حرب غزة تدفع أسعار النفط للارتفاع 50% خلال 13 يومًا

رأى خبراء نفطيون أن الهجوم على غزة ساهم مع عوامل أخرى في رفع أسعار النفط إلى حدود مستوياته الحالية عند 50 دولارًا للبرميل؛ لكون القطاع يقع في منطقةٍ تزود العالم بثلث الإنتاج العالمي.

واستخدمت أطرافٌ خارجية كإيران ورقة النفط وهددت باستخدامها، وطردت فنزويلا سادس دولة منتجة للنفط في العالم السفير الإسرائيلي لديها في إشارةٍ أخرى إلى أن المنتجين الكبار غاضبون، مما أثار مخاوف حقيقية على الإمدادات.

وتأثر التجار في الأسواق العالمية بصور القتل والدمار التي تبثها وكالات الصحافة من الشرق الأوسط في وقتٍ كان فيه المحللون والخبراء والصحفيون المتخصصون في إجازات أعياد رأس السنة الميلادية، لذا غابت المعلومات الدقيقة المطلوبة لاتخاذ قرارات صائبة.

ويعتقد خبيرٌ منهم أن المستوى الحالي لتسعيرة برميل النفط مؤقتةٌ رغم أن عوامل أخرى كالخلاف الروسي الأوكراني بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا مؤثر، ويتفق معه خبيرٌ آخر بأن السعر مؤقت لكن ذلك مرهون بمدى التزام دول أوبك بقرارها خفض الإنتاج الذي اتخذته في اجتماع المنظمة الأخير في الجزائر.

وارتفعت أسعار الخام إلى 50 دولارًا للبرميل عن أدنى مستوى بلغه يوم 19 كانون الأول / ديسمبر الماضي 32.40 دولارًا بارتفاعٍ يقدر بنحو 50%.

</IMG>

لماذا غزة ترفع الأسعار وهي غير نفطية؟
ورغم أن القطاع غير نفطي، ولا تمر منه إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية إلا أن الحرب على غزة ساهمت في رفع أسعار النفط إلى المستويات التي بلغتها حاليًا.

ويفسر الخبير النفطي العربي المقيم في الولايات المتحدة الدكتور أنس بن فيصل الحجي تجاوب الأسواق مع الهجوم بقوله: "تزامن الهجوم مع عطلة أعياد الميلاد في الغرب حيث أغلب المحللين والصحفيين في إجازات طويلة بينما الأسواق الإلكترونية لتجارة النفط ظلت عاملة، لذلك فإن المعلومات الأساسية كانت غائبة عن السوق الذي تأثر بمشاهد الدمار والقتل القادمة من الشرق الأوسط التي تضخ نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط، لذلك تأثرت الأسعار وصعدت إلى الـ50 دولارًا".

ويقول الحجي لـ"الأسواق.نت -في حديث عبر الهاتف-: "إن حديث إيران عن استخدام النفط كورقة ضغطٍ في إبراز موقفها المعارض لحرب غزة كان له تأثير على المستهلكين العالميين والتجار"، ويضيف: "توفرت عوامل أخرى من أبرزها الخلاف الروسي الأوكراني وتوقف إمدادات الغاز كليًا إلى السوق الأوروبية، مما رفع الطلب على النفط لاستخدامه كوقود في فصل الشتاء".

ورجح الحجي "انخفاض الأسعار من جديد مع عودة الصحفيين والمحليين إلى أعمالهم؛ حيث ستتوفر المعلومات الصحيحة المطلوبة للتجار في اتخاذ قرارات البيع والشراء، لكنه رفض إعطاء تنبؤات بالأسعار؛ كون السوق مفتوحة أمام عدة احتمالات، ومتأثرة بعوامل أخرى تغذيها هبوطًا أو صعودًا".

وأضاف: "إن تهديدات إيران بوقف الإمدادات أقوالٌ، ولم تكن يومًا أفعالاً، وكذلك العرب لن يتخذوا أي قرارٍِ يؤثر على الإمدادات تجاوبًا مع الهجوم على غزة".

</IMG>

تراجع الأسعار يربك الخليجيين
إلى ذلك يرى أستاذ الاقتصاد والأعمال الدولية في "كلية ستيرن للأعمال" في "جامعة نيويورك البروفيسور نورييل روبيني، أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط والغار سيؤدي إلى تداعيات أكبر على الدول المصدّرة للنفط في المنطقة".

وقال روبيني في بيانٍ صحفي وصلت نسخة منه عبر البريد الإلكتروني إلى الأسواق.نت: "من المتوقع استمرار انخفاض أسعار النفط والغاز والسلع عن مستوياتها الحالية، لذا ستعاني الدول المصدّرة للنفط حول العالم وفي الشرق الأوسط من هذا الانخفاض الحاد".

وكانت أغلب دول الخليج العربي وضعت تسعيرةً متفائلة للنفط في احتساب ميزانياتها للعام 2009 تراوحت بين 39 و55 دولارًا للبرميل، إلا أن هبوطها إلى 32 دولارًا وجه ضربةً قاصمة إلى خطط الإنفاق وأثارت مشاكل مبكرة ومخاوف من حدوث عجز ومديونية في الموازنة.

</IMG>

استخدام غزة لرفع الأسعار
وحسب الخبير النفطي حجاج بو خضور تلعب الأسباب الجيوسياسية دورًا مهمًا في دفع الأسعار صعودًا وتمثل أحيانًا 30% من قيمة الارتفاع كما هو حال الحرب على غزة وما أثارته من ردود فعل وتصريحات المنتجين.

وقال بو خضور لـ"الأسواق.نت": إن جميع المنتجين مستفيدون من هذا الارتفاع السعري"، والآن يجب أن نسأل هل ستدفع فاتورة الأسعار من التهدئة؟ بالتأكيد في حال هدوء الأوضاع ستميل الأسعار نحو التراجع".

وقال إن إسرائيل مستفيدةٌ مما يجري حاليًا؛ حيث تريد التغطية على عجزها المالي ووضعها الاقتصادي المتأثر بالأزمة المالية العالمية؛ حيث ستطالب الغرب والولايات المتحدة بمساعداتٍ عاجلة.

وفهم من كلام الخبير النفطي -الذي كان يتحدث لموقعنا من الكويت- أن إيران تريد إطالة مدة التوتر في غزة؛ حيث تريد استغلال الوقت لجني المزيد من الأموال من تحسن أسعار النفط، لذلك أعلنت أنها ستستخدم ورقة النفط للتأثير على الأسواق العالمية.

</IMG>

بيانات السوق حتى مساء الأربعاء
وكانت السوق تترقب حتى لحظة كتابة هذا التحقيق بيانات المخزونات الأسبوعية التي تعلنها وزارة الطاقة الأمريكية، والتي ينتظر أن تظهر قفزةً في المخزونات وكذلك بيانات الوظائف الأمريكية في ديسمبر /كانون الأول التي تصدر يوم الجمعة.

وقال رئيس مؤسسة ريتربوش اند اسوشييتس جيم ريتربوش لرويترز إن أرقام المخزونات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة وبيانات البطالة الأمريكية ستكون حاسمةً في تحديد اتجاه الأسعار على المدى القريب.

وأضاف: "إذا رأينا أي مفاجآت في بيانات إدارة معلومات الطاقة فربما يكون لها تأثير نزولي على الأسعار وليس صعوديًا".

وانخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود فبراير / شباط 27 سنتًا إلى 84.31 دولارًا للبرميل مساء أمس الأربعاء.

وأظهر استطلاعٌ لآراء المحللين أجرته رويترز أن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي صدر في وقتٍ لاحق من يوم الأربعاء سيظهر زيادة مخزونات الخام الأمريكية 900 ألف برميل الأسبوع الماضي ونمو مخزونات المقطرات والبنزين أيضًا.

</IMG>

13 يومًا حرب على غزة
وتشنُّ إسرائيل منذ 13 يومًا حربًا لا هوادة فيها على غزة، أسفرت عن مصرع أكثر من 660 فلسطينيًا وجرح ما يقرب من 3000 آلاف آخرين، ودفعت التوترات والمواقف الدولية المصاحبة بارتفاع أسعار النفط.

زائر

شكرا لجديدك
بارك الله فيك

زائر

شكرا لجديدك
بارك الله فيك

» أسهم البتروكيماويات تدفع السوق السعودية للارتفاع
» تهاوي أسعار النفط وتداعيات الأزمة المالية العالمية تهدد المغالين بانخفاض أسعار المنتجات والسلع
» موجة تفاؤل بشأن أرباح الشركات تدفع النفط الأمريكي لتحقيق مكاسب