السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكبدت سوق الأسهم السعودية خسائر حادة في تداولات اليوم السبت 18-10-2008، بلغت أكثر من 5% على مؤشرها العام، متجاهلة التطمينات التي أطلقها كبار المسؤولين في المملكة، وتؤكد في مجملها على متانة وقوة الاقتصاد السعودي، إلا أن السوق لم تكترث بهذه التطمينات، لتهبط على وقع خسائر كبيرة لعدد من الأسهم القيادية على رأسها "سابك"، الذي هوى بالحد الأقصى (10%)، في ظل توقعات تكهنات بشأن انخفاض أرباحها للربع الثالث من العام الجاري 2008، فيما سجلت السيولة أداء أقل من مستويات الأيام القليلة الماضية، لتصل إلى 6.5 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات).
ويأتي انخفاض سوق الأسهم السعودية بعد تصريحات رئيس هيئة السوق المالية الدكتور عبد الرحمن التويجري التي أكد فيها على عدم وجود ما يدعو إلى القلق في سوق الأسهم المحلية، بسبب متانة وقوة الاقتصاد الوطني ومحدودية تأثير الأزمة العالمية عليه، مشيرا في الوقت ذاته على أن التأثير شمل معظم الدول، بسبب حالة الخوف والقلق التي أصابت الأسواق العالمية من تأثيرات الأزمة العالمية.
وأضاف -في حديث للتلفزيون السعودي- أن واقع السوق في السعودية لا يتفق مع سياسات الاقتصاد السعودي، الذي يحقق معدلات نمو عالية شهد بها صندوق النقد الدولي، ولذلك لا يوجد سبب يدعو إلى الخوف والهلع في سوق الأسهم.
وبشأن الطروحات الجديدة، أكد الدكتور التويجري على أنه لا يوجد لدى الهيئة في الوقت الحالي تشريع لإيقاف الاكتتابات الجديدة، لكنه لا يتوقع أن يتقدم أحد من ملاك الشركات -في الوقت الحالي ولا في المستقبل القريب- لطرح شركته للاكتتاب في الظروف الحالية.
وهبط المؤشر العام بنسبة 5.23% تعادل 359.21 نقطة، ليغلق على 6503.94 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 267.7 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 180.2 ألف صفقة تقريبا، بلغت قيمتها حوالي 6.738 مليارات ريال.
من جانبه عزا عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري انخفاض سوق الأسهم السعودية اليوم إلى ترقب المتعاملين للنتائج المالية لشركة "سابك" عن الربع الثالث من العام الجاري 2008، في ظل تكهنات بتراجع أرباح الشركة بنسبة تترواح بين 15 إلى 20%، مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي.
لا داعي للقلق
وأضاف العمري "المتداولون في انتظار إعلانات أرباح عدد من الشركات القيادية الأخرى، لذلك بعض المحافظ الاستثمارية فضلت التريث في عمليات الشراء حتى الكشف عن هذه الأرباح، ومن ثم اتخاذ القرار الاستثماري المناسب".
وأكد على أن المخاوف التي خيمت على المتعاملين جراء الأزمة المالية العالمية، قد انخفضت إلى حد كبير، عقب التطمينات التي صدرت عن كبار المسؤولين في المملكة، بشأن متانة الوضع الاقتصادي المحلي، وعدم تأثره بما يجري على الصعيد الدولي.
مستويات مغرية
واعتبر نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية إبراهيم العلوان الأسعار الحالية لمجمل الشركات المتداولة في السوق تحوم حول مستويات مغرية وجاذبة، وهي هدف للمحافظ الاستثمارية بعيدة المدى، مضيفا "هناك العديد من الفرص الآمنة للبناء للمراكز المالية رغم تداعيات الأزمة العالمية".
وتابع العلوان -في حديثه مع صحيفة الوطن السعودية- "إن الثقة في سلامة القطاع المصرفي من تداعيات مباشرة من أزمة الائتمان العالمية ساهمت في تعزيز الثقة لدى المتعاملين، وظهرت ردة الفعل إيجابية بتدافع القوى الشرائية، أو حتى رفع العروض المتراكمة".
وعن تعاملات الأسبوع المقبل، قال "نراقب ثبات العامل النفسي ومدى تقبل فكرة عدم الربط الكلي والتشاؤم المطلق لتداعيات الأزمة العالمية، إضافة إلى تحري نتائج شركة سابك، ولكن أخشى من التفاعل السلبي مع أية تراجعات للبورصات العالمية".
وألمح الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية إلى أن أبرز القطاعات البعيدة عن أية تداعيات لتباطؤ الاقتصاد العالمي، تتمثل في القطاع العقاري وقطاع الكهرباء والاتصالات، إضافة إلى قطاع الإسمنت.
وحول استراتيجيات الوسطاء الماليين -في ظل الظروف الراهنة- قال "إن مديري المحافظ يعمدون إلى نصح عملائهم بعد معرفة مقدار تحملهم للمخاطر، على الشروع في اقتناص العديد من الفرص بأسهم شركات مختارة وفي قطاعات مختلفة"، مستدركا "هناك بعض القطاعات فقط تحتاج قليلا من الوقت لمعرفة التداعيات على الشركات التي تستهدف -في منتجاتها- الأسواق العالمية".
من جانبه قال الخبير المصرفي فضل البوعينين "إن تعاملات السوق شهدت -خلال الأسبوع الماضي- عمليات شراء كبيرة بأهداف استثمارية خاصة من صناديق المؤسسات الحكومية، وهي لا تستهدف التطوع لدعم السوق بقدر ما هي نظرة ثاقبة وانتهاز لفرص حقيقية تتفق مع استراتيجياتها الاستثمارية".
عوائد سنوية وأشار إلى أن تلك المؤسسات تؤمن بأن الفرص تأتي من قلب الأزمات، وهي لا تتردد في اقتناصها، معتبرا أن أهدافها استثمارية قائمة على تحقيق العوائد السنوية، وهي متوفرة الآن وبنسبة تصل إلى 10% في العديد من الأسهم، إضافة إلى إغراء ما ستتحصل عليه من أرباح رأس مالية من تصاعد القيم السوقية.
وأضاف البوعينين "من المؤسف أن نشهد تدافعا على عمليات البيوع من قبل المحافظ الصغيرة والتفريط في أسهم شركات استثمارية وبخسائر كبيرة"، معتبراً الوضع الحالي استثنائياً وأزمة نفسية ربطته بالأزمة العالمية، وستبقي معدلات التنمية الداخلية وسير المشاريع الحكومية ومشاريع القطاع الخاص مطمئنة".
وحول تأثيرات أي تباطؤ للاقتصاد العالمي على بعض الشركات السعودية، قال "معظم شركاتنا داخلية، بمعنى أن منتجاتها موجهة للسوق المحلية مع وجود حالات استثنائية لبعض القطاعات كالبتروكيماويات، إلا أنه قال "حتى قطاع البتروكيماويات لا يمكن أن يتوقف، إن معظم الصناعات من حولنا تعتمد -بشكل كبير- على المنتجات البتروكيماوية".
وانخفض سهم "سابك" بنسبة 9.95%، مسجلا سعر 95 ريالا، وسهم "الراجحي" بنسبة 6.88% ليغلق على سعر 77.50 ريالا، وسهم "اتصالات" بنسبة 3.08% إلى 62.75 ريالا، و"زين" بـ2.90% إلى سعر 15.05 ريالا.
أرباح الشركاتعلى جانب أهم أخبار السوق، حققت شركة مجموعة محمد المعجل أرباحا صافية عن التسعة أشهر الأولى من العام الجاري بلغت 534 مليون ريال، مقابل 458 مليون ريال لنفس الفترة من عام 2007م، بزيادة قدرها 16.6%، وذلك بعد خصم الزكاة الشرعية.
أبرمت الشركة السعودية للنقل الجماعي عقداً لمدة 5 سنوات مع إحدى الشركات المحلية المتخصصة في مجال خدمات الإعلان.. نالت بموجبه حق الإعلان على عدد 300 حافلة من حافلات الشركة بقيمة إيرادية قدرها 50 مليون ريال اعتبارا من بداية 2009.