السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارتفعت اسعار الاسهم يوم الاثنين بعد الأمل الذي ساد في الاسواق بسبب خطط الانقاذ الاقتصادي لتحفيز النمو التي بدأت تلوح في الافق في الولايات المتحدة وبلدان اخرى.
وارتفع مؤشر داو جونز الامريكي 299 نقطة اي بنسبة 3.5 بالمئة كما ارتفع مؤشر نازداك 500 نقطة، بعدما كانا قد شهدا انخفاضا حادا اثر صدور الارقام الاخيرة حول ازدياد نسبة البطالة في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي بنسبة هي الاعلى منذ 34 عاما والتي تمثلت بخسارة نصف مليون امريكي عملهم في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وحده.
وساد هذا الجو من التفاؤل على مختلف الاسواق اذ سجل مؤشر فوتسي البريطاني ارتفاعا بقدر 6.5 بالمئة، والداكس الالماني 7.6 بالمئة والكاك 40 الفرنسي 8.7 بالمئة.
وكانت الاسواق الآسيوية قد شهدت نمطا ايجابيا مماثلا خلال جلسات التداول يوم الاثنين، ما دفع هيرواكي اوساكابي وهو خبير مالي لدى مجموعة "شيباجين" الى القول ان "الاسواق انخفضت الى حد بعيد جعل مجرد الحديث عن برامج انقاذ مالي يدفعها الى الصعود، بالرغم من الارقام السيئة التي صدرت الجمعة في الولايات المتحدة".
الا ان سكوت فولمان من مجموعة "دبليو دجاي بي" الاستثمارية شكك في ما قاله اوساكابي اذ اعتبر ان "هذا الجو الايجابي في الاسواق لن يدوم طالما لا يزال حصول الناس على قروض امرا صعبا".
وافاد المراقبون انه بالاضافة الى اعلان الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما عن مشاريع انمائية ضخمة في مجال البنية التحتية وشبكة الطرقات، اثرت امكانية مساعدة الحكومة الامريكية صانعي السيارات فورد وجنرال موتورز وفورد على تفادي الافلاس على اضفاء جو ايجابي على الاسواق.
متسوقون في اوكسفورد ستريت بلندن
|
ووصف محرر الشؤون الاقتصادية في بي بي سي روبرت بيستون ما يجري في الاسواق على انه ردة فعل عاطفية الى حد بعيد، مشيرا الى ان هناك مسؤولية مخيفة يتم وضعها على اوباما ما يدعو الى الاعتقاد بأن هناك قناعة راسخة لدى البعض بأن اوباما يملك عصا سحرية.
الاستهلاك في بريطانيا
على صعيد آخر، تستمر الارقام والتقارير التي تثبت عمق واستمرارية الازمة الاقتصادية.
ففي بريطانيا، تراجعت حركة الاستهلاك الى ادنى معدل لها في 13 عاما حسبما جاء في استطلاع رأي صدر الثلاثاء.
وجاء في استطلاع اجرته شركة "كي بي ام جي" صاحبة المصداقية العالية ان المبيعات في شهر نوفمبر/ تشيرن الثاني انخفضت بنسبة 0.4 بالمئة عما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي.
ويأتي هذا الانخفاض بعدما تراجع بنسبة 0.1 بالمئة في شهر اكتوبر الماضي,
ويفيد الاستطلاع بأن هناك حالة من القلق تسود في اوساط التجار مع اقتراب عيد الميلاد.
الا ان هذا الانخفاض لم يسجل في سوق المأكولات والمشروبات حيث افادت جمعية تجار المأكولات والمشروبات البريطانية ان هذا القطاع هو الوحيد الذي سجل ارتفاعا الشهر الماضي، مدعوما ببدء الكثير من المتاجر حملات تنزيلات حتى في فترة ما قبل الاعياد، وذلك من اجل دفع حركة البيع.
انخفاض اسعار المنازل سوق بيع وشراء المنازل انخفض بشكل ملحوظ في بريطانيا
|
لكن احصاء آخر صدر الثلاثاء قد ينتج جوا من الاحباط في الاسواق اذ افاد بأن القطاع العقاري والسكني شهد انخفاضا كبيرا بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويشير الاحصاء الى ان عدد المنازل التي باعها كل مكتب عقاري الشهر الماضي بلغ معدله 10.6، بينما كان هذا المعدل 10.9 في شهر اكتوبر/ تشرين الاول.
وافاد المركز الملكي للاحصاءات الذي نشر التقرير بأن هذا المعدل هو الادنى من عام 1978، مشيرا الى ان عدد المناول والممتلكات التي بيعت هذا العام لم تتخط نصف عدد مبيعات العام الماضي، وذلك بسبب استفحال الازمة الاقتصادية العالمية وازمة الائتمان التي تجعل القروض غير متوفرة ما يقلص الطلب على شراء الممتلكات فتكون النتيجة انخفاضا للاسعار.
وقال الناطق باسم المعهد جيريمي ليف بأنه من الاجدى بالمالكين والبائعين تقبل انخفاض الاسعار واعادة تخمين العقارات وتسعيرها بما يتماشى مع قيمتها الحالية.
كما توقع ليف بأن تنخفض قيمة البناء المخصص للتجارة بنسبة 50 بالمئة مقارنة بأعلى مستوى وصل اليه في يونيو/ حزيران 2007.
وختم ليف حديثه بالقول ان تدني نسبة الفائدة التي يقرها المصرف المركزي البريطاني ستساعد باعادة اطلاق العجلة الاقتصادية ابتداء من عام 2011.