريكا في مينيسوتا، يندفع المتسوقون لشراء شيء واحد أو اثنين فقط. وفي نيويورك، تفعل النساء اللواتي يترددن على الحفلات الاجتماعية أمرا لا يصدق: فهن يرتدين ثوب الحفلات نفسه مرتين. خلال فترة الكساد العظيم، غير الناس إلى حد كبير طريقة إنفاقهم لأموالهم. ولم يعودوا يعتبرون بطاقات الائتمان نقدا. وتعلموا كيفية الادخار، والانتظار. والآن، انتهى الركود، من الناحية الفنية على الأقل، وبدأ الاقتصاد ينمو مرة أخرى، على الأقل قليلا. إلا أن الكثير من التغيرات في عادات الإنفاق والتي اعتبرها الأمريكيون في البداية تغييرات مؤقتة أصبحت ثابتة، ربما للأبد، كما يقول بعض الاقتصاديين. هذا هو واقع المستهلك الأمريكي الجديد- له هدف معين وحذر وتكتيكي. في جاكسونفيل في ولاية فلوريدا، لدى بيرني ديسيل وزوجته وظيفة ويمتلكان منزلاً خاصاً بهما. ولكنهما يعرفان أن الاقتصاد لا يزال هشا وأنهما يعملان في صناعات لا تزال تكافح. وهما يفكران مليا في أي عملية شراء يقومان بها. ويقول ديسيل، وهو مندوب مبيعات لشركة تصنع معدات التخزين: ''كنا في السابق نشتري أي شيء يعجبنا. ولكن الآن مستحيل أن يحدث هذا''. ومن خلال عشرات المقابلات على مستوى أمريكا مع متسوقين وتجار تجزئة ومصنّعين واقتصاديين ومحللين، تم التعرف على عدد من التغيرات في السلوك الاستهلاكي التي ظلت بعد الكساد. وهي تشمل: - يشتري الأمريكيون علامات تجارية لم يكونوا يشترونها ويتسوقون في متاجر كانوا يتجنبونها في السابق. وهم يجربون بصورة متزايدة منتجات من نفس العلامة التجارية للمتجر لشراء أشياء مثل المنظفات والبيرة. وتجتذب المحال التي تبيع بضائع تحت التصريف الزبائن عبر مختلف شرائح الدخل. وأصبح الناس يشترون السلع الباهظة عن طريق حجزها حتى سداد ثمنها بدلا من استخدام بطاقات الدفع الآجل. - غيَّر المستهلكون تماما طريقة تسوقهم، حيث أصبحوا يشترون ما يحتاجونه فقط، وحين يحتاجون إليه. ولم تعد الخزائن في المنازل مملوءة بطعام يكفي لأسابيع، ولم تعد خزائن الملابس مملوءة بملابس مشتراة قبل المواسم. وأصبح المتسوقون يذهبون إلى متاجر أقل، سواء التقليدية أم تلك على الإنترنت، ولا يشترون سوى ما هو مكتوب على قائمة التسوق فقط. - بدأ الأثرياء بالإنفاق ثانية، إلا أن سلوكهم يشبه سلوك الآخرين. فهم يشترون المزيد من السلع الكلاسيكية والتي تدوم فترة طويلة: الساعات والحقائب التي لا تصبح قديمة الطراز بسرعة. بل إنهم يرتدون بعض ملابسهم الثمينة مرتين (تخيل!) هذه التحولات السلوكية ليست من الأمور المتطرفة في الكساد العظيم، الذي أدى إلى تغييرات جذرية بحيث أن الكثيرين ممن عاشوه تبنوا مبدأ التدبير والاقتصاد كعادة مدى الحياة. مع ذلك، يقول بعض الخبراء إن التغييرات الناتجة عن ركود عام 2007 و 2008 و 2009 قد تدوم. يقول جون جيرزيما المدير التنفيذي لقسم العلامات التجارية في شركة يونغ & روبيكام للتسويق والدعاية الذي شارك في تأليف كتاب جديد حول تغير طرق إنفاق المال: ''كان هذا حدثا ثقافيا كبيرا لمجتمعنا. فقد ولد 80 في المائة من الأمريكين بعد الحرب العالمية الثانية، لذا هذه هي فترة الكساد بالنسبة لنا''. ومن الصعب المبالغة في تصوير هذا التأثير. فالإنفاق الاستهلاكي يمثل 70 في المائة من النشاط الاقتصادي. وكل شركة تشعر بهذا التراجع في الإنفاق بطريقة ما، وهو أكثر وضوحا بالنسبة للشركات التي تبيع الأشياء مباشرة إلى الناس. وتمثل أنماط الإنفاق الجديدة منعطفا جذريا عن سنوات الازدهار في العقد الماضي. فقد كان الأمريكيون على اختلاف مراكزهم في سلم الدخل يكدسون ديون البطاقات الائتمانية ويستخدمون منازلهم مثل الصراف الآلي عن طريق أخذ قروض برهن المنزل لدفع ثمن سيارة ثالثة أو ملابس أو إجازات في مناطق بعيدة. خلال ذلك الوقت، انخفض معدل الادخار إلى الصفر تقريبا. وتراكمت الديون على الأمريكيين بحيث تجاوزت دخولهم. وارتفعت ديون الأسر، بما في ذلك التزامات القروض العقارية والبطاقات الائتمانية، إلى نحو 140 في المائة من الدخل المتاح، أي ضعف نسبتها قبل سنوات الازدهار. لقد كان الائتمان سهلا وكان يبدو أن المال متوفر بسهولة، إلى أن توقف كل ذلك. يقول جاريت باشيل، نائب رئيس قسم الاستراتيجيات والابتكار في مجموعة هارتمان، وهي شركة للبحوث عن المستهلكين في بيلفيو في واشنطون: ''شهدنا فترة من الاستهلاك غير العادي وغير المستقر''. أدى الانخفاض في أسعار المساكن إلى ركود الاقتصاد. وأصبح معظم الأمريكيين مرهقين ماليا بطريقة ما. وتخلى ملايين الأشخاص عن كل شيء إلا الضروريات؛ وبالنسبة للبعض، أصبحت الضروريات كماليات. من الناحية الرسمية والفنية، انتهى أسوأ ركود منذ فترة الكساد العظيم في حزيران (يونيو) 2009، وفقا للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، وهو مجموعة من الاقتصاديين الأكاديميين تعلن رسميا بدء وانتهاء فترات الركود. لكن لم يسترد الأمريكيون روحهم المعنوية. فقد ظل المؤشر عن ثقة المستهلكين من Conference Board يتحرك في نطاق ضيق للغاية، من الأرقام المرتفعة في خانة 40 إلى الأرقام المرتفعة في خانة 50. لاحظ أن الرقم الذي يشير إلى أن الاقتصاد سليم وصحي يقع عند مستوى 90، ولم يتم بلوغ هذا المستوى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2007، وهو الشهر الذي بدأ فيه الركود. خلال السنوات الثلاث الماضية فقدت الأسر الأمريكية 17 في المائة من ثروتها، أي أكثر من عشرة تريليونات دولار، وفقا لمجلس الاحتياط الفيدرالي. ولا تزال سوق العمل في حالة من الفوضى، حيث هناك واحد من كل عشرة أمريكيين عاطل عن العمل. ويتلقى واحد من ستة أمريكيين الآن شكلاً من أشكال المساعدة الحكومية، بما في ذلك كوبونات الغذاء وإعانات كبيرة للبطالة. صحيح أننا لا نرى طوابير الناس مصطفة للحصول على الحساء والطعام (كما كانت الحال في الثلاثينيات أثناء فترة الكساد العظيم)، ولكن هذا فقط لأن ''طوابير الحساء في البريد''، كما يقول ديفيد روزنبيرغ، كبير الاقتصاديين والخبير الاستراتيجي في الاستثمار في شركة Gluskin Sheff لإدارة المال في تورنتو. ولا يؤثر هذا المناخ الاقتصادي القاسي فقط على الأمريكيين الذين يكافحون من أجل تدبير أمورهم. فأولئك الأكثر حظا تبنوا الآن نهجا جديدا نحو الإنفاق. قبل الانهيار المالي، لم تكن المحسنة البارزة في المجتمع أليسون ويس برادي تتردد في إنفاق 20 ألف دولار كل شهر على الإكسسوارات الفاخرة. وأحد الأشياء الثمينة التي اشترتها في ذروة الازدهار هو حقيبة يد من جلد السحلية ماركة فيندي بسعر 4,950 دولار. ولا تزال برادي تشتري علامات تجارية فاخرة مثل شانيل، ولكنها تخلت عن شراء الحقائب الثمينة لصالح الملابس والإكسسوارات التي تظل لأكثر من موسم. ولن تشتري الآن فستاناً لكل مناسبة، وسترتدي ثوباً من تصميم لانفان اشترته لحضور مناسبة خيرية العام الماضي في عدة حفلات هذا العام. وللمرة الأولى، اشترت حقيبة ملونة ماركة شانيل من متجر للسلع المستخدمة، ووفرت بذلك مبلغ ألفي دولار. وتقول برادي، التي تعيش في فلوريدا وتعمل نائبة رئيس قسم التسويق في Florida Dental Benefits، وهي شركة تأمين في طب الأسنان: ''أعتقد أن التفكير الآن قائم على الحاجة. هل سأظهر بزوج جديد من الأقراط الماسية في كل مرة أذهب فيها إلى حفلة؟ لن يحدث هذا''. وتشتري برادي أيضا المزيد من الأشياء من المزادات الخيرية - ليس فقط بهدف توفير المال بل أيضا لمنحه لآخرين. ويعني تخفيف الأمريكيين من مختلف شرائح الدخل لإنفاقهم أن الانتعاش الاقتصادي سيواجه صعوبة في اكتساب الزخم. ويقول روزنبيرغ إنه في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية - بعد مرور عامين و 11 شهراً منذ بدء الركود- من المفترض أن تكون الأمور أفضل بكثير. وانخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 2.6 في المائة منذ بدء الركود في كانون الأول (ديسمبر) 2007. وهذا تناقض صارخ مع الـ60 عاما الأخيرة. وفي هذه المرحلة من الانتعاش الاقتصادي، ارتفعت مبيعات التجزئة بمعدل 25 في المائة، وفقا لمؤسسة Gluskin Sheff. وتشمل مبيعات التجزئة المواد الغذائية والسيارات والملابس والأثاث والإلكترونيات. ويعتبر ديسيل من جاكسونفيل أنه كان ينفق بتهور قبل عدة سنوات. ولم يكن يدخر إلا نادرا. والآن قلل من تناول الطعام في الخارج كما لا يذهب كثيرا إلى أماكن الترفيه ويقضي وقتا أقل في التسوق. وهو يقول: ''لا شك أن الأمور مختلفة الآن عما كانت عليه آنذاك''.