المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: ديار قوم لوط.. وهل تم اكتشاف موقعها الحقيقي؟ الأربعاء أغسطس 11, 2021 11:25 pm
لمئات الأعوام، ظل البحث قائمًا عن ديار قوم لوط، التي خُسفت بها الأرض حسبما ورد في الكتب السماوية الثلاثة (التوراة- الإنجيل- القرآن)، كعقاب لأهلها الذين تجاهلوا عمدًا نُصح ووعظ نبي الله لهم، ولم يتوقفوا عن مثليتهم الجنسية وشذوذهم الذي حرمته كل الأديان ونبذته الفطرة السليمة.
من هم قوم لوط؟ طبقًا للشرائع السماوية، يعتقد أن هؤلاء هم من سكنوا «سدوم وعمورة»، وهما مملكتان على سهل نهر الأردن في المنطقة الجنوبية من كنعان.
واستخدمت سدوم وعمورة عبر التاريخ كاستعارة عن المثلية الجنسية والشذوذ، وكتعريف بالقوم الذين أتوا بالفواحش كافة، وتعدوا حدود الله بشكل واعٍ.
ودعا نبي الله لوط ربه أن يقيه أفعالهم، فأُرسِل جبريل عليه السلام له ليخبره عن ضرورة مغادرة المدينة، كما ينص القرآن الكريم على بقاء زوجة لوط في المدينة لتعديها حدود الله، وقابلت مصيرها في الكارثة التي حلت بالمدينة التي نجى منها فقط لوط وأهله.
نظريات حول ديار قوم لوط هنالك عدد من النظريات والتفسيرات التي حاولت التوصّل للموقع الحقيقي لديار قوم لوط، أو الموقع الحقيقي لقوم سدوم وعمورة الذين تم ذكرهم في كل الشرائع السماوية، لكن لم يثبت بشكل قاطع أي منها.
النظرية الشمالية بأكتوبر 2015، أعلن علماء آثارٍ أمريكيون أنه قد تم العثور على بقايا قرية تعود للعصر البرونزي شرق الأردن، وتحديدًا بمنطقة تعرف بـ«تل الحمام»، ويعتقد أن هذه القرية كانت آهلة بالسكان خلال الفترة ما بين عامي 3500 و1540 قبل الميلاد.
حسب «ستيفين كولينز»، المشرف على عمليات التنقيب التي استمرت لنحو 10 سنوات بهذه القرية والذي يعمل لصالح جامعة ترينيتي بنيو ميكسيكو، هذه القرية تتشابه من حيث المواصفات بشكل كبير مع ما ذكر في الإنجيل والقرآن عنها.
كارثة طبيعية افترض بعض علماء الآثار كذلك أنه من المحتمل أن تكون كارثة طبيعية قد تسببت في هلاك المدينتين، ومن ضمن الفرضيات المقترحة هي الزلزال الذي ضرب منطقة البحر الميت خلال الفترة ما بين 2100 و1900 قبل الميلاد، أي في نفس النطاق الزمني، لكن مع محاولة لمَنطقة التفسير.
بينما رأى فيليب سيلفيا، الأستاذ بجامعة ترينيتي ساوثويست، أنه من المرجح أن يكون السبب في اختفاء قوم لوط هو حدوث انفجار جوي، أو سقوط نيزك كبير نسبيًا، إلا أن عدم توافر البيانات بشأن النشاطات الطبيعية بهذه الفترة أعاق استمراره بمد هذه النظرية على استقامتها من أجل الوصول لنتيجة.
نظرية أخرى بالعام 1976، ادعى المستشرق الإيطالي «جيوفاني بتيتانو» عثوره على لوحٍ مسماري قديم عُثر عليه بمكتبة «إبلا» السورية، والذي ورد بداخله أسماء القرى التي يعتقد أنها كانت ديار قوم لوط.
لكن بتتبع الأسماء المذكورة داخل اللوح، اتضح أن إحدى القرى المزعومة والتي ينطق اسمها (سي-دا-مو)، ما هي إلا قرية تقع شمال سوريا، وليست بالقرب من البحر الميت، حيث يفترض أن تقع الديار.
اكتشاف تاريخي
في الـ6 من أغسطس عام 2021، أعلن خبراء أردنيون عن اكتمال اكتشاف ديار قوم لوط في منطقة الأغوار الجنوبية الواقعة جنوب المملكة الهاشمية.
طبقًا لمحمد حماد، رئيس جمعية أدلاء السياح الأردنية، أن الجمعية توصلت لهذا الاكتشاف التاريخي ضمن برنامجها المستمر في احتضان الفعاليات العلمية والاكتشافات الحديثة التي يقوم بها علماء وأثريون أردنيون، واعتبر حماد الإعلان عن اكتمال اكتشاف ديار قوم لوط بمثابة تتويج لجهود الجمعية، خاصةً وأن توقيته يتزامن مع مئوية المملكة الهاشمية.
وقدم مقرر اللجنة العلمية لفريق البحث العلمي الأردني المشارك، الدكتور محمد وهيب من الجامعة الهاشمية، الأدلة والبراهين العلمية المادية على اكتشاف ديار لوط، ومنها الأدلة الفلكية، والجيولوجية، والجغرافية، ونتائج التنقيبات الأثرية، والمسوحات الميدانية، والطرق التجارية المرتبطة بالمنطقة مثل طريق البخور الدولي، وطريق الإيلاف القرشي، والألواح الكتابية المكتشفة في بابل، وألواح إيبلا، والألواح الأكادية، والطرق الرومانية اللاحقة، والإعجاز القرآني.
وأضافت الدكتورة جومانة الدويكات، خبيرة السياحة وعضو فريق البحث والتنقيب.. «الدراسات الميدانية قد أكدت حقيقة الاكتشاف باعتبار المنطقة مجمعًا لطرق القوافل في العالم القديم، وما يدلل على ذلك وجود بقايا المقابر الضخمة المنتشرة في النقع، والذراع، وفيفا، ويفوق عددها عشرات الآلاف».
وفي النهاية أشار الدكتور محمد الهويمل، أستاذ الأدب والتاريخ وعضو فريق البحث، إلى أن الفريق قد انتهى تقريبًا من تنفيذ دراسة توثيق التراث الشفوي، حيث اكتملت تمامًا فصول اكتشاف ديار قوم لوط، باعتبار أن هذا التراث كان غير قابلًا للمس منذ تلك الحادثة التي دمرت هذه القرى.
أخيرًا؛ ربما يكون ما توصلت إليه المملكة الأردنية حول حقيقة ديار قوم لوط واقعًا، ومن الممكن أيضًا أن تظهر وجهات نظر ودلائل أخرى خلال السنوات القادمة، بيد أن الحقيقة الراسخة هي أن هؤلاء القوم قد استحقوا دون شك أن يختفي أثرهم لما اقترفوه قبل أزمانٍ، وأكدته كل الكتب السماوية.