السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقلبت حال سوق الأسهم السعودي رأسًا على عقب في النصف الثاني من جلسة تداولات اليوم الأحد 9-11-2008، حيث أغلق المؤشر العام مرتفعًا 1.82% معوضًا الخسائر التي تكبدها في بداية الجلسة والتي تجاوزت الـ1%، بعد أن تذبذب بين الارتفاع والانخفاض عشرات المرات طيلة الجلسة.
وجاء الارتفاع في السوق السعودي بعد الخسائر القاسية التي تكبدها يوم أمس السبت والتي تجاوزت 5.8%، بعد أن أغلقت 30 شركة عند الحد الأدنى المسموح به، وهو 10%.
وارتفعت السيولة بصورة ملحوظة في السوق، فتجاوزت القيمة الإجمالية للتداولات 5.2 مليار ريال سعودي، بعد أن كانت قد بلغت الأربعة مليارات بصعوبة يوم أمس السبت.
مستويات هابطةورغم الانقلاب في حركة السوق الذي شهدته الجلسة في نصفها الثاني، إلا أن المحلل المالي والعضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمار خالد الجوهر قال لقناة العربية إن "مستويات الأسعار لا زالت هابطة، والتداولات لا زالت محدودة".
واعتبر الجوهر أن "الارتباط مع لأسواق العالمية لا زالت المشكلة الأكبر لبورصة السعودية"، مضيفًا: "المستثمرون هنا لا زالوا بانتظار نتائج التداولات في بورصة طوكيو، وبعدها تداولات البورصات الأمريكية في نيويورك.. لقد أصبح السوق غير مستقل، وأداء الشركات ليس له اعتبار، وهذا يضر بنا".
ويؤكد الجوهر أن السوق السعودي لا زال جديرًا بالتفاؤل لأساسياته المهمة، ولوجود شركات قوية مدرجة، معتبرًا أن الحديث عن تشكل تكتلات من رجال الأعمال للقيام بعمليات استحواذ كاملة أو جزئية يبعث على الاطمئنان، لأنه يعني ارتفاع السيولة الاستثماري وليس المضاربية في السوق.
تسييل محافظوتعليقًا على الانخفاض في بداية التداولات، قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق لقناة العربية إن الانخفاضات التي تشهدها أسواق الخليج تحدث بضغط من التسييل التي لا زالت تقوم به بعض المحافظ الاستثمارية.
ورأى فدعق أن "تدني المستويات السعرية في بورصة السعودية أنشأ فرصًا استثمارية جديدة، وهذا ما ظهر من عرض شركة المراعي للاستحواذ على شركة حائل، إضافةً إلى العديد من الأخبار التي تتحدث عن تخطيط شركات للاستحواذ على أخرى".
ويتفق فدعق مع الجوهر في الارتباط السلبي مع الأسواق العالمية، إذ يُرجع فدعق التراجعات القاسية التي شهدتها السوق السعودية مطلع تداولات الأسبوع الحالي إلى "حساسية السوق السعودي لما يحدث في الأسواق العالمية والتي زادت في الفترة الأخيرة، خصوصًا في قطاعي البتروكيماويات والبنوك".
لكن فدعق يبدي اعتقاده بأن هذا الارتباط لن يستمر طويلاً، إذ بمجرد عودة النشاط إلى الأسواق والثقة بها سوف ينخفض الارتباط النفسي والمباشر بين السوق السعودي والأسواق الأخرى.
ارتفاع كافة القطاعاتوأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم الأحد عند 5836 نقطة، مرتفعًا 104 نقاط بما نسبته 1.82% عن إغلاق يوم أمس السبت، بعد أن سجلت كافة القطاعات في السوق ارتفاعات متفاوتة، كان أهمها وأقواها في قطاع المصارف الذي سجل ارتفاعًا بنسبة 2.57%.
أما قطاع البتروكيماويات الذي يُعتبر الأهم في السوق السعودي، فقد لحق بالارتفاع متأخرًا مغلقًا على ارتفاع بنسبة 0.6% فقط.
وتم تداول 271 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 5.28 مليار ريال سعودي توزعت على 158 ألف و114 صفقة، أدت إلى ارتفاع أسهم 97 شركة أمام انخفاض أسهم 23 شركة أخرى.
وتصدر سهم "المصافي" قائمة الشركات الأكثر ارتفاعًا وبنسبة 10%، تلاه ملاذ للتأمين الذي ارتفع بنسبة 9.97%، أما سهم "أنعام القابضة" فتصدر قائمة الأكثر انخفاضًا وبخسارة بلغت 9.25%، تلاه سهم "الجوف الزراعية" الذي انخفض بنسبة 5.43%.