السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
</IMG> |
أخيرًا رأت سوق الأسهم السعودية، الإغلاق باللون الأخضر في نهاية تعاملات اليوم الأحد 12-10-2008، بدعمٍ من ارتفاع جيد لسهم "سابك" بأكثر من 6%، و"الراجحي" بحوالي 3.5%، وتبعهم أسهم شركات الاتصالات، وإن كان انخفاض غالبية أسهم البنوك قد حدَّ من مكاسب المؤشر الذي لا يزال عند أدنى مستوياته في أكثر من 4 سنوات.
ويأتي ارتفاع للسوق اليوم بعد عدة جلسات من الخسائر الفادحة التي تكبدتها منذ العودة من عطلة عيد الفطر، مع استمرار نشاط حركة السيولة التي تجاوزت الـ7 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات)، فيما يرى محللون أن السوق تفاعلت بشكلٍ إيجابي مع قرارات مؤسسة النقد العربي السعودي التي صدر اليوم بشأن تخفيض سعر الريبو للمرة الأولى في 20 شهرا اليوم الأحد إلى 5% بدلاً من 5.50%، وخفضت اشتراطات الاحتياطي إلى 10% من 15%.
من جهته قال وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف: "نعتقد أن انخفاض سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الحالية غير مبرر، إن شاء الله، تعود السوق للاستقرار".
وأشار في حديثه للتلفزيون السعودي إلى أن كثيرًا من قطاعات السوق في وضع ممتاز، فمثلاً النتائج التي أعلن عنها في الربع الثالث للعام الحالي للبنوك السعودية أظهرت نتائج ممتازة، وأنها لم تتأثر بأزمة الرهن العقاري في أمريكا، ولذلك عندما نرى بعض الانخفاض الذي حدث نعتقد أنه انخفاض غير مبرر.
وارتفع المؤشر العام بنسبة 0.34% تعادل 19.74 نقطة، ليغلق على 5814.6 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 322.6 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 174.8 ألف صفقة تقريبًا، بلغت قيمتها حوالي 7.087 مليار ريال.
من جانبه أكد الإعلامي الاقتصادي نبيل المبارك على عدم وجود رابط قوي أو مباشر بين السوق السعودية، وما يجري على صعيد الاقتصاد العالمي، وإن تحدث البعض عن مثل هذا الرابط، فهو رابط غير واقعي أو منطقي.
ويرى أن هناك محافظ استثمارية محلية تقوم بعمليات شراء شديدة الانتقائية على مجموعة من الأسهم المحددة، الأمر الذي يفسر تقليص الخسائر التي يمنى بها المؤشر العام تباعًا خلال الجلسة.
وطالب المبارك من المسؤولين بمزيدٍ من الإفصاح والشفافية لتهدئة الوضع المتفجر نتيجة الأزمة العالمية وسط جمهور المستثمرين في السوق السعودية، والتصدي السريع للأخبار الخارجية السيئة والتي قد تزيد من حالة فقدان الثقة بالرد على مدى تأثيرها على السوق المحلية، معتبرًا أن السوق في المرحلة الحالية بحاجة لمعالج نفسي يعرف متى وكيف يتحدث، لا إلى خبراء اقتصاد صامتين.
اسباب الازمهوقال: "اقتصاديًا ليس هناك أي رابط حقيقي ومباشر للسوق السعودي مع الأزمة العالمية الراهنة، للأسف كانت هناك بعض الآراء التي زادت من سوء الوضع سواء لمحللين أو لرئيس هيئة سوق المال السعودية والذي لم يوفق في تصاريحه ولم يتمكن من تحديد أسباب الأزمة وتحدث عن أمور بعيدة كل البعد عن الأزمة على عكس تطمينات مؤسسة النقد عبر تصريحات الدكتور محمد الجاسر، والذي تمكَّن عبرها من تهدئة الأوضاع في السوق قبل إقفال الأربعاء".
وأضاف: نعم نحن جزء من العالم ومن الطبيعي أن نتأثر، ولكن ليس هناك رابط مباشر حتى تتأثر السوق السعودية من هذه الأزمة إلى حدٍّ أكبر من بعض الأسواق ذات الارتباط المباشر بالأزمة".
وأبدى المبارك استغرابه من عدم اتخاذ قرار بإيقاف السوق المالية بعد هبوط السوق إلى الحدود القصوى خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي..
من جهته أكد محلل الأوراق المالية ثامر السعيد أن ما يحدث في سوق الأسهم السعودية "ليس سوى نتيجة هلع المتعامل، السوق تشبعت بيوعًا.. السوق تفتح أبوابها من جديدٍ للاستثمار".
هلع المستثمرينوأشار إلى أن نتائج شركتي البولي بروبلين وسافكو إيجابية جدًا، حيث تكمن أهمية نمو أرباح سافكو أنها تجيء في الربع الثالث، وهو الربع الذي تكشفت فيه الأزمة العالمية.
وأكد السعيد أن عديدًا من الشركات في قطاع البتروكيماويات "قيمها السوقية منافسة ومكرر الربحية جيد، إنها إشارات إيجابية واضحة، لكن هلع المستثمرين هو الذي يطغى على الموقف".
ويحذر المحلل المالي والفني خالد مانع أن إغلاق مؤشر السوق على انخفاضات متتالية دون الإقفال على اللون الأخضر سيزيد من حدة المخاوف والهلع في نفوس المتداولين، متمنيًا أن تكون هنالك تدخلات سريعة من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذ الموقف.
وأضاف في تصريحاتٍ لصحيفة الوطن: "تفاعل المتداولين مع النتائج المالية الإيجابية لبعض الشركات لم يكن بالشكل المطلوب؛ نظرًا لتأثر أسهم هذه الشركات بالأداء السلبي للسوق"، مشيرًا إلى أن متابعة الأخبار الدولية باتت الشغل الشاغل لكثيرٍ من المتعاملين.
وزاد سهم "سابك" بنسبة 6.44% مسجلاً سعر 86.75 ريال، وسهم "الراجحي" بنسبة 3.40% على سعر 68.25 ريالاً، وسهم "اتصالات" بنسبة 1.76% إلى 57.75 ريالاً.