المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16919 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: مدينة العميان الثلاثاء أبريل 23, 2013 7:03 pm
[center]
ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان ، لقد ظن الرجل فى البداية
أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العميان مفتاح " الرجل ليس أعور إنما هو مبصر تمام الإبصار
لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم أعمى !!
إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكونمن بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الحالك الذى يغشى مدينتهم الكئيبه لذلك عاملوه كالمجنون و طالبوه أن يفقأ ذلك العضو الغريب و الذى يجعله مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها و ذلك إذا ما أراد التعايش معهم ! قد كاد أن يفعل الضغط الدائم و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك الخطوة ليستطيع الاندماج والقاعدة تقول " اللى زى الناس ما يتعب " لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه قرر ألا يكون إمعة قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا !!
للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا للموجة قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه حتى لو خالف ذلك ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء ! هان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير فخسرو نعمة البصر و البصيرة رضوا بالظلام و ليله الحالك فقط ليكونوا مثل غيرهم وصاروا عميانا بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور فاقد البصر يعي جيداً انه فقد نعمة من نعم الله عليه فيصبر ويحتسب ليعوضه الله ويجزيه عن صبره خير الجزاء أما فاقد البصيرة فهو يجحد نعمة الله عليه ولا يستخدمها ليبحث عن الحق ليتبعه وشتان بين هذا وذاك !
أحبـــــــــــــــــــتي
هذا هو للاسف ضعف الأيمان وعدم التمسك بالايمان او بالهدف او بالحق والحقيقة التى يعرفها الفرد ، ذكرونى بذلك اليهودى الذى قال لسيدنا زكريا عليه الصلاة والسلامان ايمانى ضعيف ولا استطيع ان اتحمل ما تتحمله ، ولكن اوعدك الا امسك بسوء واعتزل القوم عند ايذائك ،، اسف يا نبى الله زكريا انى قد خيبت رجائك وانى ضعيف الايمان ولا اقوى على تحمل ما تعانيه من هؤلاء اليهود .
ما اشبه الماضى بالحاضر حتى لو اختلفت المسميات ، لكن الحقيقة والحقائق وبواطن وجوهر الامور كلها واحده ومتشابهة مثال آخر وهو ذلك المريضان وكلاهما أعمى والفرق بينهما ان الاخر يستطيع ان يتنقل من سريره بالمستشفى عن طريق الكرسى المتحرك ، واما الاخر فراقد على ظهره حيث المرض يمنعه من القيام بأى حركة حتى الايماءة براسه ممنوعة وتشكل خطرا عليه ، فكان الذى يستطيع ان يتنقل وهو لا يرى ، كان يصف حال غرفتهما والحياة والحديقة وكلها محض الخيال ن الا ان مات هو وعاش رفيقه الاخر واخذ يتذكر ما كان يقوله صاحبه من وصف للحياة الا ان علم الحقيقة ذات مرة ، ومات من خيبة الرجاء او من الصدمة عندما اخبروه بالحقيقة وانه لا شىء ، وانهما كانا يعيشان فى طرف المستشفى بعيدا عن الناس .
تصاريف القدر فى حياة الانسان حكمة سرها مجهول للانسان وما على الانسان الا ان يتقبل القدر برحابة صدر
و المؤمن هو اللى يرضى ويؤمن بالقدر خيره وشره .
ان
الايمان والتقوى محلها القلب ، وتصديق الايمان هو الفعل او العمل لأن ايمان من غير عمل يبقى ولا شىء ، وعمل من غير ايمان ايضا ولا شىء ، فالصلاة والوضوء لا تصح بدون وضوء والوضوء بدون صلاة.
أخيـــرا
نسأل الله العفو والعافيه من فقدان البصيره فعند فقدها لايستطيع الانسان ان يميز بين الحق والباطل وبين الصالح والطالح فالبصر نعمه يفتقدها الكثير ويفقد معها الكثير من معاني الحياه ومباهجها فالحمد لله علي كل صغيره وكبيره .