السعادة هنا والآن

إذا انتابتنا مشاعر الحزن والهم فهذا يعني أننا لا نعيش اللحظة، فأجسادنا هنا لكن عقولنا تسرح بنا إلى الماضي أو المستقبل، فتقودنا إلى ذكريات جميلة نبكي على أطلالها أو مواقف حزينة نؤنب أنفسنا بسببها أو نلقي اللوم على الأخرين بأنهم حطمونا. وقد تنقلنا عقولنا إلى مستقبل وردي ننشده ومن خلاله سنذوق طعم السعادة.

لكن إذا لم نشعر بالسعادة الآن وهنا فلن نشعرها حتى لو امتلكنا المنزل الذي طالما حلمنا به، أو تزوجنا بالزوج أو الزوجة التي طالما اشتقنا لها، أو رزقنا بالآبناء اللذين طالما حلمنا بحملهم والمسح على رؤوسهم واللعب معهم وسماع ضحكاتهم، أو حصلنا على الترقية أو الوظيفة التي طالما سعينا بجد للحصول عليها. بتالي الطريق إلى السعادة يكمن في العيش في عمق اللحظة وقبول الوضع الراهن مهما كان، ومسامحة الماضي بأحداثه وناسه، والتسليم والوتوكل وهنا سيفتح الله لنا كل الأبواب التي اعتقدنا أنها مغلقة.