خفضت الخطوط الجوية السعودية عدد رحلات الطيران الخاصة بحجاج المنطقة الشرقية بنسبة 40 بالمائة دون توضيح لذلك، وقال مستثمرون بقطاع حملات الحج والعمرة إن الخطوط لم توفر العدد المطلوب من الرحلات، حيث أعطت كامل الأولويات إلى منطقة الرياض وضواحيها، مطالبين إدارة الخطوط بإعادة النظر وحل هذه الأزمة التي ستقلص أعداد حجاج المنطقة وستساهم بخسارة الحملات ملايين الريالات.
وقال صالح الظفيري أحد كبار المستثمرين في قطاع حملات الحج والعمرة بالمنطقة الشرقية إن المنطقة تحتاج في موسم حج هذا العام إلى 21 رحلة تنقل 8400 حاج مثل العدد في العام الماضي، ولكن الخطوط الجوية السعودية لم توفر هذه السنة إلا 12 رحلة أي أن عدد الرحلات تم تقليصه بمعدل 40 بالمائة، وهذا الأمر يجعل الخيار أمام حجاج المنطقة إما أن يحجوا في فترات لاحقة أو يذهبوا إلى مكة عن طريق سياراتهم.
وأكد أن تراجع عدد الرحلات في هذه السنة يعود إلى إعطاء الأولويات لمناطق المملكة الأخرى خاصة منطقة الرياض وضواحيها، حيث أثر ذلك على كامل القطاع بالمنطقة وتسبّب في حدوث خسائر بالغة بالنسبة لأصحاب الحملات بالشرقية؛ لأنه في حال عدم توافر رحلات حج يصبح هناك تراكم في عدد الخيام لدى صاحب الحملة ولا يستطيع بيعها أو الاستفادة منها، وكذلك يخسر كل ما دفع من تكاليف خاصة في البرامج أو السكن الخارجي، موضحاً أن تكلفة الحاج الواحد تقدّر من 8 – 9 آلاف ريال وتختلف من حملة إلى أخرى، فهناك من يضع برامج على مستوى عال جداً في وسائل النقل والخيام ونوعية الأكل والشرب، وحملات أخرى تضع ما دون ذلك.
وأوضح الظفيري أن تكاليف الحاج الواحد زادت عن العام الماضي بنسبة تتراوح من 10 – 15 بالمائة، وذلك لارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات وإن لم تحل الخطوط الجوية السعودية مشكلة تقليص الرحلات وإرجاعها إلى 21 رحلة فستتكبّد شركات الحج والعمرة خسائر فادحة لأنها قد تقف عن العمل كلياً في هذا العام.
وأشار إلى أن قيمة تذكرة رحلة الطيران على الخطوط الجوية السعودية من الدمام إلى جدة تصل إلى 780 ريالاً، والحملات تدفع قيمة التذكرة للحاج الواحدة ذهاباً وإياباً نقداً، وبمبالغ عالية تتراوح من 1300 – 1500 ريال، ومع ذلك فإن الخطوط لم توفّر عدد الرحلات المطلوبة بالنسبة لشركات وحملات الحج والعُمرة للمنطقة الشرقية في هذا العام، وشركات الطيران الخليجية تتمنى نصف هذا السعر.
وأكد أن 17 شركة بالمنطقة الشرقية رفضت تخصيص رحلات الطيران والتعامل مع الخطوط السعودية؛ لأنها لم توفر العدد المطلوب من الرحلات لكافة حجاج المنطقة، مشيراً إلى أن حجم قطاع حملات الحج والعمرة بلغ في هذا العام 64 مليون ريال.
وطالب الظفيري بإنقاذ شركات الحج والعمرة من الخسائر لأن الخطوط السعودية قطاع عام لخدمة الحجاج وهذا الأمر من مبادئ تأسيس الخطوط، أو فتح المجال للخطوط الخليجية والسماح لها بنقل حجاج الداخل وذلك بالتنسيق مع حملات الحج والعمرة بالمملكة حتى لا تحدث أزمات في المستقبل.