الدولار آخذ في التراجع.. لكن تأثيره في الاقتصاد السعودي محدود

محلل اقتصادي: الدولار آخذ في التراجع.. لكن تأثيره في الاقتصاد السعودي محدود

توقع محلل اقتصادي انخفاضا متزايدا في قيمة الدولار عن السعر الحالي ضمن سلة العملات على أثر الأزمة الاقتصادية المالية العالمية في الفترة المقبلة، مؤكدا أن تأثر الاقتصاد السعودي من تراجع العملة الأمريكية محدود لاعتماده على عائدات النفط بصفة رئيسة.

وأضاف الدكتور رجا بن مناحي المرزوقي المشرف على مركز الدراسات الآسيوية بمعهد الدراسات الدبلوماسية في الرياض، أن المملكة ستشهد في المرحلة المقبلة إنشاء مشاريع ضخمة في البنية التحتية تصل قيمتها إلى 400 مليار دولار التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أخيرا.

وأضاف المرزوقي خلال انطلاق فعاليات ملتقى سيدات الأعمال الثقافي الرابع الذي ينظمه الفرع النسائي للغرفة التجارية الصناعية برعاية الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين أمس الأول، أن الحاجة الماسة إلى مشاريع متعددة في البنية التحتية سيؤدي إلى زيادة الطلب على العقارات في السعودية في ضوء وجود أكثر من 50 في المائة من المباني المدرسية المستأجرة والتوجه لإنشاء أكثر من 20 جامعة على مستوى المملكة .

وأضاف المرزوقي خلال ورقة عمل قدمها بعنوان "انعكاسات المتغيرات الاقتصادية على بيئات الأعمال" أن أسعار الأراضي السكنية لن تتأثر نتيجة التداعيات الاقتصادية وتقلب الأسعار وستحافظ على قيمتها في حال تذبذب الأسعار مستقبلا بعكس الأراضي التجارية، مؤكدا أن معدل النمو سيزداد في المملكة إلى 3 في المائة في حين سيرتفع مع بداية العام المقبل،

ودعا المرزوقي المستثمرات وسيدات الأعمال السعوديات إلى تلبية احتياجات المستهلك السعودي التي تطورت وتغيرت نتيجة الانفتاح الإعلامي والإنترتي الكبير، مؤكدا أن ذائقة المستهلك السعودي تغيرت عما في السابق لتأثرها بالثقافات الغربية فأصبح كثير من المنتجات السابقة غير مرضية، وتحتاج إلى بدائل مستمرة .

وقال إن الانفتاح الإعلامي يضيف جهدا على بيئة الأعمال المحلية للتفاعل مع هذه المتغيرات ومواكبتها، ما يحتم على المستثمرة السعودية أن تتعرف إلى نوعية المستهلكين، ولأي فئة ينتمين ما قد يتطلب تكلفة مادية إضافية لدراسة خصائص المستهلكين في السوق السعودية.

ويرى المرزوقي أن الإنترنت أصبح اليوم يقدم خدمات مهمة منها الدراسات والتواصل مع الآخرين، ما سيسهم في التواصل مع المستهلكين والتعرف إليهم ما من شأنه أن يخفض التكلفة المادية على المستثمرات وتحديدا في المشاريع الصغيرة والمبتدئة، مشيرا إلى أن نحو 80 في المائة من الذين يستخدمون الانترنت في المملكة يستخدمونه لأغراض الدردشة.

من جانبها قالت هدى الجريسي رئيسة المجلس التنفيذي بالفرع النسائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض إن الملتقى في عامه الرابع على التوالي يهدف إلى تحقيق غايات الفرع النسائي للنهوض بمسيرة قطاع سيدات الأعمال في منطقة الرياض، وتهيئة البيئة الاقتصادية المشجعة والمعززة لدورهن ومكانتهن في المجتمع، وتمكينهن من المساهمة القوية في جهود التنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية، جنباً إلى جنب مع قطاع رجال الأعمال، في ظل دعم ورعاية كاملين من حكومة خادم الحرمين الشريفين .

وبينت الجريسي خلال كلمة ألقتها في حفل الافتتاح أن القضية الأساسية التي يركز عليها الملتقى، هي " التوجه الفاعل في بيئة الأعمال لمواكبة المتغيرات الاقتصادية " وما يتضمنه من ورش عمل وأنشطة تثقيفية، لتسليط الضوء على جوانب مهمة كثيرة تحتاج إليها سيدات الأعمال، لممارسة دورهن في ميدان الاستثمار والتجارة، خصوصاً ما ينصب على تبيان قواعد وإجراءات التعامل مع الشركات العالمية، والتواصل لبناء تحالفات بين المنشآت، ومصادر تمويل المشروعات، والحلول الإدارية الفاعلة لزيادة ربحية مراكز التجميل.

وأكدت الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود مديرة الفرع النسائي في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أنه من أجل تكريس مبدأ المواكبة ودعم الاستجابة لدى سيدات الأعمال لكل التحديات والتطورات الماثلة حولنا، فقد سعت الغرفة التجارية إلى تنظيم العديد من الفعاليات واللقاءات المتنوعة، سواء مع أصحاب القرار في الأجهزة الحكومية أو لقاءات دورية مع سيدات الأعمال، إضافة إلى إقامة العديد من ورش العمل والمحاضرات المتخصصة وتقديم استشارات اقتصادية وإدارية ومالية إلى جانب عقد البرامج التدريبية المتنوعة وغيرها، مضيفة أنها تتفاءل بغدٍ مشرق يمنح سيدة الأعمال السعودية وجوداً فاعلاً على الخريطة الاقتصادية، وأن الملتقى يحرص على مشاركة ليس سيدات الأعمال فحسب، ولكن شابات الأعمال كذلك، اللاتي خُصصت لهن مقاعد في الملتقى والورش ، لمنحهن الفرصة وتمكينهن من المشاركة الفاعلة والإيجابية في فعالياته.

وكرمت الأميرة حصة الشعلان سيدات الأعمال اللواتي قدمن منحا مجانية لـ 150 طالبة جامعية المشاركة في ورش الملتقى، وأطلق عليهن الملتقى مسمى "سيدات العطاء" وهن: الأميرة هند آل سعود، هدى الجريسي، أريج آل إبراهيم، أمل زاهد، إيمان العبد الكريم، شيخة المزيني، فايزة أبالخيل، لمى العقاد، نورة الحركان، وهالة الشعيل، بالإضافة إلى عدد من الجهات المشاركة مثل هيئة سوق المال ،المؤسسة العامة للتقاعد، بنك التسليف والادخار،الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة النقل وأمانة مدينة الرياض وبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع "باب رزق جميل"، حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني والفرع النسائي للغرفة التجارية الصناعية في الرياض.

وكرم الملتقى راعية الحفل بهدية تذكارية عبارة عن مجسم كريستالي يحتوي على نقود صكت في عهد الملك عبد العزيز.