موضوع: قراءة في قصيدة السبت نوفمبر 01, 2008 4:32 pm
قصيدة رائعة للشاعر عبد المحسن مسلم يصف فيها مشاعر المرأة المحبة بعد غضب حبيبها وبعدها تحليل من وحي قلمي لهذه الأبيات الرائعة أتمنى أن تجد القصيدة إعجابا لديكم أترككم مع رائعة من روائع الشاعر المبدع :
هدأت كما تهدأ الزوبعه وعدت ببسمتك المشرعه عدت كما كنت وجها نقيا تنام براءة وجهي معه وعادت عيونك تلقي علي حديث العصافير للمزرعه وشِعرك عاد يلون شعري ويشري من النجم لي قبعه فأنت الذي أرتدي حبه وأبحر فيه بلا أشرعه وأنت صباي وكل دلالي وأنت فصول الهوى الأربعه
هدأت وصوتك عاد وديعا رقيقا بنبرته المترعه وزغرد قلبي حين ابتسمت وغنى طويلا لكي تسمعه وأصبح أرجوحة حرة تطوح أحزانك المشبعه هدأت فقل لي لماذا انفعلت وهذا هدوءك من أفزعه؟ ومن يضرم النار في مقلتيك ومن كان ألقاك في المعمعه فرفقا بقلبك فهو صغير طفولته لم تزل موجعه وحرر دموعك وابك طويلا وبلل قميصي وقلبي معه ودعني وشعرك نلهو كطفلين فوق أراجيحك المسرعه وفوق ذراعي خبئ أساك ومزق على كتفي الأقنعه
هدأت فدعني أرشك حبا وأتلو قصائدك المبدعه ولا تنفعل يا صغيري ففي هدوءك إطلالة ممتعه ودعني أغضب عنك قليل وأنزع عن حزنك الأشرعه وعد شاعرا هادئا ناعما ودعني أصير أنا الزوبعه
أترككم مع إبحاري في ذلك الجو :
أمسكت بالقصيدة وأنا أحفظها عن ظهر قلب وشعرت بأن كل كل كلمة فيها تحتاج إلى تبحر في معانيها . قد لا أجيد التحليل كدارسة أدب أو ناقدة لأن : عين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساوئا وأنا كلي رضا عن كل كلمة يكتبها شاعري المفضل عبد المحسن حليت فإن لم أجد التحليل كناقدة أرجو أن أجيده كامرأة تشعر بكل إحساس ورد في القصيدة هذا الشاعر الذي يعبر عن مشاعر المرأة حتى كأن القارئ يشك أن خلف هذه القصيدة رجل قصيدتي التي أود تحليلها يتحدث فيها الشاعر عن مشاعر المرأة المحبة إذا رأت حبيبها في قمة غضبه و ذروة انفعاله ثم ما يلبث أن يهدأ فتشرق لها الدنيا بأنوارها فتراه بعد هدوئه أجمل مما كان عليه قبل الانفعال فكل كلمة لها لمسة حانية عجيبة فغضبه كان كالزوبعة السريعة التي ما تلبث أن تعود لوضعها الطبيعي وهدوؤه أعاد الرومانسية كما كانت فتقول : ( هدأت كما تهدأ ا لزوبعه ) وما أجمل الاطمئنان بعد الخوف الشديد (وعدت ببسمتك المشرعه) فقمة الراحة في تلك البسمة وكأنها سفينة تعبت شراعها ثم رست على الميناء بهدوء بعد العاصفة (وعدت كما كنت وجها نقيا تنام براءة وجهي معه)فيصل الهدوء ذروته وهل ينام الوجه إلا إن كان مرتاحا هانئا وكأنها ببراءتها من غضبه تريد أن تنام في كنف ذلك الوجه الهادئ النقي (وعادت عيونك تلقي علي حديث العصافير للمزرعه) فالروضة هادئة ويكمل جمال الهدوء والراحة تغريد العصافير وهذه هي عيون الحبيب كأنها صوت العصافير (وشعرك عاد يلون شعري ويشري من النجم لي قبعه) فكأنها وهو ينشدها الشعر تصل إلى أعلى مستوى في الخيال فترتدي قبعة من نجوم السماء التي حلقت فيها وهاهي تخاطبه بكل ما فيها من حب (فأنت الذي أرتدي حبه وأبحر فيه بلا أشرعه) وليس أجمل من تلك الصورة التي صور فيها الحب برداء ترتديه فحبه يغطيها ويلتصق بها وهل هذه إلا صفات الرداء وحبه هو بحرها الهادئ الذي لاتخاف غدره كبقية البحار فتمشي فيه سفينتها دون شراع يقاوم التيار والعواصف لأنها عواصف مؤقته وغير خطرة (وأنت صباي وكل دلالي وأنت فصول الهوى الأربعه) قمة الروعة في وصفه بالفصول الأربعة وصف لم يصل إليه شاعر من قبل فهي تمر معه بالشتاء القارس الممتع عندما يتدفأ فيه الإنسان والذي يحتاج فيه إلى دفء الحبيب وهو الصبف بكل ما فيه من دفء وانطلاق وهو الربيع وجماله وتفتحه في حالة هدوئه وهو الخريف الذي إن سقطته فيه ورقة يستعيدا الربيع بل و يأتي بأجمل منها فتنوع الفصول يزيد العلاقة جمالا ويكسر الملل من الاستمرار على حال واحدة (هدأت وصوتك عاد وديعا رقيقا بنبرته المترعه )فقد فرحت بربيعه وفرحت بتلك البسمة وكأن قلبها من فرحه (وزغرد قلبي حين ابتسمت وغنى طويلا لكي تسمعه) فكأن قلبها يشعره بفرحة عودة الهدوء له وهو من فرحه (أصبح أرجوحة حرة تطوح أحزانك المشبعه) كأن قلبها رمى بأحزانه بعيدا وبعد نهاية الغضب والحزن يأتي ذكاء المرأة المحبة التي تناقش الموضوع بهدوء بعد الهدوء فلم تناقشه وقت ثورته ولكن بعد هدوئه (هدأت فقل لي لماذا انفعلت وهذا هدوؤك من أفزعه ومن يضرم النار في مقلتيك ومن كان ألقاك في المعمعه )فبدأت أسئلة المحب : من الذي أفزع هدوءك ؟ من أشعل نار دموعك ؟ من ألقاك في هذه النار ؟ والمعمعه كلمة عربية فصحى وهي صوت الشجعاء في الحرب أو صوت إشعال النار وبعد معرفة الأسباب أسباب غضبه بدأت بلمسات المحبة الحنون لتخرجه تماما من أحزانه ولتريحه وتذهب به إلى عالمها : فرفقا بقلبك فهو صغير طفولته لم تزل موجعه فهو قلب لا يحتمل تلك الهموم وتطلب منه أن يبكي على كتفها حتى تخرج كل آلامه مع دموعه : وحرر دموعك وابك طويلا وبلل قميصي وقلبي معه وهي تلاعب شعره وتطلب منه أن يتجرد من الأقنعة معها فصورته لن يهزها شيء: ودعني وشعرك نلهو كطفلين فوق أراجيحك المسرعه وفوق ذراعي خبيء أساك ومزق على كتفي الأقنعه وهي بعد كل هذا لاترضى منه مجرد الهدوء بل تذهب به لقمة الراح والسعادة : هدأت فدعني أرشك حبا وأتلو قصائدك المبدعه فتعرف كم يحب الشعر وتذكره بشعره الرائع وقت صفائه وحبه : ولا تنفعل يا صغيري ففي هدوئك إطلالة ممتعه ولعل كلمة يا صغيري توضح درجة من درجات علاقة الرجل بالمرأة فكم يسعد الرجل أن تعامله كطفل مدلل كما يقول نزار قباني لمحبوبته : لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال وكم تشعر المرأة بقمة الحب عندما تعامل حبيبها كأم فهي العاطفة التي تغفر وتعطي دون حدود وأخيرا لا تكتفي بكل ذلك بل تطلب منه أن تحمل عنه غضبه لتريحه : ودعني أغضب عنك قليلا وأنزع عن حزنك الأشرعه وعد شاعرا هادئا ناعما ودعني أصير أنا الزوبعه فهي بكل ما فيها فداء له[center]
Admin Big Boss
عدد الرسائل : 2011 العمر : 47 الموقع : https://aleraqi.alafdal.net العمل/الترفيه : الرئيس العام لمجموعة منتديات عائلة العراقي المزاج : توكلت علي الله في عملي ورزقي مزاجي : رقم العضوية : رئيس المنتدي تاريخ التسجيل : 07/08/2008
موضوع: رد: قراءة في قصيدة السبت نوفمبر 01, 2008 8:24 pm
شكرا لجديدك
زائر زائر
موضوع: رد: قراءة في قصيدة السبت نوفمبر 01, 2008 8:36 pm