السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتقدت الشركات التي تقدم الخدمات لحجاج الداخل في السعودية، القرارات الصادرة عن عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي تتعامل معها، وحمّلتها مسؤولية العقبات التي تواجهها، وارتفاع أسعار حملات الحج العام الحالي.
وعزا مسؤولو هذه الشركات ارتفاع الأسعار بنسبة تجاوزت 25% إلى قرارين، الأول صادر عن وزارة الحج، ويتعلق بإيقاف منح تصاريح جديدة لحجاج الداخل، والثاني يختص بقرار شركات الطيران القاضي برفع أسعار التذاكر بنسبة وصلت إلى 40%.
ظاهرة الافتراش
وقال مستثمرون في هذا القطاع خلال حديثهم إلى "الحياة" في عددها الصادر اليوم الأربعاء 19-11-2008: إن أغلب المشكلات التي تعاني منها الشركات، هي نتاج قرارات غير مدروسة تصدر عن جهات حكومية أو خاصة في الغالب لا تتوافق مع متطلبات السوق.
وطالبوا في الوقت نفسه، بإعادة النظر في مثل هذه القرارات، مع دعوة الجهات المختصة إلى إيجاد جهة موحدة للحج، تضم ممثلين من كل القطاعات الحكومية والخاصة، وتعمل على توفير جميع الاشتراطات الخاصة بالحج، بهدف تسهيل وتسريع الإجراءات، للحد من ظاهرة الاختلافات والتغيّرات، التي تشهدها الاشتراطات والطلبات في كل عام.
وأوضح أحد المستثمرين في مؤسسات حج الداخل فهد الوذيناني، أن أسعار الحملات تضخمت بشكل ملحوظ، لذا يجب الحذر من ذلك، لأن الارتفاع المتواصل للأسعار يمكن أن يزيد من انتشار ظاهرة الافتراش التي يشهدها موسم الحج سنويا.
وأضاف هناك أسباب عدة تسببت في رفع الأسعار، منها قرار وزارة الحج بإيقاف منح تصاريح جديدة، إذ تم حصرها على 220 شركة، لا تستطيع تغطية الكثافة السكانية الكبيرة لدولة مثل السعودية، إضافة إلى ضعف مراقبة الأسعار، وعدم وجود آليات صارمة تحد من التلاعب بالأسعار، مشيرا إلى أن الاحتكار أسهم في ارتفاع الأسعار بصورة غير منطقية، إضافة إلى مساهمته في نشوء سوق سوداء لبيع تصاريح الشركات.
وطالب الجهات المختصة بتوسيع نطاق السوق، وتكثيف المراقبة على الأسعار، حتى لا تخرج عن الإطار المنطقي.
ورأى أن المستثمرين في هذا القطاع يعانون من مشكلات أخرى، منها ما هو متعلق بتغيّر الاشتراطات المطلوبة، لتنظيم حملات الحج بشكل مستمر.
وقال: "في كل عام نعاني من هذه المشكلة، فكل جهة لديها اشتراطات مختلفة، وهناك جهات تعمل على تغيير طلباتها في كل عام"، متسائلا: "لماذا لا نبدأ في التخطيط لموسم الحج منذ أول العام؟ لماذا تنتظر الجهات المعنية حتى قبل ثلاثة أشهر من موسم الحج لتحديد اشتراطاتها؟".
شركات الطيران
وحمّل عضو لجنة الحج والعمرة في غرفة جدة أحمد الفوزان شركات الطيران أسباب ارتفاع أسعار حج الداخل لهذا العام بنسبة وصلت إلى 25 %، وقال: "قرار شركات الطيران المتعلق برفع أسعار تذاكرها للحملات هو السبب الرئيس، إضافة إلى عدم توافر السيارات الخاصة بنقل الحجاج (الباصات) من مختلف مناطق السعودية".
وزاد: "أقل رسوم يدفعها الحاج هذا العام تبلغ 2600 ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات)، وتصل إلى نحو 80 ألفا في حال رغبت الأسرة في استئجار خيمة خاصة بها في المشاعر المقدسة".
ولفت إلى أن وزارة الحج عملت على تنظيم عمل شركات حجاج الداخل؛ إذ تم تقسيم الحصص وتوزيع أماكنها في المشاعر المقدسة بحسب درجة الخدمة المقدمة للحاج.
وأضاف: "الشركات تعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الحج، والعمل يسير وفق منظومة مرتبة، بحيث تتساوى حصص الشركات مع نوعية الخدمات المقدمة لعملائها".
وحول قرار وقف إصدار تصاريح لشركات جديدة للحج والعمرة، قال الفوزان: "إن القرار لن يضر بالاستثمارات في مجال حملات حجاج الداخل، خصوصا وأن عدد الشركات المصرح لها يفوق السعة الاستيعابية للحجاج".
وتابع: "كل شركة تحصل فقط على 70% من حصتها في نقل الحجاج، وفي حال ازداد عدد حجاج الداخل فإن كل شركة ستحصل على الزيادة من حصتها المقدرة بـ30 %".
وفي السياق ذاته، أكد مستثمرون في قطاع حملات حجاج الداخل من المنطقة الشرقية والشمالية تكبدهم خسائر كبيرة هذا الموسم، وخصوصا بعدما رفعت شركات الطيران أسعارها هذا العام، مما أضعف معدلات الإقبال على حملات الحج لديهم.
وقال المستثمر سعود الشلوي: "رفع أسعار تذكرة الراكب في رحلات الحج الداخلية بنسب تصل إلى 80% بغض النظر عن نوعية الطائرة التي سينقل فيها الحجاج شكل عائقا لمؤسسات وشركات حجاج الداخل، خصوصا وأن الارتفاع ليست له مبرراته".
وأضاف أن الشركات خاطبت الجهات المختصة بهدف خفض تلك الزيادات، أو تبرير أسباب رفع تذكرة الحاج فقط، مشيرا إلى أن شركات الطيران عملت على خفض أسعار التذاكر بمعدل 40% من نسب الزيادة، ليصل الارتفاع إلى 80% مقارنة بأسعار العام الماضي، ما أدى إلى استمرار المشكلة.
واعترف الشلوي بأن غالبية المواطنين والمقيمين رفضوا الاشتراك في حملات المؤسسات وشركات حجاج الداخل بعد إضافة سعر التذكرة عليها، وقال: "رفع أسعار تذاكر الطيران سيتسبب لنا بخسائر كبيرة هذا الموسم، خصوصا وأن شركات ومؤسسات حجاج الداخل عملت على استكمال كل الإجراءات المتخصصة مع وزارة الحج، بما يخص مواقع إقامة الحجاج في المشاعر المقدسة وغير ذلك من الترتيبات اللازمة لتنظيم الحملات بحسب شروط الوزارة".
واتفق معه خلف العتيبي صاحب مؤسسة لحجاج الداخل في الرأي، وقال إن شركات الطيران حاولت امتصاص الصدمة الأولى لنا بخفض الزيادة في أسعار تذاكر حجاج الداخل التي فرضتها في المرة الأولى بمعدل 120%، بمقدار 40%، ولكن أسعار التذاكر بنسبة 80% تعد عائقا كبيرا أمام غالبية المواطنين الذين يرغبون في أداء فريضة الحج هذا الموسم.
ولفت إلى أن مؤسسات وشركات حجاج الداخل تقدمت بشكاوى ولم تقدم شركات الطيران أي تفسير أو مبرر لرفعها الأسعار، إذ اختصر ردهم بالنظر في الشكاوى فقط.