السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قفز مؤشر سوق الأسهم السعودية بأكثر من 6.5% دفعة واحدة اليوم الأحد 28-9-2008، بدعم من عمليات شراء قوية وواسعة النطاق، دفعت المؤشر لاستعادة مواقعه فوق حاجز الـ7 آلاف نقطة، في ظل ارتفاع جميع الأسهم المدرجة تقريباً، تقودها الشركات الثقيلة، وعلى رأسها "سابك" الذي ارتفع بأكثر من 5%، و"الراجحي" الذي قفز بقرب الحد الأقصى، وسط سيولة قاربت الـ5 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، فيما تدخل السوق اعتباراً من غد في عطلة طويلة بمناسبة عيد الفطر المبارك.
ويرى الشريك التنفيذي في رسملة للاستثمار خالد المصري، أن الارتفاع القوي لسوق الأسهم السعودية والأسواق الخليجية الأخرى جاء كرد فعل سريع للأنباء الإيجابية التي وردت من الولايات المتحدة بشأن موافقة الكونغرس الأمريكي بشكل مبدئي على خطة إنقاذ القطاع المالي التي قدمها جورج بوش.
وأوضح المصري، في حديثه مع الزميلة نادين هاني ضمن برنامج "جرس الإغلاق" من قناة العربية، أن المتداولين في السوق السعودية أقبلوا على الدخول في عمليات شراء استباقية للأحداث الإيجابية المتوقعة خلال الفترة القصيرة المقبلة من الولايات المتحدة، خاصة وأن السوق ستعطل أعمالها اعتباراً من غد، لذلك فهم قاموا بالشراء اليوم.
وانخفض المؤشر العام بنسبة 1.97% تعادل 140.34 نقطة، ليغلق على 6993.13 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 131.8 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 123.2 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 3.461 مليار ريال.
من جهته أكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري على أن سوق الأسهم السعودية تعيش حالة من الحيرة والقلق في الفترة الحالية، ليس مرجعها ما يجري في الأسواق المالية العالمية فحسب كما يرى البعض، بل أيضاً لعوامل داخلية.
وأضاف أن القرارات المتلاحقة والسريعة التي أصدرتها هيئة السوق المالية خلال الفترة القصيرة الماضية، شكلت ضغوطاً متواصلة على معنويات المتداولين، كما أن الاكتتابات الضخمة المتتالية التي شهدتها السوق منذ بداية العام الجاري سحبت سيولة كبيرة من داخل السوق وليس من خارجها.
وأوضح العمري أن السوق السعودية خسرت ما تتراوح قيمته بين 400 إلى 500 مليار ريال، منذ بادية العام الجاري، في اتجاه مناقض تماماً للوضع الاقتصادي العام في المملكة، وكذلك الأداء المالي للشركات المدرجة.
ويطالب العمري بالعمل على تحسين أسلوب وطرق إدارة السوق، مع وقف الطروحات الأولية لفترة حتى تستقر السوق، وكذلك عمل خطة من قبل جميع الأطراف المختصة، لوضع رؤية واضحة المعالم لمعالجة ما يحدث في السوق.
سلوكيات المتعاملينمن جهتها توقعت مجموعة كسب المالية أن تربح شركة "سابك" نحو 21.1 مليار ريال عن الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري 2008، وقالت "كسب" إنه بعد الانخفاضات الحادة التي تشهدها سوق الأسهم السعودية فإن مستويات الأسعار الحالية أصبحت ضمن المدى الذي استوعب جميع المؤثرات السابقة ويستوعب أية مستجدات قادمة ذات طابع سلبي.
وأضافت "كسب" في تقرير لها "السوق في الوقت الحالي باتت أكثر خضوعاً لسلوكيات المتعاملين، هؤلاء المتعاملون الذين انخفضت لديهم مستويات الثقة بالسوق بشكل أكثر حدة من انخفاض المؤشر العام. وفي ظل تلك الظروف فإن هناك من يحاول استغلالها بنشر الشائعات المختلفة لأغراض شخصية هدفها الربح ولو على حساب خسارة الآخرين".
وأكد التقرير على أنه قد جاء الوقت الذي يجب فيه على المتعامل في السوق تحكيم عقله ومنطقه الاستثماري، لم يبق أمام سوق الأسهم السعودية سوى جولة أخيرة فاصلة تتمثل في النتائج المالية للشركات المدرجة خلال الربع الثالث لعام 2008.
أوضح المصرفي السعودي حميد العنزي أن سوق الأسهم السعودية بحاجة إلى ضخ أموال ضخمة من المستثمرين حتى تعيد السوق توازنها الذي فقدته أكثر من مرة خلال الفترة الماضية بسبب المتغيرات العالمية، سواء كانت أزمة الرهن العقاري أو إعلان بنك ليمان براذرز إفلاسه أخيرا.
وأشار إلى أن السوق تعد جاذبة الآن لكثير من المستثمرين، متوقعاً أن تعاود السوق نشاطها عقب إجازة عيد الفطر بطريقة أكثر توازنا من حيث القيمة السوقية للأسهم المتداولة في السوق، كما توقع أن تشهد الأشهر الثلاثة المقبلة -قبل نهاية العام الحالي- استقرارا مصحوبا بحذر شديد من قبل المستثمرين والمتعاملين في السوق.
وأضاف العنزي أن المرحلة المقبلة تعد بمثابة استكشاف لتطلعات عام 2009، ويتوقع لها أن تمثل فترة استقرار نسبي للسوق، بعد أن تكون كثير من الإجراءات والتشريعات التي أعلنت مؤخراً قد وجدت حظها في التطبيق الفعلي من قبل الجهات المشرفة على نشاط السوق.
من جهته، قال المستثمر عبد الله السهلي، إن وضع السوق بشكلها الحالي يعد غامضا جدا لكثير من المتعاملين في السوق، بسبب الأزمة العالمية الحالية، حيث إن أغلبهم لا يعلمون اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد انخفاض القيمة الدفترية لأسهم كثير من الشركات، التي لم يتوقع المتعاملون في السوق أن ينخفض سعر أسهمها إلى هذا الحد.
وصعد سهم "سابك" بنسبة 5.25%، مسجلا سعر 105.25 ريالات، وسهم "الراجحي" بنسبة 9.27% على سعر 79.50 ريالا، وسهم "زين" بنسبة 6.53% إلى 18.80 ريالا، وسهم "الاتصالات" بنسبة 9.36% ليصل إلى سعر 64.25 ريالا.