دور المرأة المكية في الحركة الفكرية في القرن التاسع الهجري
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Big Boss
عدد الرسائل : 2011 العمر : 47 الموقع : https://aleraqi.alafdal.net العمل/الترفيه : الرئيس العام لمجموعة منتديات عائلة العراقي المزاج : توكلت علي الله في عملي ورزقي مزاجي : رقم العضوية : رئيس المنتدي تاريخ التسجيل : 07/08/2008
موضوع: دور المرأة المكية في الحركة الفكرية في القرن التاسع الهجري الأربعاء يوليو 07, 2010 5:52 pm
أم هانئ زينب ابنة التقي [color=#4169e1](ت 885هـ/ 1480م)(26)، عالمة ورحالة،
أجازت لأخيها النجم بن فهد والسخاوي(27)، وكمالية ابنة نجم الدين محمد بن أبي الخـير (ت 866هـ/ 1461م)(28).
وست الأهل ابنة تقي الدين بن فهد (ت 891هـ/ 1486م)، حضر بها النجم بن فهد على عدد من العلماء، وسمعت الكثير عليهم، ورحلت إلى عدد من المدن الإسلامية، أجاز لها ابن حجر، والبرهان الحلبي وغيرهما(29). ومن أبرز النساء، كذلك زينب بنت أحمد بن محمد بن موسى الشوبكي المكي (799 - 886هـ/ 1397 - 1481م)(30)، التي أخذت الكثير من العلوم الإسلامية على يد علماء مكة المكرمة والقادمين إليها، فقد حضرت في الخامسة من عمرها على البرهان بن صديق، وسمعت منه "سنن ابن ماجه"، وكتاب "أخلاق النبي ، وجزءاً من حديث أبي يعلى الخليل، ومجلساً من "الملل" وجزءًا من "حديث الإفك"، وحدثت بها مع جميع "سنن ابن ماجه" سمع منها عمر بن فهد وغيره، كما حدثت ببعض الكتب، وأجاز لها في سنة (805هـ/ 1402م) كثير من العلماء. ومن أبرزهم العراقي، والهيثمي، والمراغي، والشهاب الجوهري، وأبو الطيب السمولي، والمجد اللغوي، وعائشة بنت محمد بن عبدالهادي، وكانت كثيرة العبادة مباركة صالحة(32). وحصل العديد من نساء الحرمين الشريفين على إجازات بالمراسلة من علماء الأقطار الإسلامية، وهناك من نساء الحرمين الشريفين من أجزن بالاستدعاءات؛ أي: أن المستجيزين كتبوا إليهن استدعاءات يطلبون فيها إجازاتهن، ويتضح ذلك من خلال إجازات العلماء لهن في السنوات الأولى من عمرهن، ومثال ذلك: صفية ابنة ياقوت بن عبدالله الحبشي المولودة سنة (804هـ/ 1401م)(33)، خالة النجم بن فهد، فقد سمعت من الشيخ نور الدين بن سلامة، وأجاز لها في سنة (805هـ/ 1402م) وما بعدها، المرجاني، وابن صديق، وأبو بكر المراغي، والعراقي، وعائشة بنت عبدالهادي، وعبدالكريم بن محمد بن عبدالكريم الحلبي وجماعة كثيرون، أخذ عنها ابن فهد، وقرأ عليها وروى عنها بعض الأحاديث وأجازت للسخاوي(34)، وكذلك أم هانئ فاطمة بنت محمد بن حسن القرشي الزبيري الفاقوسي (المولودة سنة 788هـ/ 1486م)(35)، التي أسمعها أبوها في صغرها من التنوخي، وقد أخذ عنها النجم بن فهد(36)، وكمالية ابنة العلامة نجم الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المكي الشهير بالمرجاني (794 - 880 هـ)(37)، التي سمعت في صغرها على كثير من العلماء، وأجازها، البرهان الشامي، وأحمد بن خليل العلائي، والسويداوي، والحرستاني، وابن الشيخة، والعراقي، والهيثمي وغيرهم، وحدثت وسمع منها الفضلاء في مكة المكرمة، وكانت إلى جانب التحديث تجيد القراءة والكتابة، وقد أخذ عنها النجم بن فهد الكثير من الأحاديث الشريفة(38)، ورقية ابنة الشيخ عبدالقوي بن محمد بن عبدالقوي المكي (ت 874هـ/ 1469م)(39)، التي أجازها في سنة (805هـ/ 1402م) البرهان بن صديق، والحافظ الهيثمي، والحافظ العراقي، وقد أخذ عنها النجم بن فهد(40)0 كما عرفت من نساء الحرمين الشريفين، أم الحسن بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن عبدالمعطي بن مكي بن طراد الأنصاري (ت 824هـ/ 1421م)(41)، والتي سمعت من زينب ابنة أحمد ابن ميمون التونسي "البلدانيات" للسلفي(42)، وأجاز لها العالم المحدث صلاح الدين العلائي، وسالم المؤذن، والعز بن جماعة، ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة، وكذلك أجاز لها إخوتها الشهاب الحنفي، والجمال بن عبدالمعطي، غير أنها لم تحدث(43)، وكذلك حُسن ابنة الشيخ محمد الحافي بن حسن السعدي المكي (ت 842هـ/ 1438م)(44)، التي سمعت من التقي البغدادي في سنة (768هـ/ 1366م)، والكمال بن حبيب، والعز بن جماعة، وحدثت بذلك، وسمع منها كثير من العلماء، ومن أبرزهم النجم بن فهد(45)، وكذلك صفية ابنة محمد بن محمد بن عمر البسكري المدنية نزيلة مكة كانت واعظة مشهورة (ت 845هـ/ 1441م)(46)، سمعت على جدها وعلى البرهان بن صديق "الأربعين المخرجة"(47)، وزينب بنت يوسف بن إبراهيم بن أحمد البنا المدنية (ت849هـ/ 1445م)(48)، سمعت من أبيها سنة (879هـ/ 1474م)، نسخة "ابن مسهر"(49)، وقد أنابها الشهاب أحمد بن علي الجزري بسنده، وسمعت من البرهان بن صديق "الأربعين المخرجة" للحجار بحضوره عليه، وأجاز بها ابن الذهبي، وابن قوام، وغيرهما، وأخذ عنها النجم بن فهد وغيره من العلماء(50). وكمالية ابنة محمد بن أحمد بن قاسم العمري الحرازي (757 - 849 هـ/ 1357 - 1444م)(51) والدة قاضي مكة وفقيهها أبي السعادات بن ظهيرة، فقد سمعت من عمتها فاطمة بعض "المصابيح" للبغوي(52)، وأجيزت وأجازت لكثير من العلماء، ومن أبرزهم الشهاب أحمد علي الحنفي، وعلي بن عيسى المصري، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن جماعة، وفاطمة ابنة أحمد بن ظهيرة، وعبدالوهاب القروي، وكانت مميزة لها فاعلية في المجتمع المكي، مشهورة بالتزامها، ذات عفة ودين(53)، وكذلك مؤنسة خاتون المدعوة فاطمة ابنـة محمد بن علي بن محمد بن هبيرة بن الحسن بن يوسف (ت 851هـ/ 1447م)(54)، ابنة المحدث المسند شمس الدين أبي عبدالله القرشي البكري المكي المعروف بابن سكر من نسل أبي بكر الصديق ]، فقد سمعت الكثير من والدها والنشاوري، وابن صديق، وأجاز لها البرهان القيراطي، والحافظ الزين بن رجب، وأبو هريرة الذهبي، وآخرون(55)، ونستشهد بنص تاريخي من ابن فهد يؤكد عمق معرفتها، واتساع محيط علمها يقول: "سمعت مجلساً من أمالي أبي الحسن، وجزء أيوب السختياني، وفوائد ابن ماسي، والمسلسل بالأولية، والأربعين المخرجة، وثلاثيات البخاري، وحدثت وكانت خيرة مباركة"(56). وكمالية ابنة العفيف عبدالله بن محمد بن علي العجمي المكي (ت898هـ/ 1492م)(57)، خالة العز بن فهد وإخوته، أجاز لها الكثير من العلماء، وكانت مشهورة بمعرفتها في الكتابة، كما كانت معروفة ببرها وصدقاتها على الفقراء(58). وهكذا فإن الإجازات العلمية قد ساعدت على تطور ونمو الحركة المعرفية والعلمية في مكة، فانتشرت المؤلفات، وتبودلت الرسائل والمكاتبات، وكانت من أهم الأسباب في انتشار الكتب والمؤلفات على ساحة العالم الإسلامي عامة، وساحة مكة المكرمة خاصة، وعلى الرغم من شمولية بعض الإجازات وكثافتها فإن الإجازة كانت من أهم عوامل التبادل الثقافي بين مدن الحجاز، وكانت طريقة من طرائق رواية وتدريس مؤلف في غياب المعرفة المكتوبة. كما كانت هناك مراسلات علمية بين نساء بلدان الحجاز وغيرها من البلدان، مثل: بديعة ابنة السيد نور الدين أحمد الإيجي (المولودة سنة 845هـ/ 1441م)(59)، والتي كانت بينها وبين السخاوي مراسلات علمية عدة(60). وأسهمت المرأة في التأليف مثل: خاتون بنت محمد بن علي بن عبدالله الحطيني الأصبهاني(61)، التي ألفت كتباً عدة منها: كتابها "الموسوم المرموز من الكنوز"، في خمسة مجلدات، وقد ذكرها المحب الطبري في المشيخة التي خرجها للسلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن، كما ذكرها ابن مسدي في معجمه(62)، كما ألفت أم الهدى عائشة ابنة الخطيب الطبرية كتاباً في التاريخ يختص بأسرة الطبري(63). وبلغ من علمهن في الحديث أن يتبحرن فيه، وبلغن منزلة عالية، ولقد أخرج لهن النجم بن فهد كتاباً جمع فيه مشايخهن في الحديث، مثل: أم المساكين زينب ابنة عفيف الدين أبي محمد عبدالله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي المكي (ت 846هـ/ 1442م)(64)، التي أجاز لها كثير من العلماء، من أبرزهم ابن أميلة والصلاح بن عمر وحسن الهبل، وأجاز لها جمع من علماء القاهرة ودمشق، وحدثت وسمع منها الكثير من العلماء(65). وسارة ابنة عمر بن عبدالعزيز بن جماعة الكناني (ت855هـ/ 1451م)(66)، التي أخرج لها النجم بن فهد كذلك كتاباً(67)، جمع فيه شيوخاً بالسماع والإجازة(68). ولم يقتصر دور المرأة على انخراطها في العلوم الشرعية فقط إضافة إلى معرفتها بالعلم، فقد شاركن في التطبيب، مثل: الشيخة فائدة (ت 872هـ/ 1467م)(69)، التي كانت تعمل قابلة للنساء(70)، وأم الخير ابنة أحمد بن محمد المطري المكية الشهيرة بالمطرية، وتسمى سعيدة (ت861هـ/ 1456م)(71)، التي عملت مولدة للطبقة الراقية من المجتمع المكي، وهي التي أجيزت من كثير من علماء مكة، ومن أبرزهم العراقي، والهيثمي، وابن صديق، والزين المراغي، كما أجازت للسخاوي وغيره(72). ولعل دور المرأة العلمي يظهر لنا من خلال العلماء المحدثين الكبار في الحرمين الشريفين، حيث إن كثيراً منهم أخذ عن نساء الحرمين؛ مما يدل على علو شأنهن خاصة أسرة ابن فهد(73).
دور المرأة المكية في الحركة الفكرية في القرن التاسع الهجري