المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: لحظة تأمل ؟ الخميس يناير 06, 2011 3:33 pm
/ \ \ / / \ / /
بعدأن لفظت السعادة احتواء بعضا منها
غفى بها الزمن إلى البعيد حيث البحث عن حلم سعيد لعل تلك الكومة الرمادية تتحول إلى رذاذ ملون
لتحلو لها الحياة كما تريد ولكن ! سرعان ما غادرتها تلك الغفوة لتجد نفسها بين أنهار الحياة المتفرعة والتي تصعب عليها حين بعد حين أنهار أوجاع قاتلة تصب في عمق الروح ودهاليزها سئمتها ولم تعد تطيق القبول باتت الروح كـ كوخ مهجور عتيقة هي أخشابه باليه حد الحطام شبابيكه تتأرجح حد الإنكسار كنبضات القلب في توقف تام حوله أسوار من جذوع الاشجار اختلف مابين ضخمة وهزيلة كأنفاس الروح في انقباض وارتداد وما كأنها إلا مدا وجزر .. يتغشاها شيء من الركود ثم الفزع المشئوم
لا بأس قليلا من الهدوء
كل شيء يكمن في وجوده جمالا روحيا مختبئا حوله حتى وإن كان في أدق التفاصيل ..
لنتأمل ذلك الكوخ حين يكون على بساط أرض خضراء والغيوم متقاربة من قمم الجبال حوله تنبثق مع كل صباح اشراقة شمس ساحرة تجعل من المكان لوحة فنية يتغنى فيها حتى الشعراء وتتفنن فيها ريشة الرسام بكل ابداع متناهي لجمالية المنظر هناك ..
أتتخيلون شكل ذلك الكوخ المهترئ بين هذا الجمال قد أصبح أجمل حين أنه بداخله تتسربل بقايا من أنفاس ساكنيه فيه يترنم الحنين ترنيمة شوق للماضي البعيد مذهلة هي كل زواياه حيث احتوت وحشة تلك الأنفاس حينما يتخذ ظلام الليل من الكون مكانه .. هدأت من روعها لحين بزوغ فجر جديد حالم بكل معانيه دافئء بإشراقته حامل لحن العصافير مع نسائم رقيقة لروح عذبة تناجيها كما لو كانت هي أنس .. وهناك إندثر العناء أياما وسنين أمام ذلك الموقد الملتهب بالنار حين يرتعش الجسد من برودة شتاء دافئة هي تنام كما لو طفل صغير في حجر أمه .. بالقرب كذلك كان مقعد خشبي ارتدته دثارة من صوف ونقش مخملي إرتكاءة من راحة ونفس عميق تتلاشى معها كبريات الأحلام المرسومة لتصبح أحلامهم هي واقع يوم يعيشونه بتواضع كما هي أشياءهم المستخدمة والتي أخذت طابع البساطة من بستان الزهر يقطفون طوق للأعناق يقلدون ولعبقها هم متلهفون فقط لأنهم يشعرون بقيمة ذلك
لحظة !
أرأيتم لم يكن ذلك الكوخ مهترئ إلا بعد أن غدرت به السنين وأخذت طفولته وريعان شبابه وما بقي منه إلا هيكلة تجسد شكله فقط دون غمار دواخله المتدفقة بكل ما حوى واحتوى هناك كان ويوما سينهار حطاما رغما عنه ستفتقده تلك العصافير المغردة والنسائم الندية ستفقده تلك التلال حوله غيوم مرت من فوقه وشمس اصيله عانقت سقفه طويلا شجر ظلل أطرافه وسور حمى ذاته من كل لحظة غادرة تحوم حوله كل هذه ستفقده .. يآه كم تعمقني شعور كم كان محبوبا ذلك الكوخ حين تبكيه الطبيعة حتى .. ! أتعلمون برغم اندثار معالمه وما بقي إلأ أطلال تبكيها المشاهد حوله إلا أن له جمالية باقية في اكتمال بهاء ذلك المكان ...!
"أخيراً"حتى وإن بقى من مكملات لوحة صامته جعلت من الخيال طريق جمالها فإن هذا الكوخ كان ركز أساسي في سعادة من سكنوه بقناعه ..
لحظة لم ينتهي الحديث فما زلنا في بداية السطر ولم نصل لنقطة تعلن لنا النهاية ؟
هكذا نحن كنا وسنكون
بدأنا صغارا وتناقلتنا مراحل عمرية إلى أن يقف بنا العمر لحظة مودعة حينها غدونا كذلك الكوخ ..! أجساد تسكنها أرواح .. تعج بخفايا وأسرار تقلبات وأختلافات أفراح واحزان ولكل منها إناء تصب فيه فلآ ندع لليأس مجال ولا للحطام مقام إن استطعمنا مرارتها يوما لابد لنا من مذاق حلو كالشهد في قادم قريب لانستعجله في عجل فكما حل الحزن متربعا على سعة الروح وقتا .. سيحل في التالي فرح ويحتل في الروح مكان لن نمقت زمنه حتى وإن كان من بضع ثواني تعقبه دقائق لسويعات قلة ارتدانا الفرح متشبثا فينا يأبى الوداع مرغما بتذكرة أهدت من شعور ألم حزين واصطدم بالروح بعد وقت ليس بالطويل من إقلاع رحلته ليعود خانقا الفرح قاتلا هو برصاص من نقص الأكسجين ..! رفع الراية منتصرا ليبدأ بحفر قبر موت الفرح لتسقم الروح وتستسلم لجيوشه المدمرة التي ستخوض معاركها معه .. ولكن هيهات لهذا كله حين يسمع النداء من بقايا متهالكة وأملاااااااااااااه ..؟
هنا كان النداء للأمل ..!
فالروح قادرة على المواجهة حين تثق بأن الله قادر على أن يبدلها لها بأعوام سعيدة حين تعتصم بالصبر والدعاء حين تقف وقفة صادقة من نفسها قبل كل شيء وبأن الدنيا لن تدوم على حال فلنقبل الحزن يوما ولـ نرحب بالفرح يوما لن ننكر الأحداث ولن نجلوا المصاب فكل حدث له شعور يتحدث عنه لن نتلبس حتى الفشل حين ندرك أننا قادرون سنخلع من أفكارنا هدم الذات وتصغير الشأن سنبقى كبارا ليس عمرا وإنما بما نحمله من قلبا وقالب ذو فكرا ناضج .. سنمقت الذل بدواخلنا ونشمخ لنسمو بعز الوجود ولكن بتواضع مرغوب لنحيا حياة البسطاء لنسعد .. لنجعل الحلم بداخلنا واقع ملموس يعانقنا يوما ويصبح حقيقة حين نحلم في حدود غير خارجة عن ايطار الواقع المحال ..
من حولك .. كنوز ثمينة فأحتفظ بهم حين لايخطئك شعور ولا احساس صادق بأن مبادئهم وقيمهم في الخير تساق بعد الله .. انتشلوا من داخل الروح أوجاع وبأرصدة الحب الأخوي زادوك حبا صحبة لن ترجحها كفة ميزان عظيمة .. الوفاء فيها شريان والصدق عروق لأوردة تنبض
لانهاية للحياة إلا بالموت .. فلا نجعل حياتنا مميتة يتفكيرنا السلبي فلن نطلق للعقل الباطني بدواخلنا المساحات ليزرع زهرا بدل الأشواك فالحياة عبور فلنجعل أيامنا فيها نقاء وهناء
فالسعادة لن تلفظنا من فوهها الكرزي يوما نحن من لفظناها بتفكير دخيل ونحن نملك مقومات القوة بعد التوكل على الخالق .. أقوياء نحن نعم لنا نشوة أصيلة بأعماقنا تدفعنا لتنحي عن الخضوع لنرتقي الهامات لنمسك قمة التفاؤل لنحلق يوما في سماء الأمل ونحقق المراد والخير للجميع .. وحين تنتهي بنا الحياة نبقى ذكرى خالدة ويبقى من يدعوا لنا في السر والعلن هنا اقتربنا من نقطة نهايتنا التي ستختار مكانها بعد سطر من السطور ..!
قد يقف البعض ويقول مجنونة هي تربطنا كـ كوخ جماد في تسلسل السرد رأيتم كيف اكتملت الصورة حين استجمعت كل زوايا العيش في ذلك الكوخ حين حوى الأرواح من متقلبات الكون من شتاء وصيف من ليل ونهار أحلام وواقع أسواره أشجاره غيومه مثلت جمالية التجسيد وكان هناك وضوح بالصور دون أي تشويش
هنا الروح بقت كذلك احتوت المشاعر باردة هي أم دافئة حزينة أم فرحة .. حولها كما أسوار الكوخ الأحبة من البشر خير الأخيار بقربك .. غيومك هي كل خير ستسقيه نفسك قبل غيرك أشجارك ثمارك التي ستقطفها قبل رحيلك بقايانا بعد الموت هي الذكر الطيب والدعاء والعلم النافع من أناس كنا وكانوا لنا في بعضنا أثر
لن نبقى هنا لوحة صامتة يوما حتى بعد الرحيل إن كان خلفنا في هذه الدنيا خير