السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يجد المتعاملون في البورصة المصرية سوى وصف "الزلزال" للتعليق على ما شهدته الأسهم المحلية اليوم الثلاثاء 7-10-2008 من تراجعات حادة؛ إذ لم تحتاج مؤشراتها سوى لدقائق معدودة لتهوي برقم قياسي جديد في تاريخ البورصات العربية من حيث الهبوط بعد أن انخفضت مؤشراتها بنحو 17% وسط حسرة وألم من المستثمرين.
وجاء التراجع فى أُولى جلسات البورصة المصرية بعد عطلة عيد الفطر، والتى استمرت لسبعة أيام ليهوى مؤشر case 30 إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس 2006 بانخفاض كبير بلغت نسبته 16.5% فاقدًا أكثر من 1162 نقطة إلى مستوى 5896.8 نقطة.
هلع شديد وقال رئيس مجلس إدارة شركة الرشاد لإدارة المحافظ والمستشار السابق لوزير قطاع الأعمال المصري د. حمدي رشاد لموقع"الأسواق.نت" إن ما حدث هو هلع شديد من جانب المستثمرين خاصة الأفراد، نتيجة ما يحدث في الأسواق العالمية.
وأضاف "ما علاقة سهم مثل مطاحن شرق الدلتا بإنهيار ليمان برازرز"، مشيرا إلى أن الوضع ينطبق على قطاعات عدة أخرى ذات أساسيات جيدة يمكن أن تتراجع مع الجو العام السائد في البورصة ولكن ليس بهذا الشكل الدرامي.
وطالب رشاد بضرورة وجود شفافية فيما يتعلق بتأثر مصر بالأزمة العالمية خاصة القطاع المصرفي الذي يرتبط بالقطاع المالي العالمي.
وأشار رشاد "بعد عام من الآن سيسأل المستثمرون أنفسهم لماذا لم يشتروا عند أسعار اليوم؟"، وذلك في إشارة إلى تدني الأسعار بالسوق.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفرعونية لتداول الأوراق المالية رفيق مطر إن التراجع الذي حدث اليوم هو ردة فعل طبيعية لانهيارات الأسواق العالمية، إلا أنه كان مبالغا فيها، مضيفا أن الأسعار التي نراها اليوم هي الأدني منذ عامين وأنها جذابة جدا.
وقال الرئيس التنفيذي لأحد أكبر بنوك الاستثمار في مصر -رفض ذكر اسمه- أن ما يحدث يحتاج لوقفة جادة من المسؤولين وإعادة النظر في الوضع الاقتصادي والاختيارات الحكومية، خاصة أن أمريكا نفسها قد تخلت عن مبادئ السوق الحر التي نادت بها لعقود طويلة، وتدخلت من أجل حماية نظامها المالي، وهو نفس الحال بالنسبة لدول عدة في أوروبا.
وطالب بضرورة إعادة النظر في برنامج الخصخصة بعد أن أثبت فشله نتيجة بيع شركات تعمل في قطاعات حيوية وخرجت من سيطرة الدولة للأجانب، وعلى رأسها القطاع المصرفي، منبها لضرورة عدم الانجرار الأعمى وراء المؤسسات المالية الدولية والتي أعلنت إفلاسها مؤخرًا.
مطالب يتغيير القواعدوألقى المصدر باللوم الشديد على البورصة لعدم تغييرها لقواعد مؤشر البورصة الرئيس Case30، الذي يتأثر بشدة بالأسهم التي لها شهادات إيداع دولية في بورصة لندن "GDR"، مثل أوراسكوم للإنشاء والصناعة.
وفي جولة لـ"الأسواق.نت" أمام مقر البورصة والذي شهد حراسة أمنية مشددة كان المشهد هادئا على عكس المتوقع بحدوث مظاهرات من جانب المستثمرين كما في المرات السابقة التي كانت تراجعاتها أقل مما حدث اليوم.
وتخطى حجم التداولات في السوق حاجز الـ750 مليون جنيه، موزعة على 61 مليون سهم منفذة من خلال 24.4 ألف صفقة.