كفكفت عن خدي الدمـع الـذي انهمـلا
ورحـت تلقـى عليـه الشـوق والقبـلا
وعـدت مـن خلـف أنّـاتـى تُدَللّـنـى
وسـرت تـزرع فـي أعماقـي الامــلا
فكـم سهـرت علـى جـرحـي تـضـمدني
وكـم عرضـت علـىَ الـدرَ والحـلـلا
بكيـت قبلـك أعـوامـا .... ولا أحــد بكـى
علـىَ ولا عـن أدمعـي ســألا
والحـسـن زار شقيقـاتـي وأغفلـنـي
مـا مـرّ يومـا علـى بابـي ولا نـزلا
وما شكوت إلـى مـن سـوف ينصفنـي
ولا شكـوت الـذي مـن أضلعـي أكـلا
فكـم فـرحـت بــه لـمَـا تقلـدنـي
وكـم دعـوت عليـه عنـد مـا عـزلا
وجئـت أنـت فولّـى الحـزن منهزمـا
وكـان فـي يسـمـى فـارسـا بـطـلا
الحب قـادك نحـوى ... جئـت تتبعـه
وحيـن أسقيتنـي مـن كأسـه رحــلا
---
أنا المدينـة مـن فـي الكـون يجهلنـي
ومـن تـراه درى عنـى ومـا شـغـلا
تتلمـذ المجـد طفـلا عنـد مدرسـتـي
حتـى تخـرج منهـا عالـمـا رجــلا
فتحـت قلبـي لخيـر الخلـق قاطـبـة
فلـم يفارقـه يومـا مـنـذ أن دخــلا
وصـرت سيـدة الدنيـا بــه شـرفـا
أسمى لكـل حـدود الأرض قـد وصـلا
ومسجدي كـان ... بـل مـازال أمنيـة
تهفـوا إليـه قلـوب ضـلـت السـبـلا
فـكـل مغـتـرب داويــت غـربـتـه
مسحـت دمعتـه .... حوَلتهـا جــذلا
وفـى هـواي مـلا ييـن تنـام عـلـى
ذ كري .... وتصحو على طيفي إذا أرتحلا
تنافسـوا فـي غرامـي أرسلـوا كتبـا
وأنفقـوا عندهـا الركـبـان والـرسـلا
أنـا المـنـورة الفيـحـاء ذا نسـبـى
إذا البـدور رأتنـي أطـرقـت خـجـلا
---
هـا أنـت مـا بيـن عشاقـي تقبلنـي
تطـارد الهـم فـي عيـنـي والمـلـلا
صرت الأمين على حسنى وصـرت يـدا
تـرش مائـي عـلـى وردي إذا ذبــلا
فكـن علـى فقرائـي رحمـة ... فلقـد
أمسـت ديارهمـو مـن بؤسهـا طلـلا
وكـن رفيـقـا إذا عاقـبـت مذنبـهـم
بعـض العقـاب إذا ضاعفـتـه قـتـلا
وابطـش بكـل يــدٍ تمـتـد عابـثـة
وابعث بحزمـك فـي أعصابهـا الشلـلا
---
كفكفتُ دمعي … فخذ قلبـي لقـد سألـوا
عنـه . فقلـت ، لقـد أعطيتـه رجـلا