الاقتصادية تحاور أحد المصابين: معتدو النيجر 3 مسلحين يستقلون جيب أسود
آل الشيخ يروي تفاصيل الاعتداء: نقلونا إلى مكان مجهول.. وسائقنا نجا بأعجوبة
شاءت العناية الإلهية، أن ينجو السائق الخاص للسعوديين الستة الذين تعرضوا لاعتداء آثم في النيجر، وراح ضحيته أربعة منهم وإصابة اثنين آخرين، من وابل الرصاص العشوائي الذي قضى على معظمهم وأصاب آخرين.
وروى لـ «الاقتصادية» زياد آل الشيخ أحد المصابين السعوديين في حادثة النيجر، وهو على السرير الأبيض في مستشفى القوات المسلحة في الرياض أمس، أن سائقهم وهو مالي الجنسية، لم يصب بأذى، وهو من نقلهم إلى المستشفى، بعد أن تعرضوا للاعتداء أثناء تأديتهم صلاة الفجر من قبل ثلاثة مسلحين يستقلون جيب أسود.
وروى آل الشيخ، تفاصيل الحادثة، بقوله» كنت أنا ورفاقي نسير في طريق بالقرب من عاصمة النيجر، وأثناء السير مررنا على قرية مأهولة بالسكان، وبعد أن تجاوزناها بنحو ثلاثة كيلو مترات، سمعنا أذان الفجر فتوقفنا لأداء الصلاة، ومن ثم إكمال سيرنا كما كنا نخطط له، وفي هذه اللحظات التي كنا فيها قد بدأنا بفرش السجاد للصلاة، وقفت بجانبنا سيارة من نوع جيب أسود بها ثلاثة أشخاص مسلحين، إذ حاصرونا في موقعنا وتحديدا بالقرب من مركبتهم التي كانوا يستقلونها.
وزاد «بدأوا بتفتيش سيارتنا وسلب ما بها من مبالغ مالية وأجهزة اتصالات، ومن ثم نقلونا بسيارتهم إلى منطقة بعيدة عن الطريق حتى لا ينكشف أمرهم، وتحديدا في موقع به أشجار، ثم أنزلونا على الأرض وأطلقوا علينا وابلا من الرصاص، إذ تعرضت أنا لأولى تلك الطلقات النارية ثم رفاقي تباعا واحدا تلو الآخر.
وأضاف «إنه بعد الاعتداء لاذ الجناة بالفرار، اتصلت بالسفارة السعودية في النيجر وأبلغتهم أمرنا، إذ تم إسعافنا ونقلنا إلى مستشفيات عاصمة النيجر بواسطة السائق الذي كان مرافقا لنا ونجا بأعجوبة، مبينا أن المنطقة التي تعرضوا فيها للاعتداء كانت بالنسبة لهم نقطة عبور إلى مالي.
وأكد آل الشيخ، أن المبالغ المالية وأجهزة الاتصال لا توازي من أصيب أو توفي من رفاقه، مؤكدا أنه بلغه من مسؤولين سعوديين بتشكيل لجنة حكومية من عدة جهات لمتابعة موضوعهم، ناقلا في الوقت ذاته تعازيه لذوي المتوفين، وداعيا الله بالشفاء له ولمن أصيب من زملائه، مستدركا أن ابن أخي أحد المتوفين لقي حتفه وهو في طريق عودته من الرياض إلى الأحساء بعد أن جاء إلى قاعدة الرياض معزيا ومواسيا ومشاركا في نقل جثمان عمه إلى الأحساء.
وقدم آل الشيخ في نهاية حديثه شكره لولاة الأمر على ما حظوا به من رعاية واهتمام منذ إعلان الحادث وحتى وصولهم إلى أرض الوطن عبر طائرة الإخلاء الطبي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنقل المتوفين وكذلك المصابين السعوديين في حادثة اعتداء النيجر.
ووصلت إلى مطار قاعدة الرياض الجوية ليلة البارحة الأولى، طائرة الإخلاء الطبي التي تقل السعوديين الذين تعرضوا لاعتداء غاشم في النيجر، راح ضحيته أربعة منهم هم: محمد بن حمد المري، حمد بن سعيد المري، محمد بن فرج المري، عبدالله بن محمد المري، وإصابة كل من زياد بن عبدالله آل الشيخ وفرج بن حمد المري.
وقدم الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية العزاء لذوي المتوفين بعد وصول الطائرة التي أقلتهم مع المصابين إلى أرض مطار القاعدة الجوية، كما اطمأن على المصابين وقت نزولهم من الطائرة.
وهنا أكد الأمير خالد، أن السلطات السعودية لم تتبلغ بصفة رسمية من جانب المسؤولين في النيجر عن دواعي أو أهداف الاعتداء الآثم على السعوديين الستة، مستدركا أن هناك اتصالات جارية بين الجانب السعودي وكذلك في النيجر حول ملابسات الحادث الإجرامي.
وقال ضمن حديثه لـ «الاقتصادية»، إنه سيتم تشكيل فريق تحقيق سعودي بعد الاستماع لأقوال المصابين وذلك بهدف متابعة مجريات الحادثة لحين تقديم الجناة إلى يد العدالة. وفي سؤال عن الاستعانة بإلانتربول قال الأمير خالد، إن الاستعانة بإلانتربول ستتم بعد معرفة وتحديد الجناة.