الأسهم السعودية تدير ظهرها لبيانات موازنة 2009 وتقفل بالأحمر

حافظت السوق السعودية على أجواء التشاؤم التي تسيطر على تعاملاتها منذ بداية الأسبوع الجاري، ومنيت بخسائر على نطاق محدود اليوم الثلاثاء 2312-2008 مع بروز توقعات بأن تتأثر بعض القطاعات الرئيسة في السوق؛ مثل البتروكيمياء بتطورات سلبية تنتظر الاقتصاد العالمي في العام المقبل.

وجاء إعلان الميزانية العامة للمملكة عن عام 2009 ليذكي المخاوف القائمة سابقا بعد أن كشفت الحكومة عن عجز بحوالي 65 مليار ريال، وتوقعها بتراجع الإيرادات التي تأتي أساسًا من مبيعات المملكة من النفط، بفعل التراجع الحاد في الأسعار.

</IMG>

تأثير متفاوت ويتنبأ مدير إدارة الأصول في مجموعة بخيت الاستثمارية هشام أبو جامع بأن يتفاوت تأثير إعلان هيكلة الميزانية للعام المقبل على السوق؛ وفقا لارتباط الشركات المدرجة بالاقتصاد العالم الآخذ في الركود، وانحسار الطلب. وقال هشام أبو جامع متحدثًا لـ"قناة العربية" إن المحللين كانو يتوقعون إيرادات الدولة عن عام 2009، وهذه الإيرادات كانت تعكس أصلا على السوق منذ شهر يوليو إلى أن جاءت الأزمة العالمية، بعد ذلك بدأ تأثير الاقتصاد العالمي على السوق، رغم التوقعات بميزانية ضخمة وبقاء الحكومة على معدلات عالية من الإنفاق على المشاريع. وأضاف هشام أبو جامع أن ميزانية 2009 ستنعكس بشكل أساسي إيجابيًّا على بعض الشركات والقطاعات دون أخرى "مثل شركات (قطاع) البنى التحتية التي ليس لديها صلة بالاقتصاديات العالمية. وتوقع أبو جامع أن تكون وطأة الركود وضعف الطلب من الاقتصاديات العالمية قوية وسلبية جدًّا على قطاعات أخرى في السوق السعودية، وقال "شركات البتروكيمياء ستتأثر بما يجري عالميا، وعليها انتظار ما يحصل في الأسواق الأمريكية والصينية والأوروبية". وقلل أبو جامع من أهمية ما أثاره محللون من أن الحكومة السعودية قد تضطر إلى خفض الإنفاق العام المقبل لتقليص العجز المتوقع والمقدر بأن يصل إلى 65 مليار ريال، وقال "ليس هناك عجزًا خارجيًّا، هو عجز داخلي، وهذا مطمئن للبنوك السعودية، التي قد تمول حاجة الحكومة من خلال هذا العجز. وأضاف أبو جامع "أن جانب العجز في الميزانية غير مقلق للسوق ولا للاقتصاد السعودي؛ لأن المملكة تراكمت لديها سيولة عالية عى مدار السنوات الأخيرة، وهي تكفي لتغطية العجز".

</IMG>

العجز قابل للاستيعاب واليوم قال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف في تصريحات لـ"قناة العربية" إن احتياطيات السعودية المالية ضخمة وكافية لاستيعاب عجز في الميزانية يتجاوز العجز المتوقع في ميزانية عام 2009، ويقدر بحوالي 16 مليار دولار. وصرح بأن السعودية كونت احتياطيًّا كبيرًا وقويًّا يمكنه تغطية أكثر من العجز المتوقع إذا ما انخفضت أسعار النفط عن المستويات المفترضة في الميزانية. ولم يذكر العساف سعر النفط الذي قامت المملكة بحساب ميزانيتها على أساسه، والنفط مصدر الدخل الرئيس لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لكن البنك السعودي البريطاني "ساب" قال إن ميزانية عام 2009 تفترض أن يبلغ سعر برميل الخام الأمريكي حوالي 43 دولارًا و37 دولارًا للبرميل من الخام السعودي.

</IMG>

"فرص قائمة" ورغم التراجع الطفيف في مؤشر السوق فقد رأى عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبد الحميد العمران أن السوق استوعبت بيانات الميزانية، وامتصت الحدث دون أن يحصل تراجع حاد كما جرت العادة في السنوات الماضية. وقال العمران في تصريحات لقناة العربية "إن السوق امتصت الإعلان (عن الميزانية) بإيجابية"، معتبرًا حجم الإنفاق المعتمد للنسبة المقبلة عاملا داعمًا للسوق. وأضاف العمران أن التراجع الذي شهدته السوق اليوم يعكس استمرارية التأثر العام بالأزمة العالمية، مشيرا إلى أن الأسهم المحلية تعرض "فرصًا استثمارية". وقال بشأن التراجع الذي يميز اتجاهات الأسهم السعودية هذه الأيام "السوق تحفل بالفرص الاستثمارية ولكن قرار الاستثمار يتوقف على عامل نفسي بسبب الزخم الإعلامي الذي يرافق التطورات عن الاقتصاد العالمي". وقال العمران إن السوق تحتاج إلى عمل من المسؤولين في القطاعات الاقتصادية لتوضيح الصورة حول ما يحدث عالميا ومدى تأثيره على الاقتصاد المحلي.

</IMG>

صعود إعمار وكان المؤشر العام قد أغلق متراجعًا بأقل من عشر في المئة، بعدما تخلى عن حوالي 4 نقاط ليقفل عند مستوى 4743 نقطة بعدما صعد إلى مستويات فوق 4800 في اللحظات الأولى من انطلاق جلسة اليوم. وأكدت تداولات اليوم شح السيولة في السوق المحلية وخروج بعضها، فقد سجلت قيم التداول نحو 3.7 مليارات ريال، فيما بغلت الأحجام حوالي 236 مليون سهم من تنفيذ حوالي 133 ألف صفقة، وتراجع مكرر الربحية أثر ذلك إلى 8.7 مرات. واليوم انتزع سهم إعمار المركز الأول من سهم مصرف الإنماء ودفعه إلى المركز الثاني على قائمة الأسهم النشطة بالكمية، مسجلا تداولات بحجم 42 مليون، وقفز بنسبة5.39 %، فيما بلغ حجم البيع والشراء على مصرف الإنماء 27.3 مليون سهم، وحل ثالثًا سهم زين للاتصالات بحجم 12.5 مليون سهم. وعلى صعيد الأسهم الرابحة صعد نجم بعض الأسهم غير القيادية فقد احتل سهم الأسماك القائمة مرتفعًا بنسبة 9.92%، ثم سهم أياك للتأمين بنسبة 9.8%، وصعد سهم الأهلي للتكافل بنفس النسبة. وفي جانب الأسهم الخاسرة مني سهم ساب للتكفال بالخسارة الأكبر اليوم متراجعًا بنسبة 5.56%، ثم سهم شمس بنسبة 5.2%، وفي المركز الثالث جاء سهم أنابيب متراجعًا بنسبة 4.36%.

</IMG>