"سابك" توقف الترقيات والعلاوات واخرى تستغني مؤقتا عن 80% من موظفيها

الأحد 16 ربيع الثاني 1430هـ - 12 أبريل2009م
"سابك" توقف الترقيات والعلاوات واخرى تستغني مؤقتا عن 80% من موظفيها
شركات سعودية تسرح أعدادا من عمالتها وأخرى تجمد الرواتب والعلاوات

"سابك" توقف الترقيات والعلاوات واخرى تستغني مؤقتا عن 80% من موظفيها Large_17419_22648

الدمام – أمير دالي
رغم أن سوق العمل السعودي حافظ على إستقرار نسبي بوجه عام مقارنة بأسواق خليجية مجاورة اجتاحتها موجة تسريحات عمالية مؤخرا على خلفية الأزمة المالية، إلا أن بعض القطاعات السعودية خاصة الخدمات النفطية والبتروكيماويات والحديد والإسمنت شهدت عمليات تسريح أو تجميد رواتب ومكافآت لأسباب مرتبطة بالأزمة بشكل مباشر أو غير مباشرأو حتى لأسباب محلية.

وبرز قطاع البتروكيماويات كأكثر القطاعات تأثرا بالأزمة، وتركز ذلك في أنشطة الشركة السعودية للصناعات الاساسية "سابك", والتي يمثل إنتاجها نسبة 54 % من الصادرات غيرالنفطية للسعودية, إذ تراجع الطلب العالمي علي الإنتاج تحت ضغوط الأزمة المالية لتتراجع ارباح الشركة أكثر من 95 % في الربع الأخير من العام الماضي.

"سابك" تعامل مختلف مع الأزمة
وأمام التراجع الحاد في الأرباح لجأت "سابك" إلي أسلوب آخر لتقليل النفقات، والتعامل مع تداعيات الأزمة ومغاير لتسريح العمال, إذ أعلنت الشـركة وقف الترقيات والعلاوات لعام 2009 لجميع موظفي الشركة والشركات التابعة والذين يقارب عددهم 14 الف موظف في جميع الشركات التابعة لسابك.

وأكد نـائب رئـيس مـجلس الادارة والرئيس التنفيذي للشركة محمد الماضي في خطابات وجهها لموظفي الشركة أن الازمة المالية التي حدثت مع نهاية العام الماضي أثرت سلبا على الاقتصادات الدولية، وكان لها الأثر البالغ في تراجع أرباح كبريات الشركات العالمية، بل إن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات الدولية العريقة أعلنت إفلاسها وأغلقت مصانعها، إلا أن سابك ما تزال قادرة على الصمود ومجاراة التحديات العالمية، وهذا السبب أدى بإدارة الشركة إلى وقف الترقيات والعلاوات للعام الحالي.

وأشار الماضي إلى أن موارد "سابك" البشرية هي ثروتها الحقيقية وهي أغلى أصولها المادية والمعنوية، والتي لا تألو جهدا في سبيل إنمائها وبنائها بكل مقومات الاستقرار الاجتماعي والرضا الوظيفي في اطار الاسرة الواحدة، وفريق العمل المتكامل، طالبا ً من أبناء "سابك" الذين يعتز بولائهم وإنتمائهم مراعاة الظروف الراهنة والعمل على اجتياز التحديات واستنفار عطاءاتهم الإنتاجية والإبداعية لتظل سابك الشركة الرائدة العالمية.

وأوضح نائب رئيس "سابك" للموارد البشرية يوسف البنيان أن القرار وقتي، وأنه سيزول مع زوال الأزمة المالية العالمية التي تضرب اقتصاد العالم, مشيرا إلى أن" سابك" شركة عالمية تتأثر بالأحداث الاقتصادية والأزمات، وأن شركات عالمية أخرى قامت بتسريح عمالتها تحت وطأة الخسارةن مؤكدا أنه لانية للشركة لتعديل نظام مكافأة نهاية الخدمة.

وقال الاستاذ المشارك بقسم الادارة والتسويق في كلية الادارة الصناعية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والكاتب الصحافي الدكتورعبد الوهاب القحطاني إن الشركات القوية وخلال تعاملها مع تداعيات الأزمة المالية العالمية سارعت إلى تنفيذ خططها الطارئة، وحتى لاتزيد من تأثيراتها على أدائها والمرتبط بالحالة النفسية للموظفين الذين يخافون من انهيار الشركات.

وقال القحطاني لـ"الأسواق.نت" إن عدداَ من موظفي "سابك" وجهوا نداءات للكتاب المهتمين بالشأن الوطني، وكنت منهم، حول تجميد الزيادات والترقيات في الشركة، وقلت لهم إنه يجب عليهم الوقوف مع الشركة في وقت الأزمات وعدم المطالبة بما لاتستطيع تقديمه لهم في الوقت الحالي، بل يجب عليهم الوقفة الصادقة التي تساعد الشركات على مواجهة الأزمة حتى تخرج منها من غير إعادة لهيكلة الوظائف ومن ثم يفقد البعض منهم وظائفهم لتصبح المشكلة أكبر مما كانت عليه.

قطاع خدمات النفط
ومن أبرز إجراءات تسريح العمال في قطاع شركات خدمات النفط ماأقدمت عليه شركة "بي. جي. سيرفس العربية المحدودة " وهي احدي شركات المقاولات العاملة مع "أرامكو" حيث قامت بالاستغناء عن حوالي 90 موظفا وعاملا من بينهم 48 موظفا سعوديا.

وأوضح رئيس الشركة كارلوس أجيليرا أن الأزمة الاقتصادية العالمية كان لها تأثيرعلي قرار الشركة، حيث إنخفض الطلب على خدمات الشركة بما يزيد عن 35% مقارنة بالعام الماضي مما ساهم في انخفاض الدخل، وتطلب إعادة الهيكلة التنظيمية لجميع الانشطة والتي طالت عددا من الموظفين.

وأجرت وزارة العمل السعودية تحقيقا خاصا بفصل الموظفين السعوديين الذين تقدموا بالشكوي، وجاء قرار الوزارة لصالح الموظفين، بتنفيذ عملية المصالحة بين الطرفين وتسديد مستحقاتهم.

وكان من تداعيات هذه القضية عندما وصلت إلي مجلس الشوري أن ألزم المجلس شركة "أرامكو السعودية" بإعطاء الموظفين السعوديين العاملين في شركات المقاولين الذين يعملون معها أو في الشركات النفطية الأخرى العاملة في المملكة كافة الحقوق والمزايا التي يعطيها صاحب العمل الأصلي للعمالة السعودية .

خارج الأزمة
ورغم أن قطاع صناعة الحديد هو من أكثر القطاعات في السعودية التي شهدت عملية تسريح موظفين إلا أن الأسباب جاءت هذه المرة بعيدة عن التداعيات المباشرة للأزمة المالية العالمية، وتتشابه نفس الظروف علي قطاع صناعة الاسمنت وهو القطاع الثاني الذي شهد تسريح لبعض موظفيه وان كان بشكل اقل حدة.

وأوضح عضو مجلس الشورى رئيس مجلس ادارة مجموعة الزامل للصناعة الدكتور عبد الرحمن الزامل لـ "الأسواق.نت" أن القرار الحكومي بمنع تصدير الحديد والاسمنت بهدف سد احتياجات الطلب المحلي, هو السبب الوحيد في تركز ظاهرة تسريح مصانعهما لبعض الموظفين نتيجة تخفيض الانتاج، وبالتالي عدم الإحتياج إلى أعداد كبيرة من العمالة.

واضاف ان الظاهرة تركزت فقط بصفة خاصة في شركات حديد التسليح والاسمنت، والتي تعاني حاليا من تكدس منتجاتها فيما لم تسرح شركات القطاعات الاخري موظفيها من السعوديين والأجانب.

وكانت إحدى أكبر ثلاث شركات للصلب في السعودية وتستحوذ علي 30% من السوق قد استغنت مؤقتا مع بداية 2009 عن 80 % من عمالها.

وقالت في حينه :
"إنها كاشفت الموظفين بالتطورات المالية للشركة وتعاملت بكل شفافية معهم وأخبرتهم بأن الإجازة غير المدفوعة الأجر قد تتحوّل إلى تسريح في حال انتهاء مدتها واستمرار أوضاع الشركة على ما هي عليه".

ويوجد في السعودية 5 مصانع للحديد، واحد منها يقوم بتصنيع متكامل للمنتجات الحديدية وهو مصنع "حديد" فيما تعتمد باقي المصانع وهي "الاتفاق" و"العاصمة" و"العزيزية جدة" و"وفور" على التصنيع التحويلي، وتبلغ استثمارات تصنيع الحديد نحو 5 مليارات ريال( الدولار يساوي 3.75 ريال).

وفي قطاع الإسمنت ارتفع مخزون الشركات بسبب وقف التصدير مما يرشحها لتسريح موظفيها.

وأظهرت الإحصائيات أن المخزون المتراكم لدى الشركات، تضاعف بنهاية 2008 أكثر من ثلاث مرات ليقترب من 7.4 ملايين طن بنسبة ارتفاع تبلغ 357%، ووصل المخزون إلى ما يعادل ربع الكميات التي باعتها الشركات في السوق المحلي خلال 2008.

زائر

شكرا لجديدك
بارك الله فيك

» "سابك" تبدأ الإنتاج في مشروع التوسعة الثالث "شرق" في السعودية
» "سابك" و"سبكيم" توقعان خطاب تفاهم للتعاون في تنفيذ مشاريع جديدة
» "سابك" يسحب مؤشر الأسهم السعودية للانخفاض وسط تداولات "هزيلة"