المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: من قصص مجالس العلم السبت مايو 23, 2015 2:17 pm
كان هناك عبد مؤمن صالح و كان سيده غني مسرف على نفسه و كان هذا العبد كثيراً ما ينصح سيده بالتوبة و الرجوع إلى الله قبل الممات و لكن هذا السيد كانت الشهوات و الأهواء متملكة من قلبه ، فكان يجيبه : دعني فإن الله غفور رحيم . و لما كثر نصح العبد لسيده أراد السيد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، فقال للعبد إن لي أرضاً بعيدةً و أنا أريدك أن تأخذ مالا و تذهب فتزرعها قمحاً ، و سأوافيك عند الحصاد إن شاء الله . فذهب العبد بالمال و سافر إلى الأرض ليزرعها و لكنه اشترى بدل القمح شعيراً و زرعه في الأرض بعد فلاحتها و حراثتها و تهيأتها. و لما أتى الصيف و حان وقت الحصاد توجه السيد لأرضه ليرى محصوله . و رآه من بعيد فتميز لونه و قال في نفسه هذا ليس بلون القمح ... ثم قال لعل نظري يخونني ، فاقترب أكثر حتى وصل حدود أرضه فأخذ سنبلةً و فركها بيده فإذا هي شعير فأخذ أخرى فلم تكن قمحاً بل شعير ، فقال : لعله زرع أطراف الحقل بالشعير من أجل اللصوص و الدواب ، فتعمق في الحقل أكثر فلم يرى إلا الشعير فجن جنونه و صاح بالعبد كالمجنون ، فأتاه مهرولاً ، فقال له : أنا لما أرسلتك إلى حقلي هذا قلت لك ماذا تزرع ? قال : القمح . قال : و هذا المحصول الآن ما هو ? قال : شعير . قال : أرسلك لتزرع قمحاً فتزرع الشعير ? لقد خربتَ بيتي و ضيَّعتَ عليَّ سنتي ، ألم ترى كم كان سعر القمح في السنة الماضية أمام الشعير ، فأغتنى كل من زرع قمحاً و أفلس أصحاب الشعير . فقال العبد : و لكنني زرعت الشعير و قلت سيتحول لقمح بإذن الله . فقال السيد : هل أنت مجنون ، تزرع قمحاً فينبت شعيراً ? فقال العبد : لست أنا المجنون ، فأنت تعمل الأعمال السيئة و ترجو أن تصبح حسنات يوم القيامة بلا توبة و رجوع إلى الله في الدنيا ، أنت لم ترضى للشعير أن يصبح قمحاً ، فكيف ستصبح سيئاتك حسنات دون أن تتوب و ترجع إلى الله . فإذا خسرت محصولك تعوضه في السنة القادمة و لكن إذا خسرت حياتك فهيهات العوض ! فكانت كلمات العبد و درسه لسيده كصفعة قوية أيقظته من غفلته و سُبات روحه ، فتاب و رجع إلى الله و أناب . فعوضه الله عن خسارته بأن توجه التجار إليه لشراء شعيره بسعر أغلى من القمح بأضعاف إذ كان هو الوحيد الذي زرع شعيراً من بين كل المزارعين في تلك المنطقة تلك السنة