مصانع الحديد تفاجئ السوق بزيادة 155 ريالا في سعر الطن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رفع أمس عدد من مصانع الحديد سعر الطن بزيادة 155 ريالا، وأبلغت المصانع وكلاء التوزيع في المناطق بالزيادة الجديدة وباشر الوكلاء أمس بيع طن الحديد بسعره الجديد، وذكر وكلاء توزيع لمصانع الحديد في مكة المكرمة أنهم باشروا فعليا بيع سعر الطن وفق التسعيرة الجديدة من المصانع، مشيرين إلى أنهم تلقوا اتصالات مباشرة من المصانع تفيد برفع سعر الطن لكامل المقاسات.

وبحسب تقرير للصحفي علي المقبلي نشرته صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الخميس 22-1-2009، قال وكيل توزيع في مكة المكرمة سالم باطيب "إنهم باشروا البيع بالتسعيرة الجديدة التي وردت من المصانع"، مشيرا إلى أن السوق شهدت أمس في مكة المكرمة طلبات كثيرة كما وردتنا اتصالات عديدة لحجز كميات كبيرة آجله من قبل عملاء لنا".

</IMG>

أسعار سابقة
وفي الوقت الذي أعلنت فيه المصانع عن رفع التسعيرة الجديدة لحديد التسليح ما زالت وزارة التجارة والصناعة عبر موقعها الإلكتروني تحتفظ بأرقام قديمة لسعر طن الحديد من منتصف الشهر الماضي، وهو الأمر الذي أوقع المستهلك النهائي في حيرة من أمره للزيادة الجديدة في الأسعار.

وقال محمد الحربي وكيل توزيع إن سعر الحديد في السوق المحلية شهدت أمس ارتفاعًا مفاجئًا في الأسعار بزيادة 155 ريالا للطن ولجميع المقاسات، في حين إن شركة "سابك" أعلنت الشهر الماضي تثبيتها للأسعار حتى نهاية الشهر الجاري، وهو ما أوقع الجميع في حيرة من الارتفاع المفاجئ، خصوصا أن غالبية المستهلكين كانوا يتوقعون انخفاضا في الأسعار إلا أنهم صدموا بالعكس.

وقال الحربي إن التسعيرة الجديدة تأتي عقب إعلان عدد من مصانع الحديد أرباحها السنوية والتي شهدت انخفاضا كبيرا، وكذلك لجوء عدد من الشركات إلى تسريح نسبة من موظفيها، وتابع الحربي أن الارتفاع في أسعار الحديد من قبل المصانع هو من أجل تعويض ارتفاع التكاليف وانخفاض الأرباح.

وكانت السوق السعودية قد شهدت الأشهر الماضية تراجع أسعار الحديد والتي قدرها مراقبون بنحو 60% ويعود الانخفاض المتوقع نتيجة للضغوط التي تقودها وزارة التجارة والصناعة والمتمثلة في مراقبة الأسعار وطرق التخزين لمنع تصدير حديد السكراب للخارج.

وأسهمت عوامل محلية في تخفيض أسعار حديد البناء من أهمها منع تصدير الخردة خارجيا والتفتيش ومراقبة سوق الحديد في المملكة، وكانت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" قد خفضت أسعار حديد التسليح بمقدار 800 ريال للطن ليكون السعر 1925 ريالا في الدمام، و1956 ريالا في الرياض، و1995 ريالا في جدة،
وبذلك يكون إجمالي التخفيضات التي أجرتها "سابك" 60% مقارنة بأعلى سعر وصل إليه حديد "سابك" خلال العام الماضي.

وأكدت "سابك" في حينها أن تلك التخفيضات تأتي من خلال متابعة أوضاع الأسواق المحلية والعالمية، والعمل الحثيث من أجل إرضاء زبائنها والمحافظة على استقرار السوق المحلية وتوازنها بما يخدم المصلحة العامة، وتكبح هذه التخفيضات المتتالية من المصنع الرئيس للحديد في السوق المحلية الأسعار التي سجلت خلال العام الماضي مستويات قياسية اقتربت معها من مستوى 6 آلاف ريال للطن الواحد.

نقلت جريدة "اليوم" السعودية عن مصادر في أسواق الحديد قولها إن الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" تعرضت لخسائر بعد التخفيض الأخير لأسعار حديد التسليح تجاوزت النصف مليار ريال في قطاع الحديد المستورد من تركيا والصين، عدا الخسائر في قطاع الحديد المحلي والتي تتجاوز 100 مليون ريال.

وأشار مصدر نقلت عنه الصحيفة اليوم السبت 22-11-2008 إلى أن الهدف من تخفيض سابك لأسعار حديد التسليح هو تصريف الحديد التركي والصيني الذي استوردته بأسعار تصل إلى 1100 دولار للطن الواحد تقريبا، من أجل إغلاق دفاترها الحسابية هذا العام وإدخال الأسواق مرحلة من الاستقرار النوعي إلى حين بدء العام الجديد والذي يتوقع أن تتغير المعطيات فيه ويعود الحديد للارتفاع من جديد.

</IMG>

الأوضاع المالية
وأشار إلى أن الأوضاع المالية لكثير من المستهلكين سواء من الشركات والأفراد في الوقت الجاري لا تساعد على شراء الحديد بأسعار مرتفعة، وهذا الأمر يزيد العبء على المصانع السعودية والتي تحتاج إلى توفير سيولة مالية كبيرة لتسديد الالتزامات المالية التي عليها من خلال بيع الحديد بأسعار منخفضة، وخيار تخفيض الأسعار هو الخيار الأصعب والذي قد يعلن بعض التجار عن إفلاسهم في حال لم تعد الأسعار إلى وضعها الصحيح.

وبحسب الصحيفة فإن بعض المصادر أشارت إلى عزم كثير من التجار تعويض خسائرهم مع بداية العام الجديد؛ وذلك بشراء كميات من الحديد بالأسعار الحالية وبيعها في حال الارتفاع لتحقيق موازنة بين الخسائر والأرباح، بالإضافة إلى أن العام الجديد سوف يكشف عن المشاريع الجديدة بالنسبة للدولة والشركات المحلية، مما سوف يساعد على زيادة الطلب على حديد التسليح.

وأكدت أن جميع المصانع السعودية خفضت من إنتاجها بشكل كبير خلال هذه الفترة؛ لأنها لا تريد البيع بأسعار أقل من كل دول العالم بما في ذلك دول الخليج وتكبد المزيد من الخسائر.

وأشارت إلى أن أسعار البلت تسليم المصنع في تركيا يبلغ 500 دولار للطن، وحديد التسليح يصل إلى 650 دولار للطن، بينما السعر الحالي في المملكة 450 دولارا للطن، والمفترض أن السوق التركية تكون أقل من المملكة وليس العكس، وهذا الأمر يكشف بوضوح خسائر التجار خلال هذه الفترة.