بورصة السعودية تسجل أكبر مكاسب يومية هذا العام.. بارتفاع 9.51%

انقلب سوق الأسهم السعودية اليوم السبت 29-11-2008 رأسا على عقب بعد أن تداول المستثمرون في البورصة تصريحات الملك عبد الله بن عبد العزيز الإيجابية عن الاقتصاد، فقد أغلق المؤشر العام للسوق، مسجلا أرباحا قياسية، ومرتفعا بنسبة 9.51% عن إغلاقه السابق.

وبمكاسب اليوم السبت تكون السوق السعودية قد سجلت أعلى ارتفاع في يوم واحد منذ مطلع العام الحالي، وسط تدفق قوي وملحوظ للسيولة النقدية التي انعكست على ارتفاع في أحجام التداول.

وجاءت هذه الارتفاعات في السوق مدعومة بتصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود التي قال فيها: إن "الاقتصاد السعودي متين وقوي، وعلى السعوديين الاطمئنان تماما"، والتي أكد فيها أيضا أن الأزمة ليست سوى "ذعر وهلع" يحتاج قليلا من الوقت ليتبدد.

</IMG>

تطمينات ملكية وسادت الأجواء الإيجابية في أروقة بورصة السعودية قبيل بدء التداولات، بعد أن تناقل المستثمرون تصريحات الملك، كما عزز من هذه الأجواء الارتفاعات التي شهدتها الأسواق المالية العالمية مع نهاية الأسبوع الماضي. وقال خادم الحرمين الشريفين في مقابلة خاصة مع جريدة السياسة الكويتية: إن "الاقتصاد السعودي متين وقوي، وعلى السعوديين الاطمئنان تماما". وأضاف: إن "ما يحدث هو مجرد ذعر بين الناس، وإن اقتصاد السعودية بألف خير ينتابه قليل من الذعر وينهيه قليل من الوقت". وأكد الملك السعودي أن "خطة السنوات الخمس لم يطرأ عليها أي تغيير، وأن الأموال السيادية للمملكة في مأمن". ونفى الملك صحة الشائعات التي تحدثت عن أن الولايات المتحدة طلبت مليارات الدولارات للخروج من أزمتها، وقال: "إنها ليست في حاجة لأموال الخليج"، مبديا اعتقاده بأن "الأزمة العالمية ستزول بعد سنة ونصف".

</IMG>

كافة الأسهم.. خضراء وأغلق سوق الأسهم السعودي عند مستوى 4845 نقطة، مرتفعا 420 نقطة، وبما نسبته 9.51% عن الإغلاق السابق، بعد أن سجلت كافة القطاعات في السوق بلا استثناء ارتفاعات تجاوزت الـ9%. كما ارتفعت كافة الأسهم في السوق بلا استثناء، واستقرت غالبيتها عند الحد الأعلى المسموح به للارتفاع وهو 10%، كما هو الحال بالنسبة لسهم "سابك" القيادي الذي استقر مرتفعا بالحد الأعلى منذ نهاية الساعة الأولى لبدء التداولات، واستمر على حاله حتى الإغلاق. ولم تنخفض أي من الأسهم المدرجة في السوق؛ بل ارتفعت جميعها وبأكثر من 9% باستثناء شركتين فقط هما "السعودية الهندية" التي ارتفع سعر سهمها بنسبة 7.23%، و"سامبا" التي سجلت أدنى ارتفاع في السوق، وهو 6.32% فقط. وسجلت القيمة الإجمالية للتداولات في السوق ارتفاعا ملموسا؛ حيث اقتربت من 6 مليارات ريال، قياسا بنحو 4 مليارات خلال الفترة الماضية، وتوزعت هذه القيمة على 168 ألف صفقة تم تنفيذها على أسهم 125 شركة في السوق.

</IMG>

الملك أنقذ السوق وقال الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي طارق الماضي: إن "تصريحات الملك كان لها بالتأكيد دور مهم جدا في دفع السوق نحو الارتفاع، ولهذا لاحظنا أن السوق تحرك نحو الأعلى ككتلة واحدة، نتيجة كون المؤثر خارجيا، وهو التطمينات الملكية". ورأى الماضي أن تصريحات خادم الحرمين أعطت انطباعات إيجابية وجيدة جدا حول الاقتصاد، وأوضحت للمستثمرين أنه لا خوف من الأزمة المالية العالمية، وأن الفوائض قادرة على تغطية أي عجز". وأكد الماضي في حديث لقناة العربية أن "الانخفاض في بعض الأسهم كان مبالغا فيه، وأن المخاوف ليست مبررة، وأن الكثير من الشركات في السوق وصلت أسهمها إلى القيعان السعرية، وهو ما حفز الأموال على الدخول مجددا". واتفق عضو جمعية الاقتصاد السعودي محمد العمران مع الماضي تماما في أن "تصريحات الملك لعبت دورا كبيرا في إنقاذ السوق، وخلق ثقة بين المستثمرين، وهذا أعطى إشارة إيجابية للمستثمرين الذين دخلوا اليوم بأموالهم يقتنصون الفرص". وتوقع العمران في حديث لقناة العربية أن يتجاوز المؤشر خلال الأيام المقبلة حاجز الـ5200 نقطة، مشيرا إلى أن السيولة كانت خارج السوق وكانت تنتظر فرصة الدخول. إلا أن العمران قال: إن الحكم على السوق بأنه بدأ يتجه نحو الصعود لا يمكن إلا بعد أن يغلق ليومين متتاليين على الأقل فوق مستوى الـ6100 نقطة.