السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تراجع أرباح الربع الثالث 2% مقارنة بالفترة المماثلة
السعودية.. تحذير السطر الأخير من إعلان "سابك" يثير قلق المتداولين
أبدى مستثمرون سعوديون قلقًا بالغًا من أن يشكل تراجع الأرباح الربعية لشركة "سابك" عامل ضغطٍ إضافي على سوق الأسهم ومؤشرها العام، لاسيما في ظل ما حمله بيان النتائج من "تحذير مسبق" بتراجعٍ آخر قد يسجله الربع الرابع لهذه السنة؛ نتيجة ركود اقتصادي دولي "قد يؤدي إلى انحسار الطلب على المنتجات في معظم الأسواق العالمية"، وفق ما ختمت به "سابك" بيانها.
وكانت أمّ الشركات السعودية قد أعلنت يوم أمس السبت 18-10-2008 عن تحقيق أرباح موحدة تعادل 21.71 مليار ريال، عن الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادةٍ مقدارها 8% عن نفس الفترة من السنة الماضية، إلا أن صافي ربح الربع الثالث تقلص 2% مقارنةً بمثيله في 2007، كما تراجع بحوالي 4% عن الربع الثاني، الذي سجلت فيه الشركة أعلى أرباح فصلية لها على الإطلاق.
الأعمدة الثلاثةوفي هذا السياق وصف خبير البورصة السعودية عبد الرحمن السماري إعلان النتائج بأنه مثير للتساؤلات؛ حيث يبدو أن ارتفاع أسعار الحديد خلال الربع المنصرم وتضاعف أرباح "سافكو" لم ينعكسا بوضوح على نتائج "سابك"، متسائلاً عما إذا كان هذان العاملان قد نجحا في التخفيف من تراجع الأداء وتعثره في شركات أخرى، مثل وحدة البلاستيك في "جنرال إليكتريك" والتي استحوذت عليها "سابك" قبل حوالي سنة ونصف، لقاء 11.6 مليار دولار.
وسجلت شركة الأسمدة السعودية (سافكو) خلال الربع الثالث من العام الحالي أكبر أرباح فصلية منذ تأسيسها، بزيادةٍ تقارب 200% عن ذات الفترة من 2007، علمًا أن "سابك" تملك 43% من "سافكو".
وفيما ألحقت "سابك" الإعلان عن نتائجها ببيان عن تخفيض جديد في سعر الحديد، لفت السماري إلى أن هذا الإجراء ربما يدلل بجلاء على دخول منتج آخر من منتجات الشركة "نهاية ذروته"، على غرار ما حدث للبتروكيماويات مؤخرًا، ما يعزز احتمال تخلي المنحنى العام للأرباح عن مساره الصاعد، باعتبار أن أداء "سابك" يرتكز على ثلاثة أعمدة هي الأسمدة والبتروكيماويات والحديد.
تبادل مراكز القيادةواعتبر السماري تحذير الشركة من آثار الركود العالمي على تسويق منتجاتها "عبارة فضفاضة" بحاجةٍ إلى مزيدٍ من التفصيل والشفافية، حتى تتضح الصورة أمام كل مساهم ومتداول للتعرف على مكامن القوة والضعف في أكبر شركات السوق.
وتعقيبًا على إغلاقها عند النسبة الدنيا أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، رأى أن "سابك" بدأت تُخْلي ساحة القيادة لشركات "المنافع العامة" مثل الاتصالات، والتي تتمتع بحمايةٍ تلقائية من مخاطر الكساد المرتفع، ما ينبئ بوقوع تبادل فعلي في المراكز بين الشركات المؤثرة، حيث تتقدم بعضها على حساب الأخرى.
كما ذكّر السماري أن ميل السوق السعودية للهبوط أثناء ترقب نتائج "سابك" هو أمر اعتيادي، ففترة الانتظار بحد ذاتها تبقى عامل ضغط إلى أن يظهر الإعلان، الذي تستوعبه السوق بعد يوم أو يومين في الأحوال الطبيعية، عكس ما هو عليه الوضع اليوم حيث لا يمكن الجزم بتأثير الإعلان ولا بطريقة تعاطي المتداولين معه.
رسالتانوبالمقابل، بدت لهجة التشاؤم واضحةً في تعليقات المتداولين حول ما ينتظر "سابك" من نتائج مخيبة للآمال على حد تعبيرهم، بعد أن شارفت الطفرة السعرية لمنتجاتها على الانقضاء.
وقال المستثمر سعود المسلط: يبدو أن "سابك" تهيئ المتداولين لصدمةٍ من العيار الثقيل في الربع الرابع، حيث لا خلاف على أن تراجع أسعار البتروكيماويات والحديد ستظهر آثاره أكثر خلال الأشهر القادمة.
واتفق العديد من المتداولين مع ما ذهب إليه المسلط، مبينين لموقعنا أن "سابك" لم تشر إلى الركود العالمي في نهاية إعلانها عبثًا، كما أنها اختارت "الوقت المناسب" للإعلان عن تخفيض سعر الحديد محددة نسبة التخفيض بدقة، وكأنها تريد إيصال رسالةٍ ما عن وضع أرباحها المستقبلية.
وأعلنت "سابك" على موقع "تداول" يوم أمس عن تخفيض سعر الطن من مختلف قياسات حديد التسليح بواقع 1245 ريالاً، اعتباراً من يوم الأحد 19 أكتوبر/ تشرين الاول 2008؛ ليبلغ مجموع التخفيض منذ أوائل سبتمبر / ايلول الماضي ما نسبته 43%.
وتوقع أنس الرشدان أن يكون هبوط أمس السبت، الذي أفقد المؤشر زهاء 5% من قيمته، مقدمة سلبية لردة الفعل المنتظرة تجاه نتائج "سابك"، حيث لا يساور أحد الشك في تسرب هذه النتائج قبل إعلانها، بدليل ما حصل قبل نصف ساعة من نهاية الجلسة حين تهافت المتداولون على بيع السهم بكميات كبيرة، ليغلق فاقدًا 10% من قيمته عند الافتتاح.
وخالف سالم الشمري هذه الرؤية معتبرًا أن الضغط على السهم مفتعل بهدف تنفير المتعاملين الصغار، تمهيدًا لـ"استيلاء الكبار" على أعداد ضخمة منه بأسعار زهيدة، مع أن نتائج "سابك" غايةً في الإيجابية على حد قوله، قياسًا بما يعتري العالم وشركاته من هزات اقتصادية.