جني أرباح يضغط على الأسهم السعودية ويتجاهل خطط إنفاق ضخمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ارتدت الأسهم السعودية في تعاملات اليوم الثلاثاء 25-11-2008 بعد يوم من المكاسب القوية وتعرضت لضغوط جني أرباح قوية، وتجاهل المستثمرون إعلانا من الحكومة بالإبقاء على خطط الإنفاق الضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة بحوالي400 مليار دولار حتى في حال استمرار هبوط أسعار النفط.

وعكست السوق اتجاهها انخفاضا بعد أن مرت بفترة قصيرة من المكاسب واستسلمت لضغط هائل صدر من عمليات بيع واسعة، خاصة في قطاع أسهم البتروكيماويات التي وقعت ضحية لتوالي التقديرات المتشائمة عن تضرر هذه الصناعة من انخافض الطلب العالمي.


الشفافية ناقصة

وقال مدير أول محافظ في البنك الأهلي محمد الشماسي إن الارتفاعات التي سبقت تراجع اليوم لم تكن واضحة، "ولم يكن واضحا إن كان الارتداد الذي حصل يوم أمس دون استمرارية أم هو صعود يتواصل، أم هل هو ارتداد كرد فعل على الارتداد في الأسواق المالية الغربية".

ويؤيد محمد الشماسي تأثر مزاج السوق بأداء أسهم المصارف والبتروكيماويات منذ فترة، ورد ذلك إلى "غموض كبير من الشركات القيادية في سياساتها لعام 2009 وعدم ورود أي تقديرات بشأنها".

وأضاف الشماسي متحدثا عما يعنيه تحفظ الشركات بشأن الإفصاح عن توقعاتها أن ذلك قد لا يسمح بقراءة دقيقة من المستثمرين، مشيرا أنه إذا رغبت الشركات بتحصين الثقة في أسهمها بالسوق عليها أن تمضي قدما في تعزيز الشفافية والإفصاح لديها.

ويؤكد محللون أن السوق السعودية أصبحت مفرطة الحساسية لما يدور في أسواق المال العالمية دونما مبرر، ويقول الكاتب الاقتصادي السعودي ماهر جمال "الارتباط ما زال موجودا مع السوق الأمريكية، وتجاوز حدوده الطبيعية، هناك مبالغات في الضغط على السوق من خلال الهلع والخوف".


الطريق لإحلال الثقة

ويركز محللون على الطريق إلى إحلال الثقة وتكريس اتجاه الصعود لصد الأسهم من العودة إلى الانخفاضات الحادة، ويقول الخبير الاقتصادي فضل البوعينين إن الارتفاعات الاخيرة ربما تشكل بداية لإعادة الثقة بالسوق ودفعها نحو الأمام.

ويشدد البوعينين على ضرورة أن يقرأ المستثمرون واقع السوق بهدوء وأن ينظروا إلى أن أي مكاسب تحققها الأسهم السعودية على أنها "القاعدة وليس الشذوذ"، اعتمادا على قوة الشركات المدرجة في السوق السعودية ومتانة الاقتصاد المحلي والسلامة في القطاع المصرفي وملاءة الدولة والدعم المباشر من الحكومة.

وكانت السوق السعودية قد هوت منحدر الانخفاضات الذي سارت عليه منذ بداية التقلبات الدراماتيكية في الأسواق المالية العالمية، وهو ما يعتبره فضل البوعينين رد فعل غير طبيعي لسوق لا تواجه نفس الضغوط، مضيفا لصحيفة "الاقتصادية" السعودية الصادرة اليوم "مقارنة بما حدث في الأسواق العالمية.. من المؤسف حقا أن تكون السوق السعودية أكثر تضررا من الأسواق العالمية التي أعلنت رسميا عن إفلاس شركاتها الرئيسة".

من جهته قلل المحلل المالي عبد الله البراك من أهمية التوقعات التي تقدر أن أرباح شركات البتروكيماويات ستتضرر بسبب تراجع الطلب والأسعار عالميا، وقال إن أرباحها ستظل قوية بالنظر إلى تراجع تكلفة الإنتاج التي ستخفض من مخصصات الأرباح لتغطيتها.

وقال البراك إن الأسهم في القطاع البتروكيماويات تراجعت "بصورة غير مبررة، لقد انخفضت تكاليف الإنتاج، تاليا لا بد من المقارنة بين سعر المنتج وسعر السهم".


ضغط متعدد

وبنهاية الجلسة خسر المؤشر العام حوالي 39 نقطة منخفضا بنسبة 0.86% إلى مستوى 4490 نقطة في تعاملات تراجعت في السيولة المتداولة عن حاجز الـ7 مليارات ريال، الذي شهدت السوق أمس وسجلت قمية التداولات حوالي 5.8 مليارات ريال، بينما بلغت الأحجام 345 مليون سهم (دولار = 3.75 ريالات).

وكان الخسارة الأكبر بين القطاعات أسهم النقل، التي تخلت عن 119 نقطة متأثرة بهبوط حاد في سهم النقل البحري بنسبة 5.03%، وفي سهم مبرد بنسبة 4.38%.

وضغطت أسهم البتروكيماويات بقوة مرتاجعة بحوالي 70 نقطة، وسط هبوط لسهم سابك القيادي بنسبة 3.14%، في تداولات ضخمة بحجم 21.5 مليون سهم، وتراجع قوي أيضا لسهم كيان بنسبة 4.25% بحجم 17 مليون سهم.

وحقق قطاع المصارف مكاسب طفيفة، مضيفا 34 نقطة بفضل ارتفاعات في سهم الراجحي بنسبة 3.33%، وفي سهم الرياض بنسبة 1.6%، وفي سهم البلاد بنسبة0.83 %.

وعلى صعيد الأسهم الأكثر نشاطا بالحجم تصدر سهم مصرف الإنماء كالعادة القائمة بواقع 99.5 مليون سهم، وتبعه سهم معادن بحجم 24 مليون سهم، ثم سابك بحجم 21 مليون سهم.

بينما تصدر سهم السعودية الهندية للتأمين لائحة الأسهم الرابحة بنسبة ارتفاع بلغت 9.9 %، وتعبه سهم حلواني إخوان مرتفعا بنسبة 6.62%، ثم سهم خدمات السيارات بنسبة 6.19%.