::: أنا سريع الغضب ::: ! !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[size=24]أنا انسان سريع الغضب ولا أملك نفسي عند النقاش مع جميع من أناقشه حتى مع والدي !

ماذا أفعل ؟


في الحقيقة أن هذا السؤال يرد على كثير من الناس !
وهذه اجابة على من لديه هذا السؤال..

أوجب الله بر الوالدين والإحسان إليهما بالقول والفعل وحرم إيذاءهما بالقول والفعل حتى لو كان ذلك بأدنى شئ ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً ))



وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب ومعناه : البعد عن الأسباب التي تؤدي إليه والإحتراز مما يترتب عليه.


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : لاتغضب فردد مراراً قال : لاتغضب . رواه البخاري



والغضب للنفس ولغير الله من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتنزه عنها وقد يترتب عليه ما يندم عليه صاحبه إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معاً.


قال ابن مفلح الحنبلي : قال على رضي الله عنه : إنما يعرف الحلم ساعة الغضب وكان يقول : أول الغضب جنون وآخره ندم ولايقوم الغضب بذل الإعتذار وربما كان العطب (أي الهلاك) في الغضب .



وقيل للشعبي : لأي شيء يكون السريع الغضب سريع الفيئة ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ؟ قال : لأن الغضب كالنار فأسرعها وقوداً أسرعها خموداً .


اذا حدث للمسلم ما يغضبه فينبغي عليه أن يتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم ، وكأنه يوجه الحديث له مباشرة وليتذكر إيجاب الله تعالى عليه الإحسان إلى والديه وتحريم الإيذاء لهما كأنه يسمعه منه مباشرة.
ولتسكين الغضب اذا وقع أسباب يمكن لمن عمل بها أن يعالج نفسه منه ومن أثاره وقد ذكر الماوردي جملة طيبة منها يقول : واعلم أن لتسكين الغضب اذا هجم أسباباً يستعان بها على الحلم منها :



1 – أن يذكر الله عز وجل فيدعوه ذلك إلى الخوف منه ويبعثه الخوف منه على الطاعة له فيرجع الى أدبه ويأخذ بندبه فعند ذلك يزول الغضب.

قال تعالى (( واذكر ربك إذا نسيت ) قال عكرمة : يعني اذا غضبت

وقال تعالى ( واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم)) ينزغنك أي يغضبنك
السميع العليم أي عليم بجهل من جهل عليم بما يذهب عنك الغضب.

وقال بعض الحكماء : من ذكر قدرة الله لم يستعمل قدرته في ظلم عباد الله وقال عبدالله بن مسلم لهارون الرشيد : يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني فعفا عنه لما ذكره قدرة الله تعالى.


2 – ومنها ينتقل عن الحالة التي هو فيها الى حالة غيرها فيزول عنه الغضب بتغير الأحوال والتنقل من حال الى حال..عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع . صححه الالباني


3 – ومنها أن يتذكر ما يؤول اليه الغضب من الندم والحاجة الى الاعتذار .. قال بعض الادباء : اياك وعزة الغضب فإنها تفضي الى ذل العذر

4 – ومنها أن يذكر ثواب العفو وجزاء الصفح فيقهر نفسه على الغضب رغبة في الجزاء والثواب وحذراً من استحقاق الذم والعقاب قال رجاء بن حيوة لعبدالملك بن مروان لما تمكن من بعض أعداءه وأسرهم : إن الله قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو.
وأسمع رجل عمر بن عبدالعزيز كلاماً يكرهه فقال عمر : أردت أن يستفزني الشيطان لعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً ( يعني يوم القيامة) انصرف رحمك الله.



5 – ونها أن يذكر انعطاف القلوب عليه وميل النفوس اليه فلا يضيع ذلك بالغضب فيتغير الناس عنه وليعلم أنه لن يزداد بالعفو إلا عزا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) رواه مسلم .



وقال dient()بعض البلغاء : ليس من عادة الكرام سرعة الإنتقام ولا من شروط الكرام إزالةالنعم.