أفلاطون من أعظم فلاسفة الإغريق ، ومثال للذكاء الشخصي-الداخلي... اللوحة للفنان
ليوناردو دا فينشي.
تاريخيا كان الشخص المثالي بالنسبة
للإغريق هو الإنسان البارع فيما يفعله والعقلاني في تفكيره ، أما بالنسبة
للرومان فكان الشجاع ،
الصينيون أعتبروا كل من كان موهوبا في
الشعر والموسيقى والرسم شخصا مثاليا أما بالنسبة لمجتمعنا الحديث فالمقياس هو الذكاء قبل كل شيء.
لا يوجد حتى الآن تعريف محدد للذكاء ، حتى الذكاء بمفهومه العام يختلف من موقع لأخر ومن بيئة إلى أخرى ومن موقع إلى أخر ، في
المدرسة الذكي هو المتفوق في دراسته والحاصل على أعلى الشهادات ، في قطاع الأعمال هو الشخص القادر على استغلال الفرص التجارية وتحقيق أفضل المكاسب ، في الرياضة كان
مارادونا هو عبقري
كرة القدم لأنه أستطاع قراءة وتنبؤ حركات الفريق الخصم مسبقا وترجمها عن طريق أستغلال الفرص على أفضل وجه ومن ثم الفوز . إذا أردنا الوصول لتعريف الذكاء بشكل عام فهو الأداة التي تمكن الأفراد "والمجموعات" من التأقلم بشكل أفضل مع الظروف المحيطة عن طريق استغلال ما هو موجود للوصول إلى حل
مشكلة معينة ، والمشكلة هي أي تحدي يواجه الإنسان فقبل النار كانت عملية الأكل دون الطهي هي المشكلة ، وباكتشاف النار وتطويعها تم حل المشكلة . في القرن التاسع عشر اعتقد عالم النفس البريطاني
فرانسيس جالتون Francis Galton أن الذكاء يمؤؤ من الأب لأبنه ولذلك كان يبحث عن الذكاء في أولاد أبناء القياديين العظماء. في
الحرب العالمية الأولى كانت
الولايات المتحدة الأمريكية تفرض على الراغبين في الالتحاق بالجيش اجتياز أختبار ذكاء (Intelligence Quiz) تم إعداده لتقييم القدرات الذهنية للمتقدمين ومن هنا ظهرت أول معالم التصادم ،
السود حصلوا على علامات أقل ب 15 نقطة من
البيض ...لماذا؟ البعض فسر هذا بأن الذكاء يأتي عن طريق البيئة ، فالمدارس الأفضل والمنازل ذات المواصفات الأفضل ومقاييس الحياة الأعلى كانت سببا في الاختلاف .
بالنسبة لآخرين فالسبب كان أن البيض أتوا منحدرين من أجيال عديدة أكثر تقدما وأزدهارا علميا من السود الذين أنحدروا من سلالات كانت تعيش في الغابات والأحراش
بأفريقيا حتى ماضي ليس ببعيد ، هذا التفسير الذي لا يخلو من
العنصرية أثار غضب السود أكثر فأكثر . لكن من تمكن من الوصول إلى تفسير
منطقي كان
النيوزيلاندي جيمس فلين James Flynn من جامعة أوتاجو Otago حيث توصل إلى أن "نتائج امتحان ذكاء لشخص ما تعتمد بشكل كامل على الأحوال الاقتصادية والثقافية والعلمية والحياتية التي كانت سابقة في الجيل السابق لجيله هو ، مما سيعطي دفعة كبيرة للحصول عل علامة عالية أو العكس .
في العام 1999 قام العالم
ويليام ديكنز William Dickens من
معهد بروكينجز Brookings Institution في
واشنطن بوضع نظرية يوجد عليها إجماع شبه كامل بين العلماء اليوم..النظرية تقول أن من كانت لديه صفة
جينية متوارثة تعطيه أفضلية في مجال معين فإنه سيبدع إذا سمح له الاستمرار في ذلك المجال . على سبيل المثال ولد طويل القامة وأكثر سرعة على الركض من أقرانه في المدرسة ، هذا الولد سيكون له مستقبل على الأغلب كمشاركة في كرة القدم ، بهذه المشاركة سيقوم بتطوير أدائه وقدراته في هذه اللعبة وسيحافظ على لياقة بدنية عالية مقارنة مع أولاد آخرين ليس لديهم نفس مواصفاته الجسمانية وبالتالي سيبدع ويتفوق هو جسديا وذهنيا في هذا المجال ، الخلاصة أن من يمتلك صفة متوارثة تعطيه أفضلية في مجال ما على الأخرىن ، ويستعملها سيكون على الأغلب متفوقا عليهم, بكلمة أخرى لكل من الصفات المتوارثة والبيئة المحيطة دور في الذكاء وتطوير القدرات العقلية للإنسان.
نسبة الذكاء
يملك أغلب الأفراد نسبة ذكاء متوسطة, بينما يقل تدريجيا عدد من يملك نسب ذكاء عالية أو متدنية ، كان
ألفريد بينيت Alfred Binet أول من وضع امتحانا لقياس القدرات الذهنية لدى الأطفال في سنوات الدراسة عام
1905 . وفي العام 1917 تم تقديم أول
امتحان ذكاء سمي IQ . توجد اليوم عديد من امتحانات الذكاء وبأنواع عديدة. تتأثر نسبة الذكاء لدى أي شخص بالغذاء الذي يتناوله في فترات مبكرة من عمره
== الذكاء
لا يوجد فارق يذكر بين الذكور والإناث في الذكاء, ولكن الفوارق الفردية بين الذكور أبعد مدى منها بين الإناث فعدد العباقرة أكثر بين الذكور وكذلك عدد ضعاف العقل. لفترة طويلة في التاريخ لم يتم إعطاء
المرأة الفرصة في إثبات قدراتها الذهنية وذكاءها في العديد من المجالات أما اليوم ، فالبراهين العلمية تؤكد على أن الذكاء لا يعتمد على جنس الإنسان فالفرص متشابهة في الإبداع العقلي والفكري بين الجنسين ، ومن أحدث الأخبار في هذا الحقل نذكر ما أعلنه رئيس
جامعة هارفارد لورنس سمرز Lawrence Summers في عام
2005 عندما أعلن أن هناك مواصفات جسدية ودماغية تمنع المرأة من الإبداع في العلوم بعكس الرجال. مما أدى إلى ثورة كبيرة من قبل النساء العاملات في قطاع العلوم ومن قبل مختصين أمثال جو هاندلسمان من جامعة ويسكونسون ، الذين أكدوا عدم وجود أية فروق على مستو الجينات أو أية فروق أخرى تدعم أقوال سمرز ، مما اضطر رئيس هارفارد للاعتذار عن أقواله السابقة .