«أوبك».. عرى النفط تلغي الفروقات الديمغرافية والسياسية
كاتب الموضوع
رسالة
المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: «أوبك».. عرى النفط تلغي الفروقات الديمغرافية والسياسية الإثنين سبتمبر 13, 2010 3:38 pm
«أوبك».. عرى النفط تلغي الفروقات الديمغرافية والسياسية
تستعد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لاستقبال العام الـ 50 على تأسيسها غدا، حيث لا تعتزم المنظمة إقامة مراسم احتفالية كبرى ولكنها ستستقبل عيدها الـ 50 بمؤتمر صحفي متواضع في مقر المنظمة في فيينا. لندن ـــ الفرنسية تحتفل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الثلاثاء في فيينا بمرور نصف قرن على تأسيسها، حقق خلاله الكارتل نجاحا في الحفاظ على دور رائد بالرغم من الانقسامات وتقلبات سوق الطاقة. ولخص الأمين العام للمنظمة عبد الله سالم البدري في رسالة بثت قبل انعقاد اللقاء الوضع بقوله "هذه الذكرى تأتي لتتوج إرادة المنظمة وتصميمها ونجاحها الدائم (...) في حماية المصالح السيادية لدولها الأعضاء". وقد تأسس الكارتل النفطي في 14 أيلول (سبتمبر) 1960 في بغداد إثر لقاء بين خمس دول منتجة هي السعودية والعراق وإيران والكويت وفنزويلا. وأدرج إنشاؤها في إطار جهود تحرر دول الجنوب في سوق خاضعة لسيطرة الشركات الأنجلو ـ سكسونية. وبعد مرور نصف قرن باتت المنظمة تضم اثنتي عشرة دولة عضوا تؤمن نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي من الهيدروكربورات وتملك 70 في المائة من الاحتياطيات المؤكدة من الخام على الكوكب، ما يمكنها من التمتع بنفوذ كبير على الدوام. وبالرغم من الفروقات الديمغرافية والسياسية التي تفصل إيران عن نيجيريا أو الجزائر عن فنزويلا، فإن "رباطا مشتركا يرسخ تماسك المنظمة، يتمثل في تبعية جميع أعضائها بشكل كبير لعائدات النفط"، كما لفت فرنسيس بيران مدير مجلة "البترول والغاز العربي". وقد فرضت المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا لها، نفسها كليا في تشرين الأول (أكتوبر) 1970 خلال الحرب العربية ـــ الإسرائيلية عندما فرضت الدول العربية الأعضاء في" أوبك" حظرا على الصادرات إلى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل. وخلال بضعة أشهر ارتفعت أسعار الخام أربعة أضعاف. وكرست هذه الصدمة النفطية الأولى أهمية الكارتل وحثت الدول الصناعية على تأسيس وكالة الطاقة الدولية للدفاع عن مصالحها. غير أن "أوبك" ظلت بعد ذلك لاعبا لا يمكن تجاوزه وإن تضاءلت قوتها مع وصول لاعبين جدد: فعلى أثر ارتفاع قياسي جديد لأسعار النفط الخام في 1979 قامت دول لا تنتمي إلى "أوبك" بتطوير حقول جديدة ،خصوصا في بحر الشمال وخليج المكسيك. واعتبارا من الثمانينيات أصبحت "أوبك" تمثل أقل من نصف الإنتاج النفطي العالمي. وأقامت عندئذ نظامها الشهير لتحديد الحصص الذي سمح بأن يكون لها تأثير في العرض العالمي. لكن ظروف الأزمة المالية الأخيرة وتباطؤ الاقتصاد العالمي التي أدت إلى انهيار أسعار النفط بحيث تراجع سعر البرميل إلى نحو 33 دولارا في عام 2008، شكلت طلقة إنذار فاضطرت "أوبك" إلى تخفيض إنتاجها وقام أعضاؤها بتطبيق كامل التخفيضات المقررة تقريبا (80 في المائة). وهذه ليونة غير مسبوقة في تاريخ الكارتل النفطي المعروف أكثر بخلافاته الداخلية اللافتة أحيانا بين مؤيدين للغرب يتجمعون حول العربية السعودية التي تعد من أبرز أعضاء "أوبك"، ودول أقل تساهلا مثل إيران وفنزويلا وليبيا. ويعبر عبد الله سالم البدري اليوم عن ارتياحه بقوله "إن تدابيرنا (في 2008-2009) لم تحافظ على الأسعار فحسب بل أدت إلى بعض الاستقرار في سوق متقلبة، كما أسهمت أيضا في دعم الانتعاش الاقتصادي العالمي. كل ذلك يؤكد وضع "أوبك" كواحدة من المؤسسات الأكثر نفوذا في العالم". وعلى المديين القصير والمتوسط يمكن أن تعول "أوبك" على احتياطياتها الهائلة للحفاظ على مكانتها ،خصوصا إن عاود الطلب العالمي انطلاقته مع الانتعاش الاقتصادي. إلى ذلك لفت فرنسيس بيران إلى أن الكارتل النفطي وإن احتفل يوما بعامه المائة، فإنه قد يجد نفسه ناديا مصغرا، إذ إنه على غرار إندونيسيا التي انسحبت من المنظمة في 2008 بسبب تراجع إنتاجها، قد ترى دول أخرى احتياطيها يتراجع أو ينضب في العقود المقبلة.
«أوبك».. عرى النفط تلغي الفروقات الديمغرافية والسياسية