السوق تتراجع 0.33 % .. وتعجز عن بناء قاع عند 7000 نقطة

عبدالعزيز الفكي من الدمام
أنهى المؤشر العام للسوق السعودية تداولاته أمس على تراجع بلغت نسبته 0.33 في المائة خاسرا 23.57 نقطة، ليصل إلى 7033.11 نقطة، بينما كان قد أغلق أمس الأول عند 7056.68 نقطة، وبذلك يكون قد حافظ على مستوى 7000 نقطة، وإن كان قد عاد إلى التراجع سريعا، حيث كان المؤشر قد استطاع أمس الأول أن يرتفع بنسبة 0.96 في المائة كاسبا 67.24 نقطة، بعد تراجعه لثلاث جلسات، وهو الارتفاع الذي دفع المحللين للتفاؤل، وتوقعهم أن يكمل المؤشر مشوار ارتفاعاته على المدى القريب، وهو ما خالفه المؤشر أمس.
وتوقع تقرير لشركة الراجحي المالية أن المؤشر وبعد أن أغلق أمس بالقرب من أعلى مستوى وصل إليه في الجلسة، أن يواصل تحركه للأعلى من المستويات الحالية. بينما أشار التقرير الفني لشركة الأهلي كابيتال إلى أنه وبعد الارتفاع الذي حققه المؤشر العام للسوق السعودية ''تاسي'' في جلسة أمس فإنه من المتوقع أن يواصل هذا الارتفاع على المدى القريب.
وجاء تراجع أمس مصحوبا بارتفاع في حركة التداولات، على مستوى القيم والأحجام، فوصلت قيم تداولات أمس إلى 6.48 مليار ريال وهو ما يزيد على قيم تداولات جلسة أمس الأول 5.7 مليار ريال بنسبة 12.99 في المائة، كذلك تزيد على المتوسطات الأسبوعية 5.98 مليار ريال وبنسبة 8.31 في المائة، إلا أنها تقل عن المتوسطات الشهرية 7.54 مليار ريال بما نسبته 14.12 في المائة.
إلى ذلك، أجمع محللان اقتصاديان تحدثا لـ ''الاقتصادية'' أنه من الصعب الجزم في الوقت الراهن أن السوق المالية السعودية قد تمكنت من عملية بناء القاع عند منطقة 7000 نقطة، خاصة وأن الموجة التصحيحية التي تمر بها السوق لم تنته بعد.
ويرى المحللان، أنه رغم وجود علامات إيجابية لتكوين قاع للسوق، ولكن يصعب القول إن السوق تمر بمرحلة تكوين أو تأكيد لبناء قاع للسوق، وإنما يمكن ان يطلق عليها مرحلة ''ترقب'' لعوامل ومحفزات منها قرب إعلان النتائج المالية للشركات المدرجة للربع الثاني للعام 2012، رغم أنه لا يمكن إغفال تأثير الأوضاع في الأسواق العالمية، وما ستسفر عنه أزمة اليونان على السوق المحلية.
وأبلغ ''الاقتصادية'' محمد الشميمري، المحلل الاقتصادي، أنه من الصعب الجزم أن السوق قد بدأت في مرحلة بناء القاع في على 7000 نقطة، خاصة وانه لا يمكن القول إن الموجة التصحيحية التي تمر بها السوق قد انتهت، حيث من المعروف لدى كثير من المتعاملين في السوق، أن مستوى أو منطقة 6000 نقطة هي منطقة دعم قوية للمؤشر العام للسوق الذي ارتد منها مرتين شارحا ذلك بالقول :''إنه حتى يمكن تكوين القاع للسوق لابد للمؤشر أن يتعافى ويخترق مناطق تكون مقاومة قوية للمؤشر، وأيضا عودة السيولة للسوق التي بدأت تتناقص الآن بشكل كبير''.
ويعود الشميمري ليؤكد أن هنالك علامات إيجابية لتكوين القاع، ولكن هذه العلامات لا يمكن أن نجزم بمرحلة تكوين قاع للسوق وإنما نترقب، مبينا أن هذه العلامات تتمثل في ارتداد المؤشر من منطقة دعم قوية وهي منطقة 6900 نقطة، إلى جانب من معدل التداول عند هذه المنطقة ينخفض، وعادة لتكوين قاع للموجات التصحيحية يبدأ البيع يقل بكثير، لذا نشهد انخفاضا كبيرا في معدل التداول، وهذا من ناحية فنية. أما من الناحية الأساسية، فإن السوق تترقب انتهاء الربع الثاني من عام 2012، حيث لا توجد أي محفزات للسوق خلال الفترة القصيرة المقبلة سوى نتائج الربع الثاني، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أوروبا، التي أثرت في الأسواق العالمية وفي مقدمة ذلك بما يخص السوق السعودية وأسعار النفط، حيث انخفضت أسعار النفط الأسبوع الماضي وسجلت لأول مرة تحت 90 دولارا، ويتداول الآن 91.31 دولار تقريبا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤثر في السوق، رغم أن الكثيرين يتساءلون عن علاقة أسعار النفط بتعاملات السوق المالية السعودية، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن الأسواق العالمية مترابطة والاقتصاد السعودي يعتمد اعتمادا كبيرا على النفط، إلا أن التوقع بأن تكون أرباح الشركات للربع الثاني جيدة، مقارنة بأرباحها بالربع المماثل في عام 2011م، تعد محفزات يمكن عندها توقف استمرار هبوط المؤشر.
من ناحيته، أكد حميد العنزي، المحلل الاقتصادي، أن السوق السعودية حاولت أن تبني قاعا لها عند منطقة 7000 نقطة، إلا أنها تنازلت عن ذلك أكثر من مرة. ويقول الحميد إنه رغم أن هنالك قراءات وتوقعات مستثمرة بأن يستمر المؤشر في الصعود إلى الأعلى، رغم ما يشهده من تراجعات خلال التداولات اليومية، إلا أن السوق عجزت حتى الآن في بناء قاع لها عند 7000 نقطة، والدليل على ذلك تراجع المؤشر يوم الأحد الماضي إلى 6989.45 نقطة. ويضيف العنزي أن المتعاملين في السوق السعودية يتأثرون بما يحدث في الأسواق العالمية من تطورات اقتصادية، ما يشكل ذلك عامل ضغط نفسي على المتعاملين، الأمر الذي أدى إلى حدوث انخفاض وارتفاع في أداء المؤشر، لذا فإن السوق في الوقت الحالي تعد غير مهيأة لبناء قاع عند نقطة 7000 نقطة.

» السوق السعودية تتراجع 1% والمؤشر يغلق تحت 7000 للمرة الأولى منذ منتصف أغسطس
» السوق السعودي يتراجع بأكثر من 100 نقطة دون مستوى 7000 نقطة
» السوق تسجل منطقة دعم قوية باختراق مستويات 7000 نقطة