ابونواف العميـــد والمشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكية
عدد الرسائل : 474 العمر : 69 الموقع : https://aleraqi.alafdal.net/ العمل/الترفيه : رجل أعمال المزاج : الحمد لله مزاجي : رقم العضوية : عضويه منتدي عائلة العراقي من الطبقه الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: قصة وفاء الثلاثاء فبراير 10, 2009 7:53 am
قصة واقعية ذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه لفت انتباهي شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة، شاركني الغسيل، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر
ولسانه لا يتوقف عن قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ... إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ... كبرنا وكبرت العلاقة بيننا، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة، ثم نعود لنلتقي، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ... التحقنا بعمل واحد ... تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ... رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رزق ببنت وابن عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ... اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...
نذهب سوياً ونعود سوياً ... واليوم ..يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما .. أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ... انتهيت من غسل الميت ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ... لقد كان المشهد مؤثراً، فقد كان ينشق من شدة البكاء، حتى ظننت أنه سيهلك راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ... أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي علي الميت وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ... أما الشاب فقد أحاط به أقاربه فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ... سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو
انصرف الجميع ... عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ... نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ... تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ... يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ... يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه، يمسك بيده، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ... انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ... رددت بصوت مرتفع:كيف مات ؟ فحكى لي والده: عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ميتا ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تنحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه وأخذ والده يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون ... وأنا اردد مثله ... إنا لله وإنا إليه راجعون اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ... توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً
قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل
أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد يا لها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً ...
خرجت من القبر ووقفت ادعوا لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما
زائر زائر
موضوع: رد: قصة وفاء الثلاثاء فبراير 10, 2009 9:18 am
يعطيك العافيه على القصه المؤثرة والرائعة
زائر زائر
موضوع: رد: قصة وفاء الثلاثاء فبراير 10, 2009 4:01 pm
عنجد قصه جدا مؤثرة قليل جدا مانجد اصحاب تجمعهم صداقه واخوة قويه في هذا الزمن