توقعات بفائض في الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في 2013

مقومات الطلب على منتجات القطاع ما زالت جيدة على المدى البعيد
«الأهلي كابيتال»: توقعات بفائض في الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في 2013

«الاقتصادية» من الرياض

توقع تقرير اقتصادي حديث أن يشهد قطاع البتروكيماويات فائضا في الطاقة الإنتاجية في 2012، مرجحا في الوقت ذاته أن تبقى معدلات التشغيل في الشركات السعودية العاملة في القطاع 100 في المائة حتى 2013.

وبحسب تقرير أصدرته ''الأهلي كابيتال''، فإن ''مقومات الطلب على منتجات البتروكيماويات لا تزال جيدة على المدى البعيد بسبب ازدياد الاستهلاك في الدول الآسيوية النامية (خصوصا الهند والصين).

إلى مجمل ما احتواه التقرير:

توقعات الطلب إيجابية

إن تحسن الأحوال الاقتصادية خصوصاً في الاقتصادات الآسيوية يقوي توقعات الطلب على منتجات البتروكيماويات في الأعوام المقبلة.

ومع ذلك، فمن المتوقع أن يشهد القطاع فائضا في الطاقة الإنتاجية بعد عام 2012، وذلك عندما تبدأ أغلب الشركات الآسيوية والشرق أوسطية في عملياتها التشغيلية.

ومن المحتمل أن يضغط هذا على معدلات التشغيل، مما يحد من نمو أسعار البتروكيماويات على المديين المتوسط والبعيد.

ونتوقع أن تواصل الشركات السعودية بمرافقها الحالية العمل عند معدلات تشغيل 100 في المائة حتى عام 2013، ثم تهبط إلى 95 في المائة في 2015 ثم إلى 90 في المائة في 2015 نظراً لتزايد عرض البتروكيماويات العالمي.

فوائد ومميزات
إن الحصول على مواد خام أساسية منخفضة التكلفة والقرب من الأسواق الآسيوية النامية يعدان عاملين إيجابيين بالنسبة لقطاع البتروكيماويات السعودي.

وقد مكن هذان العاملان من تسريع انتعاش الأرباح في النصف الثاني من 2009 بالنسبة للشركات السعودية ونتوقع أن تستمر هذه المميزات بدعم نمو الأرباح في الأعوام المقبلة.

فرط العرض ونقص الطلب
يتبع الطلب على البتروكيماويات ومشتقاتها اتجاهات الاقتصاد العالمي نظراً لكثرة استخدامها اليومي (البلاستيك، الكيماويات ،وصناعة الطلاء).

وليس غريبا أن تتسبب الأزمة العالمية في ركود ملحوظ في الطلب على البتروكيماويات.

ومع أنه ليس هناك علامات واضحة تشير إلى انتعاش الطلب في أسواق الاستهلاك الرئيسة، السيارات والسلع الاستهلاكية والإنشائية المعمرة، إلا أن تزايد تجارة البتروكيماويات، خصوصا في آسيا (بشكل أساس في الصين) في الأرباع الأخيرة، يعتبر أمرا إيجابيا للقطاع بالرغم من ارتفاع أسعار البتروكيماويات.

ومن وجهة نظرنا، فإن مقومات الطلب على منتجات البتروكيماويات لا تزال جيدة على المدى البعيد بسبب ازدياد الاستهلاك في الدول الآسيوية النامية (خصوصا الهند والصين) وهناك زيادة متوقعة في الطلب من الدول النامية حينما تتحسن الظروف الاقتصادية.

لقد انتعشت أسعار البتروكيماويات في العام الماضي مع ارتفاع أسعار النفط على افتراض أن الطلب قد بلغ أدنى مستوى له وسيرتفع مع تعافي النشاط الاقتصادي.

ومع ذلك، فإن أسعار البتروكيماويات لا تزال منخفضة جداً عن المستويات التي رأيناها في النصف الأول من 2008 ومن المتوقع أن تبقى هكذا على المدى القريب.

وتتوافر المعلومات المفصلة عن أداء سعر منتجات البتروكيماويات ومستويات النفط في نشرة البتروكيماويات الشهرية التي تصدر عن الأهلي كابيتال.

وبعد 2012، نعتقد أن القطاع سيواجه فرطا في العرض بسبب الخطط التوسعية الهائلة من قبل الشركات الآسيوية والشرق أوسطية. وقد يؤدي هذا في المقابل إلى فرط في الطاقة الإنتاجية وركود في معدلات التشغيل ووضع سقف للأسعار ، وهو اتجاه يبدو أنه سيبقى على المديين المتوسط والطويل.

''البتروكيماويات السعودية'' خرجت من الأزمة
لم يكن منتجو البتروكيماويات في السعودية في مأمن من التباطؤ الاقتصادي العالمي، فقد تلقوا ضربة في الأرباح في الربع الأخير من 2008 و2009.

ولكن ميزة وفرة المواد الخام الأساسية والقرب من الأسواق الآسيوية تشكلان أرضية جيدة لتحقيق الأرباح. فبلغ صافي الدخل 8 مليارات ريال في النصف الثاني من 2009، مقارنة بصافي دخل 0.7 مليار ريال في النصف الأول من 2009.

يضاف إلى ذلك أن هذا القطاع هو أحد أهم المجالات التي تركز عليها الحكومة السعودية في محاولة للحد من الاعتماد الاقتصادي على عائدات النفط ولتنويع الاقتصاد تجاه الصناعات ذات القيمة المضافة فالحكومة توفر الغاز الطبيعي لمنتجي البتروكيماويات المحليين بسعر مخفض يعادل 0.75 دولار أمريكي/ وحدة حرارية بريطانية من خلال شركة النفط العملاقة التي تمتلكها الدولة (أرامكو السعودية)، في حين أن المنتجين العالميين يشترون هذه السلعة بسعر مرتفع يصل حالياً إلى 5 دولارات/ وحدة حرارية بريطانية.

وبناءً على نقاشاتنا مع الشركات البتروكيماوية فإننا نعتقد أن سعر الغاز الطبيعي 0.75 دولار/ وحدة حرارية بريطانية، سيتضاعف إلى 1.5 دولار/ وحدة حرارية بريطانية في السعودية في عام 2012. ومع ذلك، حتى مع هذه المستويات المعدلة، فإن السعر يبقى أقل بكثير مما تدفعه الشركات العالمية.

ومن وجهة نظرنا، فإن مزايا توافر المواد الخام الأساسية بتكلفة منخفضة ووفورات الحجم والمميزات اللوجستية الناتجة عن القرب من الأسواق الآسيوية قد أعطت الشركات السعودية تميزاً كبيرا عن نظيراتها العالمية.

ولتقوية وضعها بصورة أكبر في الأسواق العالمية للبتروكيماويات فإن شركات البتروكيماويات السعودية تنفق مبالغ رأسمالية كبيرة من أجل زيادة طاقتها الإنتاجية وتنويع محفظة منتجاتها.

الإيثيلين: العنصر الأساس
الإيثيلين هو أشهر الأوليفينات المستخدمة في إنتاج الكيماويات الصناعية ومنتجات البلاستيك وهو المادة الخام الأساسية المستخدمة في مختلف مشتقات البتروكيماويات، خصوصاً البولي إيثيلين وأكسيد الإيثيلين.

فمشتقات الإيثيلين تدخل في عديد من المنتجات مثل: الأفلام والأغطية والقولبة بالحقن والنفخ والأنابيب والدهانات.

ويتأثر طلب الإيثيلين بالدورات الاقتصادية بشكل كبير، نظراً لطبيعة سوقه النهائية.

النفقات الرأسمالية الضخمة
تتوزع مرافق إنتاج الإيثيلين في مختلف أرجاء العالم. والمناطق الأكثر إنتاجاً هي: أمريكا الشمالية (27 في المائة من الإنتاج)، دول آسيا والمحيط الهادي (31 في المائة)، الشرق الأوسط وإفريقيا (16 في المائة)، وأوروبا الغربية (15 في المائة).

لكن منطقة آسيا والشرق الأوسط مهيأة لتصبح مركزا عالميا لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته بفضل الإضافات المقررة للطاقة الإنتاجية والمتوقع تشغيلها خلال 2012.

ووفقاً لما ورد في تقرير ''بزنس مونيتور إنترناشيونال''، فإن منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا ستشكلان 24 في المائة من الطاقة الإنتاجية العالمية البالغة 128 مليون طن من الإيثيلين في 2012، مقابل نحو 12 في المائة من الطاقة الإنتاجية العالمية البالغة 132 مليون طن في 2007.

وبسبب الإنفاق الرأسمالي الهائل من قبل الشركات السعودية في السنوات الأخيرة، فإن من المتوقع أن يرتفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للإيثيلين في السعودية بنحو 2.3 أضعاف ليصل إلى 18.3 مليون ريال بحلول 2012 مما يقارب ثمانية ملايين طن طاقة إنتاجية في عام 2008.

توافر المواد الأولية منخفضة التكلفة
تشكل المواد الخام والخدمات العامة نسبة كبيرة من التكلفة النقدية للإيثيلين، فالنافتا والإيثان، وهما مادتا التغذية الأساسيتين لكسارات الإيثيلين، تشكلان البندين الرئيسين في تكاليف المواد الخام. وتوافر الإيثان بسعر منخفض 0.75 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية في السعودية يخفض بشكل كبير نسبة تكلفة المواد الخام لإنتاج الإيثيلين، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.

ونتيجة لذلك، فإن تكلفة إنتاج الإيثيلين في المصانع السعودية المعتمدة على الإيثان كمادة أولية تقارب 160 دولارا/ طن، مقابل 380 دولارا/ طن بالنسبة للمنتجين الذين يستخدمون الكسارات التي تعمل بالنافتا.

ضعف نمو الطلب
أمريكا الشمالية وشمال شرقي آسيا هما أكبر مستهلكي الإيثيلين في العالم حيث شكلتا 26 في المائة و25 في المائة من مجموع الطلب العالمي على الإيثيلين الذي بلغ 111 مليون طن في عام 2008. ومن ناحية نمو الاستهلاك، فقد جاءت منطقة الشرق الأوسط في الطليعة بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 7.7 في المائة في استهلاك الإيثيلين خلال الفترة من 2003-2008، تلتها منطقة شمال شرقي آسيا بنسبة 4.5 في المائة.

وبعد الانتعاش المتواضع للطلب في النصف الثاني من عام 2009، من المتوقع أن يبقى نمو الاستهلاك العالمي للإيثيلين ضعيفا في عام 2010 نظراً لضعف الطلب من الدول المتطورة ‘الذي يضعف بدوره النمو السريع للطلب في عديد من الاقتصادات الآسيوية والشرق أوسطية.

ومن المتوقع أن يشكل ركود الطلب وإضافات الطاقة الإنتاجية عائقا أمام أي ارتفاع مهم في معدلات التشغيل العالمية على المدى القريب.

ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر الشركات الآسيوية والشرق أوسطية في التشغيل بمعدلات عالية مقارنة بنظيراتها الغربية نظراً لقربها من الأسواق النهائية النامية.

وتتميز الشركات الشرق أوسطية عن نظيراتها الآسيوية بميزة انخفاض تكلفة المواد الخام الأساسية. ومن ناحية الأسعار، فقد بلغ متوسط سعر الإيثيلين 832 دولارا/ طن في 2009، أي بانخفاض بنسبة 28.8 في المائة عنه في السنة السابقة، وذلك عقب هبوط أسعار النفط بنسبة 38 في المائة عما كانت عليه في السنة السابقة.

ونتوقع ارتفاع إلى 1,284 طن في عام 2010. وبما أن أغلبية إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية للإيثيلين تعتمد على النافتا أو الإيثان المشترى بأسعار السوق فإن تقلبات أسعار النفط تتحكم بشكل كبير في تقلبات أسعار الإيثيلين.

لكننا مع استمرار قوة أسعار النفط نتوقع أن تستمر أسعار الإيثيلين في الارتفاع على المدى القريب.

إلا أنه، من منظور بعيد المدى، فإن المخاوف من فرط العرض تعوق كثيرا حجم الانتعاش المتوقع.

كما نتوقع أن ترتفع أسعار الإيثيلين بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.9 في المائة خلال الفترة ما بين 2009-2015. وقد استندت توقعاتنا لأسعار الإيثيلين إلى الحركة المفترضة في أسعار النفط، نظراً لقوة الارتباط الدائم بين أسعار النفط وأسعار الإيثيلين.

الشرق الأوسط
تركز نحو 34 في المائة من مجموع الطاقة الإنتاجية العالمية للبروبيلين، التي بلغت 68 مليون طن في عام 2008 في شمال شرق آسيا، وتبعتها أوروبا الغربية التي استحوذت على نحو 21 في المائة من الطاقة الإنتاجية العالمية للبروبيلين.

أما أمريكا الشمالية فقد شكلت20 في المائة، بينما شكلت منطقة الشرق الأوسط 5 في المائة.

أما التوزيع الجغرافي للطاقة الإنتاجية للبولي بروبيلين فيشبه توزيع البروبيلين، حيث تشكل الشركات الشرق أوسطية نحو 6 في المائة من مجموع الطاقة الإنتاجية العالمية للبولي بروبيلين بطاقة إنتاجية قدرها 44 مليون طن في السنة.

ومن المتوقع في الأعوام المقبلة، أن ترتفع مساهمة الشرق الأوسط في هذا المجال نظرا لتزايد مشاريع البروبيلين والبولي بروبيلين في المنطقة، وتعتبر السعودية صاحبة الحصة الكبرى من هذه المشاريع.

وتتضمن أهم المشاريع تلك التي تقوم بتطويرها شركات البتروكيماويات المتقدمة مثل اللجين والصحراء للبيتروكيماويات وبيترو رابغ.

وقد تم إضافة 3.6 مليون طن سنويا من البروبيلين والبولي بروبيلين إلى إجمالي الطاقة الإنتاجية في السعودية خلال الفترة ما بين 2009-2011. ولدى السعودية حاليا طاقة إنتاجية قدرها 1.8 مليون طن سنويا من البولي بروبيلين. وتشتري الشركات السعودية البروبين (العنصر الأساس في إنتاج البروبيلين) بسعر مخفض مقارنة بالنافتا (التي ترتبط بأسعار النفط). ومع أن هذه الميزة أقل جاذبية منها في الإيثيلين، إلا أن الخصم المتوافر عند شراء البروبين يبقي تكلفة الإنتاج أقل من نظيراتها العالمية. ويبدو هذا من العوامل التي تشجع الاستثمارات الكبرى من قبل الشركات السعودية لغرض زيادة الطاقة الإنتاجية من البروبيلين ومشتقاته في المملكة.

تحركات الطلب
تعتبر مناطق شمال شرقي آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا الغربية أكبر المناطق استهلاكا للبولي بروبيلين، إذ تشكل مجتمعة 68 في المائة من إجمالي استهلاك البولي بروبيلين العالمي الذي بلغ 44 مليون طن عام 2008.

وكان نمو الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة ما بين 2003-2008 بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 11.5 في المائة، وهو الأسرع مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم، تليها شمال شرقي آسيا بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.5 في المائة.

أما مستقبلا، فإن من المتوقع أن تستمر هذه الأسواق في توجيه نمو الاستهلاك. ولكن، من الناحية الأخرى، يبقى ضعف الطلب في الدول المتقدمة مصدر قلق.

توقعات السعر
ارتفعت أسعار البروبيلين بشكل ملحوظ في عام 2008 ووصلت إلى الذروة عند مستوى 1,748 دولار/ طن في حزيران'' يونيو'' 2008. لكن تكاثف ضغوط الانكماش أجبر الأسعار على الهبوط إلى 400 دولار/ طن في تشرين الثاني'' نوفمبر2008''. أما الآن فقد انتعشت الأسعار إلى ما يراوح بين 1,000- 1,100 دولار/ طن. أما أسعار البولي بروبيلين فتراوح حول 1,200 دولار/ طن.

وارتفع فائض البروبيلين تدريجياً في السنوات الأخيرة بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 3.0 في المائة خلال الفترة ما بين 2003-2008 متجاوزاً نمو الاستهلاك بنسبة 2.9 في المائة خلال الفترة ذاتها.

ومن المنتظر أن يؤدي التركيز المتزايد من قبل شركات البتروكيماويات في الشرق الأوسط على البروبيلين إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب في ظل الضعف المتوقع في الطلب على المديين القريب والمتوسط. ونتوقع أن ترتفع أسعار البروبيلين بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.9 في المائة خلال الفترة ما بين 2009-2015، أي بوتيرة أبطا من ارتفاع أسعار الإيثيلين. كذلك يتوقع أن تتبع أسعار البولي بروبيلين الميل للاتجاه ذاته لترتفع بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.1 في المائة خلال الفترة ذاتها.

اعتماد البتروكيماويات على النفط
النفط الخام والغاز الطبيعي هما المادتان الأساسيتان للهيدروكربونات مثل الإيثان والبروبان، وبالتالي، فإن لهما تأثيرا قويا في أسعار البتروكيماويات.

وقد تسبب ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي خلال العقد الماضي في ارتفاع أسعار البتروكيماويات. وهذا ما رفع في المقابل أسعار المنتجات المشتقة بما فيها البوليمرات والبلاستيك فقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في مركز هنري الأمريكي إلى متوسط 6.95 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية في 2007 مقابل 4.23 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2000 وقفزت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى متوسط 72.30 دولار/ للبرميل مقابل 30.37 دولار/ للبرميل خلال الفترة ذاتها. وتبعاً لذلك، ارتفعت أسعار الإثيلين خلال الفترة ما بين 2001-2007 بنحو 156 في المائة فيما ارتفعت أسعار البروبيلين بما يقارب 176 في المائة الأمر الذي رفع أسعار مشتقات البتروكيماويات خلال الفترة ما بين 2001-2007، وهذا ما انعكس على أسعار البلاستيك والبوليمرات.

وقد تراجع ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي في النصف الثاني من 2008 مع هبوط الاستهلاك بسب الأزمة الاقتصادية العالمية. وتبعاً لذلك، فقد انخفضت أسعار البتروكيماويات مع انخفاض أسعار المواد الخام الأساسية.

كما انخفضت أسعار المنتجات البيتروكيماوية الأساسية مثل الإيثيلين والبروبيلين بشكل ملحوظ في الفترة ذاتها، حيث انخفضت أسعار هاتين المادتين بنحو 65-75 في المائة بين تموز ''يوليو'' وكانون الأول ''ديسمبر ''2008 ثم انتعشت أسعار البتروكيماويات منذ ذلك الوقت بسبب تحسن سيناريوهات الطلب، وإن كان السبب الأهم في ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار النفط.

واضحة الأفق
يلعب النفط دوراً مهماً في توقعات أسعار البتروكيماويات وأسهم الشركات البتروكيماوية فالترابط بين أسعار النفط وقطاع البتروكيماويات كان قوياً جداً خلال فترة العام ونصف الماضية حيث تراوح في بعض الأوقات بين 80-90 في المائة.

وتعتبر سيناريوهات العرض والطلب العامل الأساس في تشكيل اتجاهات أسعار النفط وتقلباتها فالأجواء الشديدة البرودة في المناطق الغربية عادة ما تعزز الطلب على النفط في كانون الثاني'' يناير'' حيث لامس سعر النفط الخام 87 دولارا/ البرميل. لكن أسعار النفط هبطت في الأسابيع الأخيرة نتيجة لشكوك اقتصادية حيث تراوح حاليا حول مستوى 72 دولارا/ البرميل.

ومع أن هذا المستوى يعكس انتعاشاً قوياً بنسبة 177 في المائة بعد أدنى مستوياته في كانون الأول (ديسمبر) 2008، إلا أنه عند 60 في المائة من مستوياته العليا التي وصلها في تموز'' يوليو'' 2008.

وفي 2010، من المتوقع أن يصل معدل الطلب العالمي على النفط 86.6 مليون برميل في اليوم، بارتفاع بنسبة 1.88 في المائة سنويا تقريبا مدفوعا بصورة أساسية بنمو الاقتصادات الآسيوية بينما من المتوقع أن يبقى الطلب على النفط ضعيفاً من دول منظمة التعاون والتنمية الأوروبية وفقاً لما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة.

ومن ناحية العرض، فإن من المتوقع أن يرتفع معروض النفط من خارج منظمة أوبك بصورة هامشية بنسبة 0.3 في المائة سنويا ليصل إلى 51.8 مليون برميل في اليوم في عام 2010، في حين أبقت ''أوبك'' في اجتماعها الأخير على حصص إنتاجها دون تغيير. لكن إنتاج أعضاء أوبك ارتفع إلى 29.2 مليون برميل في اليوم للمرة الأولى مقارنة بالعام السابق في شباط'' فبراير'' 2010 وذلك منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008.

لقد استخدمنا في تقديراتنا فرضيات الفريق الاقتصادي في الأهلي كابيتال لأسعار النفط. ومع استقرار المعروض والانتعاش المتوقع في الطلب، فإن من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 81 دولارا/ البرميل في عام 2010، أي بزيادة 20.5 في المائة عنها في العام السابق. ويبدو أن من الصعب حدوث مزيد من الارتفاع في أسعار النفط على المدى القريب نظراً لعدم التأكد من تعافي الاقتصاد العالمي وتوافر الطاقة الإنتاجية، مما يشير إلى وجود بعض مخاطر الانخفاض. وبالرغم من ذلك، فعلى المدى البعيد، نتوقع أن تراوح أسعار النفط بين 85-90 دولارا/ البرميل خلال الفترة ما بين 2011-2012 وأن ترتفع تدريجيا إلى 80 دولارا/ البرميل بحلول 2015 مع تحسن الوضع الاقتصادي العالمي.

ارتباط وثيق
يرتبط أداء مؤشر الأسهم السعودية لقطاع البتروكيماويات بشكل كبير بأسعار النفط العالمية. ونلاحظ أن الترابط قد ازداد خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة متجاوزا 80 في المائة، وعلى الرغم من الانخفاض الأخير فلا يزال في حدود 70 في المائة. ولو افترضنا بقاء الارتباط بهذه القوة، فقد يواجه قطاع البتروكيماويات صعوبة في تحقيق ارتفاع ملموس. وبما أننا نعتقد أن ارتفاع أسعار النفط محدود، فإن أي هبوط في أسعار النفط من المحتمل أن يؤثر سلباً في قطاع البتروكيماويات وكذلك في أسعار أسهم الشركات البتروكيماوية.

تحليل السيناريو
نظراً لتأثر أسعار البتروكيماويات بأسعار النفط،، فإننا ندرس العلاقة بين تقلب أسعار النفط والتحرك التاريخي لأسعار البتروكيماويات.وانطلاقا من هذا المفهوم، فقد استنتجنا أسعار البتروكيماويات للأعوام المقبلة وقمنا بتقييم التغييرات في السعر المستهدف للأسهم (مستخرجا من تقييمنا باستخدام طريقة التدفقات النقدية المخصومة) بالتماشي مع حركة أسعار النفط. كما افترضنا في تحليلنا أن يصل سعر البرميل إلى 75 دولارا في السنة الأخيرة. وافترضنا أن يبقى النفط عند مستوياتنا المتوقعة. ومن ثم افترضنا سيناريو آخر تنخفض فيه أسعار النفط بنسبة 10-20 في المائة وترتفع بنسبة 10-20 في المائة.

أسعار النفط والبتروكيماويات
نتوقع أن يتحسن متوسط أسعار البتروكيماويات في 2010 على أساس سنوي مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط وتحسن الطلب. ونتوقع أن يستمر الاتجاه الصعودي في أسعار البتروكيماويات حتى 2013، إلا أنها ستنخفض تدريجيا بعد ذلك مع وصول تراكمات الطاقة الإنتاجية إلى السوق متفوقة على نمو الطلب. ونتوقع أن تنخفض أسعار الإيثيلين 1.2 في المائة في 2014 (على أساس سنوي) وذلك بعد بلوغها الذروة عند 4,662 ريال/طن متري في 2012.

ونتوقع أن تبقى الأسعار في هذا المدى حيث يصبح من الصعب التوصل إلى انتعاش قوي في الأسعار نظراً لتزايد الطاقة الإنتاجية وضعف نمو الطلب.

» آراء الخبراء 22 ديسمبر.. توقعات بفائض في ميزانية 2010.. وبنائها على سعر نفط بين 45 و5
» سوق السعودية يعزز مكاسبه عند الإغلاق بمساندة قوة للبتروكيماويات
» أرباح "سابك" في الربع الثاني 2013.. متوسط توقعات المحللين 6.39 مليار ريال