أغلق سوق الأسهم السعودي اليوم السبت 15-11-2008 على نهاية مأساوية؛ حيث فقد المؤشر العام 7.4% من قيمته ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق منذ احتساب هذا المؤشر الجديد العام الماضي.
وبدأت التداولات في السوق صبح اليوم على انخفاض بنسبة 2%، إلا أن هذه الخسائر سرعان ما تفاقمت بسرعة قياسية حتى تجاوزت الـ5% قبل منتصف الجلسة، وغابت أوامر الشراء بشكل كامل عن عدد كبير من الأسهم، في مقدمتها "سابك" الذي لم يشهد أي صفقة منذ منتصف الجلسة، حيث غابت أوامر الشراء وانتهى به الحال بالخسارة الأكبر المسموح بها وهي 10%.
قلق وإحباطوقال عضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد العمران لقناة العربية: إن السوق واقع تحت تأثير ضغوط القطاعات والأسهم الرئيسة، وفي مقدمتها قطاعا البتروكيماويات والمصارف.
ورأى أن "الصورة غير واضحة في السوق" وأن "هناك حالة من القلق والإحباط الكبيرين تسيطران على شريحة كبيرة من المستثمرين، فضلا عن أن توقعات الأداء المستقبلي في الأسواق العالمية غير مطمئنة".
وبحسب العمران فإن أسهم الشركات التي لا تعتمد على الحالة الاقتصادية أكانت في ركود أو انتعاش، هي الأفضل في مثل الأحوال والظروف التي نعيشها؛ إذ إن الطلب على منتجات مثل الغاز والكهرباء والاتصالات والأغذية لا يتأثر بالحالة الاقتصادية لأنها سلع أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، خلافا لشركات البتروكيماويات التي تتأثر بالتصدير والطلب العالمي وحالات الركود والانتعاش.
وقال العمران: إن "السوق يتحرك ككتلة واحدة نحو الأسفل" مدفوعا بانخفاض قطاعي البتروكيماويات والمصارف.
وهوى قطاع الصناعات البتروكيماوية نهاية تداولات اليوم السبت بنسبة 9.47%، كما هوى قطاع المصارف والخدمات المالية بنسبة 8.32%، فيما كان قطاع الفنادق والسياحة الوحيد الذي يسجل ارتفاعا خلال النصف الأول من جلسة التداولات؛ إلا أنه تخلى عن ارتفاعه ليعود وينخفض بنسبة 1.78% عند الإغلاق.
لا طلبات شراءوأغلق المؤشر العام للسوق السعودي عند 5079 نقطة، بعد أن انخفضت أسهم 117 شركة أمام ارتفاع 7 شركات فقط، فيما بلغت قيمة التداولات الإجمالية 4.309 مليارات ريال سعودي توزعت على 148 ألف و534 صفقة.
أما الأسهم التي انخفضت بحدها الأعلى المسموح به، وغابت عنها طلبات الشراء بصورة كاملة أو شبه كاملة، فهي 22 شركة، من بينها "سابك" و"سافكو" و"بترورابغ" و"جرير" و"المصافي".
ويقول المراقبون: إن الانخفاضات الكبيرة في السوق السعودي تأتي متأثرة بالإعلان عن دخول منطقة اليورو في حالة ركود اقتصادي لأول مرة في تاريخها.
كما تأتي هذه الخسائر في أول جلسة تداول للسوق السعودي بعد قرار القضاء الكويتي الخميس تعليق التداول في البورصة حتى الاثنين، استجابة لدعوى قضائية رفعها محامون كويتيون في محاولة لوقف نزيف الخسائر التي يتكبدها السوق منذ بدأت الأزمة المالية العالمية.