أسواق النفط تتلقى مقتل بن لادن بانخفاض .. واستبعاد قطع الإمدادات بضربات انتقامية

مختص نفطي: عصر الأسعار دون الـ 90 دولارا «انتهى»
أسواق النفط تتلقى مقتل بن لادن بانخفاض .. واستبعاد قطع الإمدادات بضربات انتقامية

راكب يشاهد نبأ مقتل أسامة بن لادن صباح أمس في إحدى محطات القطار في العاصمة الكورية سيئول، وكانت وسائل الإعلام قد اقتصرت تغطياتها أمس على مقتل زعيم القاعدة.
''الاقتصادية'' من الرياض
تراجعت خامات النفط عدة دولارات أمس، بعد نبأ مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة في باكستان، على يد قوة خاصة أمريكية، نفذت العملية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد انتهائها.
لكن مختصا نفطيا قال إن العالم يعيش حاليا عصرا جديدا من عصور أسعار النفط لا تنخفض إلى أقل من مستوى الـ 90 دولارا. وبينما حذر خبراء اقتصاديون من احتمال قيام القادة برد فعل عنيف في الأمد القريب بعد مقتل بن لادن، إلا أن محللين استبعدوا أن ينجح التنظيم في قطع إمدادات النفط.
وقال طلال البذالي - مختص نفطي كويتي - إن التوترات السياسية في المنطقة قد تقفز بالأسعار إلى أرقام خيالية إذا ما تطورت الأحداث. ولفت إلى أن مستوى الأسعار سيظل عند المستوى الحالي إذا لم تصدر تصريحات سياسية متضادة من دول كبرى وإقليمية نظرا لاستمرار المشكلات في ليبيا ووجود مشكلات غير مرئية في الخليج العربي، موضحا أن انخفاض أسعار النفط لم يعد الآن أمرا واردا ''وأن عصر الأسعار دون الـ 90 دولارا قد انتهى''.
وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي أثناء تداولات أمس، فتراجع مزيج برنت 4.22 دولار إلى نحو 121.67 دولار للبرميل قبل أن تتعافى قليلا فيما بعد إلى نحو 122.85 دولار. وبلغ ''برنت'' الشهر الماضي أعلى مستوى في 32 شهرا عند 127 دولارا للبرميل. وتراجع الخام الأمريكي الخفيف 2.40 دولار إلى 111.53 دولار للبرميل.
وتركز سوق النفط على ما إذا كان نبأ مقتل بن لادن سيساعد على تقليص علاوة المخاطر المفروضة على الأسعار بسبب الحرب في ليبيا والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان النفط قد انخفض بالفعل قبل نبأ مقتل بن لادن بعد أن تسببت هجمات جوية لحلف شمال الأطلسي في نهاية الأسبوع في مقتل أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، وبعد أن قالت مصادر نفطية إن السعودية زادت إنتاجها من النفط في نيسان (أبريل).
وفي الوقت ذاته، ذهب طلال البذالي إلى أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر بشكل كبير في العالم في المستقبل القريب، لافتا إلى أن النفط هو المغذي الرئيسي لمعظم السلع في جميع المجالات وصعود الأسعار سيؤدي إلى تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي وزيادة التضخم في كل دول العالم.
وشدد المختص النفطي إلى أن الأسعار لن تعود إلى سابق عهدها، لافتا إلى أن عصور النفط السابقة ولت وانتهت، مذكرا بأسعار النفط قبل 50 عاما عندما بدأت بدولارين للبرميل ثم 20 ومن ثم 35 ثم 60 إلى أن أصبح السعر العادل كما تراه دول ''أوبك'' 80 دولارا، ولكن العصر الجديد بدأ الآن والأسعار قد تصل إلى 150 دولارا في المستقبل القريب.
ودافع عن توقعاته بالإشارة إلى أن هناك مصادر للطاقة تراجع دورها، ضاربا المثل بالطاقة النووية التي فقدت بريقها متأثرة بحادثة محطة فوكوشيما دايتشي في اليابان في أعقاب زلزال 11 آذار (مارس) الماضي وهو ما يعزز مكانة النفط كمصدر أكثر أمنا للطاقة. وألمح إلى أن الأسعار سترتفع على المدى البعيد وتستقر على المدى القصير بشكل حذر جدا وسط مخاوف من تطور الأوضاع في المنطقة.