المؤشر يرتفع 0.56 % .. والسيولة تتراجع إلى أدنى مستوى في 9 أشهر

بدر العنزي من الرياض
أنهى المؤشر العام للسوق السعودية تعاملاته أمس "أولى جلسات الأسبوع" مرتفعا بنسبة بلغت 0.56 في المائة كاسبا 37.4 نقطة، وذلك بإغلاقه عند 6665.65 نقطة، بينما كان قد أغلق في جلسة الأربعاء الماضي 6628.26 نقطة، وبذلك يعود المؤشر العام مرة أخرى للإغلاق فوق مستوى 6650 نقطة، بعد إغلاقه دونه لثلاث جلسات متتالية.
وجاء ارتفاع الأمس مصحوبا بتراجع ملحوظ في حركة التداولات، حيث وصلت قيم تداولات الأمس إلى 4.15 مليار ريال وهو ما يقل عن قيم تداولات جلسة الأربعاء الماضي (خمسة مليارات ريال) بنسبة تراجع 16.99 في المائة، كما تقل عن المتوسطات الأسبوعية (5.6 مليار ريال) وبنسبة 25.97 في المائة، كذلك تقل عن المتوسطات الشهرية (6.2 مليار ريال) بما نسبته 33.44 في المائة، وقيم تداولات أمس هي أقل قيم تداولات منذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث كانت قيم التداولات حينها 4 مليارات ريال. وتراجعت أحجام التداولات أمس إلى 184.7 مليون سهم، وهو ما يقل عن تداولات جلسة الأربعاء الماضي (238 مليون سهم) بنسبة 22.44 في المائة، كما تقل عن متوسط أحجام التداول الأسبوعية (284.5 مليون سهم) بما نسبته 35.09 في المائة، كذلك تقل عن متوسط أحجام التداولات الشهرية (310.86 مليون سهم) بما نسبته 40.59 في المائة، وأحجام تداولات أمس هي أقل قيم تداولات منذ 20 نوفمبر الماضي، حيث كانت قيم التداولات حينها 169 مليون سهم.

وهنا يرى الدكتور سعود المطير- محلل اقتصادي- أن حركة سهم سابك أثرت في المؤشر خلال جلسة أمس وخاصة أن السهم قام بحركة تصحيح استباقية قبل إعلان نتائجها، حيث نزل السعر إلى أقل من 85 ريالا، وعند إعلان نتائجها كان السهم قد تشبع من النزول، ولهذا عكس اتجاهه وصعد بشكل تدريجي مع العلم أن نتائج شركة سابك كانت أقل من متوسط توقعات المحللين.
واعتبر أن إعلان شركة الاتصالات وشركة صافولا كان لهما الأثر الإيجابي في السوق خلال جلسة أمس، وذلك بسبب النتائج التي جاءت أعلى من التوقعات.
وقال إن الإجازة الصيفية وشهر رمضان المبارك لهما دور كبير في تقلص السيولة الذي قد يستمر في هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، مضيفا "بعد ذلك قد نرى بداية تحرك وتدفق للسيولة مدعوما بتحسن النتائج بنسبة عالية في هذا النصف مقارنة بالنصف المماثل من العام الماضي".
لافتا إلى أن هذه النتائج المتميزة تصنع فرصا استثمارية رائعة في السوق، وذلك من خلال انخفاض مكررات الأرباح إلى أقل من سبع مرات لبعض الشركات، وكذلك القيم السوقية للأسهم الاستثمارية لا تبتعد كثيرا عن القيمة الدفترية، ما يعني انخفاض درجة المخاطرة في سوق الأسهم السعودية فيما يخص الشركات الاستثمارية.
وتوقع أن تشهد السيولة في السوق السعودية خلال هذه الأسبوع والأسبوع المقبل انخفاضا إذا استقرت الأوضاع العالمية والمحلية على ما هي عليه، وقد تصل السيولة إلى حدود ثلاثة مليارات ريال كحد أدنى، ذاهبا إلى أن تذبذب المؤشر خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل سيكون في ظل نطاق محدد بين 6500 و6700 نقطة معتمدا في ذلك على ما يحصل في سوق البترول العالمية بشكل خاص والاقتصااد العالمي بشكل عام.
من ناحيته، أكد وليد بن غيث- مستشار مالي- أن السوق السعودية أمس استمرت في التفاعل مع نتائج الشركات التي تباينت نتائجها خصوصا لأهم قطاعين، حيث جاءت نتائج القطاع البنكي عن النصف الأول إيجابية بنمو بلغ 16 في المائة تقريبا، أما قطاع البتروكيماويات فقد أظهرت نتائج شركاته للنصف الأول انخفاضا عن الفترة المقابلة للعام الماضي بنسبة بلغت 20 في المائة تقريبا، كما كانت هناك مفاجآت إيجابية لبعض الشركات مثل الشركة المدرجة حديثا السعودية للتموين التي حققت نموا في أرباحها بلغت نسبته 31 في المائة.
وأشار إلى أن الأخبار العالمية المتباينة أثرت في السوق السعودية خاصة بعد أن شهدت الأسواق العالمية تقلبات حادة، إضافة إلى ارتفاع اسعار النفط إلى أعلى من 91 دولارا وتجدد المخاوف من تاثيرات أزمة الديون الأوربية على معدلات نمو الاقتصاديات العالمية، قائلا "رغم هذه الأخبار إلا أن هناك بعض الشركات قد انخفضت أسهمها بشكل كبير قبل صدور نتائجها على توقعات عن نتائجها السلبية، وهي الآن تستعيد توازنها مثل سهم سابك الذي حقق ارتفاعا بأكثر من 1 يوم أمس". لافتا إلى أن انخفاض أحجام تداول السوق خلال شهر رمضان يعتبر أمرا طبيعيا ما لم يكن هناك أسباب وأحداث مهمة تجذب المهتمين إلى زيادة نشاطهم في السوق خلال الشهر الكريم، متوقعا استمرار هدوء التعاملات في السوق خلال شهر رمضان ما لم تحدث مستجدات غير متوقعة تشجع المتعاملين على زيادة تداولاتهم. واعتبر المستشار المالي أن حجم السيولة الحالية ليس بجيد، والسوق يحتاج إلى أحجام تداولات أكبر لتظهر حجم الرغبة والإقدام على على السوق، ولكي نرى ارتفاعات في المستويات السعرية، مشيرا إلى أن هذه الفترة مؤقتة إلى قبل نهاية شهر رمضان ولن تكون طويلة. ويعتقد أن الأيام القليلة المقبلة لن تشهد تغيرات مهمة، وقال "آمل ألا يؤدي الهدوء في السوق إلى تردٍّ في أسعار الأسهم خصوصا الجيدة منها بسبب ضعف السيولة ولا سيما أن السوق حاليا تحتوي على شركات تتداول بأسعار جذابة للمستثمرين".
أما عن القطاعات أمس فقد ارتفع منها تسعة قطاعات، بينما تراجعت ستة قطاعات، وكان على رأس القطاعات المرتفعة أمس، قطاع التأمين وبنسبة 3.22 في المائة، تلاه قطاع الزراعة وبنسبة 2.24 في المائة، ثم قطاع الاتصالات وبنسبة 1.25 في المائة، وارتفع قطاع البتوركيماويات وبنسبة 0.69 في المائة، وقطاع المصارف وبنسبة 0.38 في المائة.

» المؤشر ينجح في امتصاص الهلع.. والسيولة عند أدنى مستوى منذ 7 أشهر
» السوق السعودي يرتفع على استحياء في آخر جلسات الأسبوع والسيولة تتراجع 20% عن أمس
» الدولار يسجل أدنى مستوى في 15 عاما مقابل الين والسويسري يرتفع