الثورة العقارية بالسعودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مما لاشك فيه أن السوق العقاري في أي دولة يُعتبر ركيزة أساسية لإقتصاد الدولة وهو يُمثل إستقرار أو تجسيد للدخل وكيفية إستثماره داخلياً بما يعود على المواطن بالنفع .

إن سوق العقار بالمملكة له تاريخ طويل كان فيه شد وجذب وقد إرتفع سوق العقار بشكل كبير خلال الثلاث سنوات الماضية مع إرتفاع أسعار الحديد ومواد البناء بالمملكة والعالم وذلك لعدة عوامل لايتسع المقام لذكرها والآن وبعد إنخفاض أسعار الحديد على مستوى العالم وكذلك إنخفاض أسعار مواد البناء فإن السوق العقاري سيواجه إنخفاض مما يسبب إنتعاش العقار بالمملكة ولكن لنتوقف قليلاً ولنجعلها إستراحة محارب لإستجماع القوة والقدرة وكذلك لتحديد الأهداف حيث أن تحديد الأهداف في عملية إستثمارية هي الأساس !!

ولتحديد الأهداف يجب أن نعرف وضع السوق الذي سنستثمر فيه وبما أننا نتحدث عن السوق العقاري فيجب معرفة ما حدث في سوقنا العقاري ..

هناك مايُسمى الدورة الإستثمارية ولنعتبر الدورة الإستثمارية عشر سنوات وسنبدأها منذ عام 2000 حيث بدأ العقار في تلك الفترة بالإرتفاع التدريجي بشكل شبه منتظم وأُكرر شبه منتظم لأننا وللأسف الشديد لا نستطيع تنظيم إستثماراتنا لأن أغلب الإستثمارات بالمملكة تكون نتيجة التحرك بشكل كتلة واحدة للدخول في عمليات الإستثمار مهما كان مجال هذا الإستثمار لأنه لا توجد رقابة كاملة على سوق العقار بالمملكة عليه فقد إستمر إرتفاع أسعار العقار بالمملكة إلى الفترة من آواخر 2003 إل 2004 ثم حدث ركود في سوق العقار أو بمعنى أصح من يجيدون لعبة الإستثمار العقاري أو بمعنى أصح لعبة الإستثمار بدأوا في عمليات بيع للعقارات وأغلب العقارات بالمملكة وللأسف الشديد هي أراضٍ بيضاء خالية لم تبنى بعد فتمت عمليات البيع فارتفعت أسعار العقارات إرتفاعاً وهمياً وبدأ البائعون ضخ أموالهم وأرباحهم في سوق الأسهم تاركين السوق العقاري في حالة ركود حيث أنهم فضلوا الإستثمار في سوق الأسهم بدلاً من العقار لأن أسعار الحديد في تلك الفترة بدأت بالإرتفاع مما أضعف من عمليات البناء الجديد ..

وهكذا تورط من لديهم خبرة ضعيفة في الإستثمار والإدارة المالية في عقارات لن تتحرك بالسرعة المطلوبة لأن الموجة الإستثمارية في تلك الفترة هي ( سوق الأسهم ) وبالطبع ظل أصحاب الخبرة عالقين وبعد جهد وعناء إستغرق ما يقارب عاماً أو عاماً ونصف أي بين 2004 – 2005 حول بعض أصحاب الخبرة الضعيفة إستثمارتهم إلى سوق الأسهم السعودي والبعض الآخر توجه إلى عمليات الإنشاءات في محاولة لتعويض خسائر ثبات أسعار العقارات خصوصاً الأراضي البيضاء – الخالية – بالرغم من إستمرار إرتفاع أسعار مواد البناء والحديد فبدأت الأسعار ترتفع وعند نهاية عام 2008 ومع ظهور الأزمة المالية العالمة إنخفض سعر الحديد ومواد البناء وبدأنا هنا نجد الأسعار بدأت بالإنخفاض مرةً أخرى أي أننا عدنا إلى بدايات عام 2000م وهنا تكتمل الدورة الإستثمارية ولكن هذا الإنخفاض حدث سريعاً بسبب الأزمة العالمية كما ذكرنا ..

ولكن .....هل سنشهد إرتفاعاً للعقار الفترة القادمة ؟؟؟؟؟
سؤال قد يصعب الإجابة عليه ولكن المؤشرات الحيوية تشير إلى أنه قد يحدث إرتفاع وتطور في سوق العقار السعودي لعدة أسباب منها :

1.أننا وللأسف لا يوجد لدينا ثقافة إستثمارية لنعرف كيف ومتى نستثمر لذلك سنتحرك ككتلة واحد للإستثمار في سوق العقار كما حدث في سوق الأسهم مما سيسبب إرتفاعات في سوق العقار.

2.عدم وجود قراءة إستثمارية للمعطيات من حولنا فنكتفي للأسف بالتعامل مع الأمور من الناحية السطحية دون تحليلها فإنخفاض الحديد ومواد البناء مشجع ولكنه غير مطمئن فقد يحدث إرتفاع في أسعار مواد البناء والمعادن بشكل كبير لأن الإقتصاد الأمريكي ما زال يتخبط.

3.المصارف والبنوك التي لم ولن تتعلم من أخطائها فيما حدث لها من أزمة سوق الأسهم السعودية حتى بدأت في طرح صناديق عقارية فقد أصبحت تتخبط لتعويض أرباحها الضعيفة بعد إنهيار سوق الأسهم السعودي وعزوف الكثيرين عن الإستمرار في سوق الأسهم فهل بنوكنا جاهزة للتعامل في العقار ؟؟؟

زائر

شكرا لجديدك

» حل مشكلة الإسكان بالسعودية لا يقتصر على صندوق التنمية العقارية
» رحيل ستيف جوبز .. صانع الثورة التقنية
» التضخم المستورد يشعل الأسعار بالسعودية