مقترح لإنشاء منطقة حرة في الحدود الشمالية للاستفادة من اقتصادات الدول المجاورة

خالد الفوزان يسلم الدكتور علي التواتي شهادة تقدير بحضور سليمان الفالح.
''الاقتصادية'' من جدة
دعا مستشار اقتصادي إلى فتح آفاق استثمارية جديدة في المناطق الحدودية الشمالية، مشيدا بما تتميز به من موقع جغرافي يدعم المناخ الاستثماري، مشيرا الى أن مناطق المملكة الحدودية حظيت بنصيب من التنمية عبر مراحلها المختلفة بدءاً من اعتماد الملك المؤسس على مدخل التنمية المباشرة للمواطنين، بعد توحيده السعودية في المراحل المبكرة التي تم خلالها إيصال خدمات معيشية مباشرة للمواطنين.
وقال الدكتور علي التواتي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز والمستشار الاقتصادي، في محاضرة ألقاها في ديوانية جدة أخيراً بعنوان ''آفاق الاستثمار في المناطق الحدودية'' إن الاستثمار في المناطق الحدودية يحتاج إلى متطلبات خاصة تختلف عن المتطلبات الاستثمارية في باقي المناطق، وذلك لبعدها عن المراكز الحضرية ومراكز الثقل الاقتصادية الرئيسة في كثير من الأحيان، ما لم تتمتع هي ذاتها بثروات طبيعية خاصة أو بمواقع جغرافية أو ميزات اقتصادية أو استراتيجية لا تتوافر لغيرها من المناطق.وأشار التواتي إلى أنه يتوقع، في حالة استكمال متطلبات الاستثمارات الحدودية المشتركة، خلق فرص استثمارية جديدة قد لا يمكن توافرها بالإمكانات الذاتية للقرى والمراكز الحدودية، وذلك من خلال ما يعرف بأثر حرية التجارة. وتطرق المستشار الاقتصادي إلى آفاق الاستثمار في الحدود الشمالية، مبيناً أنه رغم صغر المساحة التي تحتلها منطقة الحدود الشمالية على خريطة السعودية، إلا أنها في الواقع منطقة كبيرة ومترامية الأطراف، فالمسافة بين أبعد نقطتين من حدودها الشمالية والجنوبية تصل إلى نحو ألف كيلو متر، وتلتقي بحدود مباشرة طويلة مع دولتين هما العراق في الشرق والأردن في الشمال.
وتابع ''منطقة الحدود الشمالية الاقتصادية الحرّة التي ننشدها هي منطقة جديدة في محتواها ومهامها وتتناسب مع موقع المنطقة الاستراتيجي المهم بصفتها البوابة الشمالية المنفتحة على الدول العربية الشمالية وبالتالي، على دول البحر المتوسط، وباقي الدول الأوروبية. كما أن هذه المنطقة يمكن في حال استقرار العراق أن تنفتح على منطقة ''الأنبار'' العراقية ومنها إلى باقي العراق وإيران وروسيا وباقي الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق، ومنها عبر طريق الحرير المار بهذه الدول إلى الصين والدول الشرقية. ولفت الدكتور علي إلى أنه يمكن إنشاء منطقة عالمية حرّة متعددة الأغراض والنشاطات الاقتصادية والتعليمية، لتجميع وتبادل مختلف البضائع والمنتجات الثقيلة والخفيفة القابلة للتصدير وإعادة التصدير، والتأجير عبر الحدود، من المملكة وإليها، والاستفادة من الخبرات التعليمية والتدريبية المتوافرة في الدول العربية الشمالية وتركيا في توطين بعض التخصصات العلمية والفنية التي تحتاج إليها المملكة.
وكشف أن الغرض الأول والرئيس من إنشاء هذه المنطقة الحرة هو توفير فرص وظيفية كافية لاستقطاب الكفاءات المحلية في نشاطات اقتصادية تتميز بالتنوع والاستقرار الوظيفي ومستوى الدخل المرتفع، وتحويل منطقة الحدود الشمالية إلى منطقة جذب سكّاني لتعزيز مكانتها الاستراتيجية والإسهام في إعادة دورها الذي فقدته بعد توقف خطّ (التابلاين)، وهو الإسهام في تسريع الهجرة العكسية من مراكز الاستقطاب السكّاني الكبرى مرّة أخرى باتجاه الأطراف، مما سينعكس بدوره انعكاساً مباشراً على تعزيز الأمن الوطني. ويمكن أن تتكون المنطقة الحرة مبدئياً من العناصر التالية: ميناء بري ومرافق تخزين وشحن وتفريغ لكميات هائلة من البضائع والمنتجات، إنشاء مركز لتجميع العربات والمعدات المجهزة للتأجير عبر الحدود مع مختلف دول العالم المجاورة والبعيدة، معرض إقليمي دائم لأحدث العدد والمكائن والسيارات الجديدة والمستعملة المعفاة من الرسوم الجمركية بغرض التصدير، على أن يكون مفتوحاً للاستثمار من قبل الشركات الأوروبية والأمريكية والآسيوية، معرض دائم للأثاث الأوروبي والعالمي دون رسوم بغرض التصدير، منطقة سكنية متكاملة قادرة على استيعاب كل العاملين في المنطقة الحرّة وعائلاتهم، مجموعة من الموتيلات منخفضة ومتوسطة الإيجار للزوار والعابرين من المنطقة، فندق من فئة الخمس نجوم لكبار رجال الأعمال ويستفاد منه كمركز حضاري، ومركز لإدارة الأعمال وعقد الصفقات، كلية للطب في تخصصات وثيقة الصلة بالأمراض المتوطنة في المملكة، كلية صيدلة ومركز أبحاث على النباتات والأعشاب العلاجية، ومعهد متقدم للميكانيكا وإصلاح المكائن والعربات الثقيلة. بدوره، طالب رجل الأعمال خالد الفوزان نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان، بتسهيل الإجراءات حتى يجد الاستثمار مناخا مشجعا في المناطق الحدودية وللاستفادة من الميزة النسبية التي تتميز بها تلك المناطق. وشهدت المحاضرة عدة نقاشات بحضور جمع من رجال الأعمال والاقتصاديين. وفي نهاية اللقاء، كرّم الفوزان الدكتور علي التواتي على محاضرة ومشاركة ملتقى ديوانية جدة الاقتصادية .