المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: الصفات المناسبة للدعاء في ليلة القدر الإثنين يوليو 13, 2015 6:58 pm
لا ينبغي للمسلم أن يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار. وليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعًا تشتد حاجة المسلم فيه، وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة، تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كله، وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا أُلهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه. إشارة منه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة. ومن هذه الصفات المهمة 1- أن يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء، 2- أن يكون جامعًا في معانيه، مناسبًا لحال الداعي، فقد كان يعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر، كذلك كان يعجبه من الدعاء جوامعه؛ من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضًا "أن النبي قال لها: يا عائشة، عليك بجوامع الدعاء". ولن يجد المسلم خيرًا من أدعية الكتاب والسنة؛ لأنها تجمع للمسلم ما يريد أن يدعو به من خيري الدنيا والآخرة، قال ابن الجوزي وهو يذكر آداب الدعاء: "الثَّامن عشر: الدُّعاءُ بالأَدْعيَةِ المَأْثُورةِ؛ فَإِنَّ تَعلِيمَ الشَّرعِ خَيْرٌ مِنْ اخْتِيَارِ العَبْدِ". ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إلى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر، أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال: قالت عائشة: "يا نبي الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وفي رواية الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-: "قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ونلاحظ هنا بوضوح هاتين الصفتين، ففيه الثناء اللائق بالله عز وجل مع مناسبة الصفتين المذكورتين من صفات الله تعالى لمعنى الدعاء (عفو كريم)، حيث يتم التوسل بهما إلى الله تعالى في طلب العفو، وفيه شمول الدعاء للمعاني المطلوبة في أوجز لفظ، وهذا بيان ذلك: مناسبة هذا الدعاء لشهر رمضان قد تغتر النفس؛ فتظن أنه قد أعطت لله تعالى حقه من الصوم والقيام والذكر، لكنها حين تتفكر في دعاء ليلة القدر تجد أن هذا الدعاء يحمل معنى الانكسار من عبد مليء بالعيوب والتقصير في حق ربه عز وجل، فهو يتوسل إلى ربه باسميه العفُوّ والكريم، ليكون أرجى في نيل المغفرة والعفو والرحمة. وإنما هي حال العبد الفقير الخاضع الذليل، المتوسل إلى ربه ليصفح عنه ويغفر له، ويقبل عمله على ما فيه من تقصير. قال ابن الجوزي: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالاً ولا مقال، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصّر.