المخاوف من انسحاب اليونان من «اليورو» تضغط على البورصة الفرنسية

بدأت بورصة باريس تعاملاتها على ارتفاع صباح أمس، ولكن ما إن أُعلن عن فشل المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة اليونانية حتى طغى اللون الأحمر على مؤشر "كاك 40" وبقية البورصات الأوروبية كانت قد بدأت تعاملاتها على ارتفاع ولكنها سرعان ما انقلبت مؤشراتها إلى انخفاض.
والمصارف الفرنسية هي التي قادت عملية الانخفاض في مؤشر بورصة باريس، خاصة أن فرانسوا باروان وزير المالية الفرنسي في الحكومة المستقيلة أعلن أن المصارف الفرنسية ستتكبد أكثر من 50 مليار يورو في الخسائر في حال انسحبت اليونان من منطقة اليورو.
ولكن كلام الوزير الفرنسي حول قدرة المصارف وشركات التأمين الفرنسية على مواجهة احتمال خروج اليونان من اليورو لم يطمئن الأسواق. وكذلك الأمر كلام حاكم المصرف المركزي الفرنسي كريستيان نواين عن عدم تأثر المجموعات المالية الفرنسية بسيناريو انسحاب اليونان، إذا ما تحقق هذا الانسحاب. وقال إن المصارف الفرنسية التي تشكل جزءا من المصارف الأجنبية الأكثر عُرضة للتأثر بالأزمة اليونانية تمكنت من تغطية نحو 75 في المائة من الديون اليونانية.
إلا أن العديد من الخبراء الاقتصاديين لا يقاسمون المسؤولين الفرنسيين هذا الرأي. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور شبل السبع لـ "الاقتصادية": إن المصارف الفرنسية ستتأثر بالأزمة وستؤثر في حجم الديون الفرنسية. وقد تضطر الحكومة الفرنسية لتعويم بعض المصارف. وبالتالي فهي ستزيد من الدين الفرنسي العام. وقال السبع إن الخطر الأكبر الذي يهدد المصارف الفرنسية هو انتقال العدوى إلى دول أخرى وخاصة إسبانيا.
وعما يصدر من مواقف عن مسؤولين في المصرف المركزي الأوروبي حول قدرة المصرف على إدارة خروج اليونان من منطقة اليورو يقول شـبل السبع إن المصرف قادر من الناحية التقنية، ولكنه قد لا يتمكن عملياً في حال تعرض سندات الخزانة الإسبانية أو الفرنسية لهجوم الأسواق.
وعما سيحل في اليورو في حال انسحاب اليونان، قال الدكتور شبل السبع لـ "الاقتصادية" إن سعر صرف اليورو أمام الدولار سيتراجع، وإن اليورو لن يختف على المدى القصير.

» ارتفاع الدولار أمام اليورو مع تجدد القلق بشأن ديون اليونان
» انسحاب جماعي لشركات الوساطة المالية من السوق السعودية
» هبوط مؤشرات البورصات مع تزايد المخاوف الاقتصادية