تعـويم الـيـوان الـصينـي أو لعـبة الـغـرب الخـطـرة
كاتب الموضوع
رسالة
المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: تعـويم الـيـوان الـصينـي أو لعـبة الـغـرب الخـطـرة الجمعة مارس 12, 2010 10:15 pm
ما زالت الصين تتعرض للضغوط الغربية الهادفة الى تعجيل رفع قيمة اليوان مقابل العملات الرئيسية الأخرى ولاسيما الدولار. ارتفاع الفائض التجاري الصيني والتضخم عاملان يعتبرهما الغربيون سببا كافيا من اجل أن تتحرك الصين باتجاه الهدف الذي يسعون اليه.
الى أي مدى يمكن القول ان الطريق المخطط لسلوكها هي الطريق الصحيحة؟ وما الدروس التاريخية التي يجب تعلمها للتخفيف من الضغط على الصين، حتى لا يدفع الجميع ثمن خطأ يرتكبه فريق واحد؟
أمثولة اليابان في نهاية القرن العشرين يجب على الجميع التعلم منها. في سبعينات وثمانينات القرن الماضي نجحت الضغوط على اليابان في دفعها الى تعويم الين. هذا الامر اتاح للشركات الاميركية المزيد من القدرة على المنافسة في الاسواق الخارجية وأدى حتما الى تراجع الفائض التجاري الياباني.
منذ العام 1971 وحتى ال 1995 ارتفعت قيم ةالين من 360 مقابل الدولار الى 90 ين. الهدف المنوي بلوغه بقي بعيد المنال. بمعنى:
الفائض التجاري الياباني بلغ في السبعينات ما معدله 2% من مجموع الأداء الاقتصادي الياباني، في الثمانينات ارتفع الى 5% بصورة معاكسة للمراد له، وفي العقد الاول من القرن الواحد والعشرين بلغ 4% . في هذا الوقت كان الين يرتفع بصورة جنونية.
النتيجة : تعويم الين لم يؤدّ الهدف المنشود منه اميركيا. هذا لم يؤد اي خدمة للاميركيين واضر جدا باليابانيين الذين غاصوا في هذه الفترة في انكماش اقتصادي وبالطبع السياسة النقدية كانت مسؤولة بجزء كبير عنها.
نأت الآن الى النقاشات الدائرة حول الصين. هنا يجب تعلم الدرس الياباني وعدم الانزلاق الى نفس التجربة. الصين تمر بنفس الظروف اليابانية الماضية . الفائض التجاري عالي جدا وهو على ازدياد. هذا يزعج ويؤرق الولايات المتحدة جدا. التضخم يرتفع كما بينت آخر البيانات الصادرة اليوم. هذا يشكل خطرا داهما على الاسعار والقدرة الشرائية للافراد.
هنا ايضا السياسة النقدية تعتبر مسؤولة عما يجري. من اجل تثبيت قيمة اليوان يتدخل البنك المركزي الصيني في السوق وبتدخله فهو يرفع الكتلة النقدية الداخلية ويرفع منسوب الخطر.
نصائح الخبراء هي واحدة كما كانت لليابانيين في الماضي: اتركوا اليوان يلعب لعبة السوق ، تتخلصوا من المشاكل مع الاميركيين وايضا مع التضخم. هنا مكمن الخطر. الصينيون يبصرونه حتما. هم يخافون الانزلاق الى الهوة اليابانية : الانكماش والكساد كلمتان لا تقلان خطرا عن التضخم.
الحل الامثل لهذا الوضع الشاذ؟ كمخرج مريح وضروري من الوضع الحالي الذي يعاني منه الاميركيون والصينيون في وقت واحد لا يوجد الا كلمة واحدة: التعاون.
البلدان لا يمكن لهما فك ارتباط اقتصادي تام عن بعضهما. حكم عليهما القدر بالارتباط الوثيق وبالمصالح المشتركة.
بخطوة اولى يجب توثيق العلاقات التجارية. دعم البضائع المحلية لا تساعد احدا لبلوغ مآربه والاضرار بغريمه. في الوقت الذي يتوجب على الاميركيين التخلي عن لغة التهديد، يجب على الصينيين ان يفتحوا السوق للواردات وتقبل الوضع الجديد..
تاليا لا بد من عمل البلدين على تحسين نظامهما الاجتماعي . ان استهلك الصيني قليلا فهذا يعني انه يقبض قليلا. هذا الامر يجب اعادة النظر فيه ايضا في الولايات المتحدة. هنا ايضا لا بد من بعض الحياء: أكبر اقتصاد عالمي يعاني من نواقص اجتماعية هائلة.
ثالثا يجب على البلدين العمل سوية لتطوير النظام المالي الصيني وجعله اكثر تقبلا للاوضاع المستجدة اقتصاديا. نظام السندات والعمل بالفيوتشر متخلفان في الصين ويجب تطويرهما ليكون بامكان البنوك والشركات تأمين اوضاعهم بوجه التقلبات المخيفة في السوق. هذا اصلاح ضروري وملح.
الخلاصة: الضغوط على الصين لن تجدي نفعا. لغة التهديد الاميركية لم تعد تنفع ويجب الاقلاع عنها. التعاون هو الحل الامثل لبلوغ التوازن الاقتصادي العالمي
منقول للفائدة
تعـويم الـيـوان الـصينـي أو لعـبة الـغـرب الخـطـرة