السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محت سوق الأسهم السعودية خسائر وصلت إلى 8% مع نهاية تداولات اليوم الأربعاء 15-10-2008، ليغلق المؤشر على مكاسب طفيفة بنحو 0.5%، بدعم أساسي من ارتفاع عدد من أسهم قطاعي البتروكيماويات والبنوك، التي شهدت عمليات شراء قوية قبيل إغلاق الجلسة، الأمر الذي ساهم بشكل رئيس في تحويل الهبوط الحاد للمؤشر العام منذ بداية التعاملات إلى إغلاق أخضر، رغم انخفاض أسعار 94 سهماً، فيما واصلت السيولة تسجيل مستويات نشطة فوق مستوى 10 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
من جانبه أكد رئيس شركة الفريق الأول للاستشارات المالية الدكتور عبد الله باعشن على أنه كان لا بد أن تتأثر البنوك خلال الفترة الماضية بتداعيات الأزمة العالمية "لكن ليس بهذه الصورة، مضيفاً "هناك بنكان سعوديان أعلنا صراحة أنهما وضعا احتياطيات حتى لا يتأثر عملاؤهما، وأنه من المنطقي أن تتأثر البنوك بتباطؤ الاقتصاد العالمي".
تأثير محلي ويرى باعشن أن "سابك" لها وضعية خاصة في قطاع البتروكيماويات، إذ إنها شركة متعددة الأنشطة، وأن سهم الشركة تعرض للتأثير محليا وخارجيا، فالتأثير المحلي نتيجة للظروف النفسية، أما التأثير الخارجي فهو يكمن في الاقتصاد العالمي، لكن يجب ألا يكون تأثيرا جوهريا.
وأكد باعشن أن تركيبة الشركات السعودية المساهمة تجعل السوق بمنأى إلى حد بعيد عن الأزمة العالمية الراهنة، فالشركات في القطاع العقاري تملك أصولا مهمة، من المأمول أن يدرك المستثمرون فيها ذلك، إنها توزع أرباحا أعلى من معدل الفائدة، وكذلك شركات الأسمنت والزراعة" رغم تأثر الأولى من ناحية التصدير والثانية بتراجع الدعم الحكومي لزراعة القمح.
وزاد أنه من المتوقع أن يكون التأثير السلبي الأكبر في قطاعي الاستثمار المتعدد والتأمين.
من جانبه أكد الإعلامي الاقتصادي نبيل المبارك أن أرباح البنوك المرتفعة التي أعلنت، تعد مؤشراً واضحاً على ضعف ارتباط السوق المالية السعودية بالأوضاع الراهنة عالميا.
وأضاف "ودائع البنوك السعودية محمية 100% على عكس الأسواق العالمية، وهذه ميزة للاقتصاد السعودي، ولا يمكن أن يتعرض أحد البنوك للإفلاس وكان للمملكة تجربة مع مصرفين وكانت تجربة واضحة على ذلك؛ حيث لم يشعر أحد بضرر من انهيار هذين المصرفين".
نفسية المستثمرين وقال "من يعرف أساس الأزمة يدرك الأوضاع الحقيقية.. فأساس الأزمة كان في أدوات الدين التي تم بيعها على الشركات الاستثمارية ولذلك ليس لدينا شركات استثمارية لها علاقة بالأزمة والبنوك المحلية لم يكن مسموح لها أن تتعامل بهذه الأوراق، ربما يكون هناك متضررون، ولكن بشكل فردي وبسيط".
وعزا المبارك خسائر الأيام الماضية إلى أمور نفسية لدى المستثمرين في المقام الأول بسبب غياب التوضيح الحقيقي من قبل كثير من وسائل الإعلام في المنطقة، ولذلك تأثر الأفراد بسبب خوفهم واتجاههم للبيع.
وأبدى المبارك استغرابه من عدم اتخاذ قرار بإيقاف السوق المالية بعد هبوط السوق إلى الحدود القصوى خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي، مضيفاً "لا ننسى أن دولا رأسمالية كبرى أوقفت أسواقها وضربت بعرض الحائط كل المبادئ الاقتصادية، والقضية تجاوزت الاقتصاد إلى حماية المجتمع".
وشدد المبارك على أهمية أخذ تدابير احتياطية في حال عدم إيقاف التعاملات في السوق المالية، ومنها تأخير عمليات التسوية كخيار ناجح أمام هذه الأزمة، معتبرا أن المستثمرين في الوقت الحالي بحاجة فقط لإعادة الثقة، وهو ما يتطلب خطابا مباشرا كما حدث في أوقات سابقة.
وارتفع المؤشر العام بنسبة 0.5 %، تعادل 34.18 نقطة، ليغلق على 6863.15 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 403.7 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 231.7 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 10.3 مليار ريال.
هبوط حاد من جهته عضو جمعية الاقتصاد السعودية أكد مطشر المرشد أمس، أنه "لا يوجد أي مبرر لاستمرار فترة الهبوط الحاد للسوق المالية السعودية، خاصة بعد الإجراءات التي تم اتخاذها والتصاريح الرسمية بأنه ليست هناك مخاطر على القطاع المالي.
وقال "خلال الأسابيع القليلة الماضية كان هناك طرح مكثف لأذونات الخزانة، والتي بتزامنها مع طرح عدة اكتتابات ورفع نسب الاحتياطيات النظامية إلى ما فوق 13% تسببت كل هذه القرارات بحدوث نقص بنسب السيولة على المدى القصير" .
وأضاف في حديثه لـ "الاقتصادية" أن البنوك تبرر عدم توجهها لساما واستخدام اتفاقية إعادة الشراء "الريبو" سببه إبقاء سعر فائدة الريبو متوقفا عند 5.5% لفترة طويلة من الزمن، مما دفع البنوك نحو التنافس على ودائع الأفراد متوسطة الأجل لترتفع أسعارها بشكل سريع، وهذا أعطى انطباعا بأن هناك نقصا حادا في السيولة.
ورحب المرشد بالخطوات التي تتخذها مؤسسة النقد العربي السعودي، لمعالجة نقص السيولة على المدى القصير، مشددا على أن ذلك "يتطلب الحد من طرح أذونات الخزانة واتخاذ مزيد من إجراءات التخفيض في أسعار الفائدة حتى يصبح الفارق بين الريبو والريبو العكسي عند 50 نقطة.
وزاد سهم "سابك" بنسبة 1.69% مسجلا سعر 105 ريالات، وسهم "الراجحي" بنسبة 1.53% ليغلق على سعر 82.50 ريال، وسهم "سافكو" بنسبة 9.98% إلى 176.25 ريال، و"سامبا" بـ 81.75% إلى سعر 81.75 ريال.