عدد الرسائل : 1242 العمر : 36 الموقع : مدينة جــدة العمل/الترفيه : مدير برج الزقزوق للأعمال المزاج : الحمد لله مزاجي : تاريخ التسجيل : 23/04/2011
موضوع: فن صناعة السعادة الإثنين مايو 07, 2012 12:41 pm
فن صناعة السعادة
من الضروري أن نناقش وبجرأة مفهومنا نحن معاشر السعوديين للحياة، هل نمارسها بحب وسعادة وبهجة؟ أم إن الكآبة تغمر عدداً لا يستهان به من المجتمع، ليصبح البروزاك أقرب إلينا من الأرز! لا يجادل عاقل في انتشار الاكتئاب وتسابق البعض على كمالياتٍ لا تمنحهم السعادة كما يتوقعون.
إن السعادة تبنى على رؤية الإنسان للحياة، وكيف يمارسها، وما هي الأفكار التي يحملها عن معنى الحياة. لا شك أن الطفرات التي مرّت بها البلاد والنقلات الشديدة والمفاجئة من فلاة البر إلى المدينة بكل صخبها شكلت للكثيرين صدمةً شديدة، وإن في لا وعيهم، لهذا فإننا نحن معاشر السعوديين ندرك الأخطاء التي نعايشها أكثر مما ندرك الإيجابيات الكثيرة، وربما كان هذا سبب “الهاشتاق” الذي أسسه الشاب سعود بن فهد الدغيثر في (تويتر)، وتحول بعد دقائق لحدث كوني! أعجبتني جملة للدكتور أحمد العيسى يقول فيها: “أعتقد أننا بحاجة إلى جهد ثقافي وفكري عميق ومتنوع بحيث نعطي للحياة معنى وقيمة، ونعيد من خلاله قيم الاحتفاء بالحياة من دون تعقيد أو تكلف أو مبالغة، كما نعيد الهدوء والسكينة والاطمئنان إلى الناس، نحن نعيش بالمقاييس المادية بكل ما يحلم به البشر في أي زمان أو مكان، فالبلد فيه نعم كثيرة، وخير عميم، ونعيش في استقرار وأمن، ونعيش ونحن نستخدم أحدث مستجدات التقنية، فلم إذاً هذا القلق، ولمَ هذا التشاحن، ولمَ هذا التسابق نحو المظاهر الزائفة؟. لقد اكتفينا من قيمنا الدينية بالمظاهر، وتعلمنا أحكام الحلال والحرام، ولكننا لم نعتنِ بشكل كافٍ بقيم الحب والرضا والقناعة والتسامح والصلة والعفو والإيثار والشهامة والنبل وكل ما هو جميل في ديننا وقيمنا العربية الأصيلة”.
قلتُ: قد يرى البعض في هذا الكلام مبالغة في كون السعوديين يعيشون في بحبوحة من الرغد، لكن في سياق السعادة لا بد من الإدراك الذهني للإيجابيات التي تحفّنا وأن نحاول تغيير السلبيات.
قال أبو عبدالله غفر الله له: وكلام الدكتور العيسى محوري ومهم من أجل صناعة ابتسامة، لأنني كلما زرتُ وطني أشعر أن النفوس مشحونة ربما تنشب حرب داحس والغبراء على “موقف سيارة” بسبب الاحتقان الذي أشير إليه، إن السعادة مسألة داخلية ذاتية قبل أن تكون خارجية، وقديماً قالوا: “كن جميلاً ترى الوجود جميلاً”، طبقاً لفلسفة إيليا أبو ماضي العظيمة، فالسعادة ذاتية وتخدمها بعض العوامل الخارجية بلا شك!
آمل أن نؤمن بالحياة رغم كل ما يعيشه الإنسان من صعوبات، فقط ليلتفت سيرى النور بكل سطوعه!
وتأملوا ما أعظم “أبو ماضي”، الذي كتب أبياتاً للمستقبل يوم قال:
أيها الشاكى وما بك داء كيف تغد واذا غدوت عليلا إن شر الجناة فى الارض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك فى الورود وتعمى ان ترى فوقها الندى اكليلا والذى نفسه بغير جمال لا يرى فى الوجودشيئا جميلا فتمتع بالصبح ما دمت فيه لاتخف أن يزول حتى يزولا أدركت كنهها طيور الروابى فمن العار ان تظل جهولا تتغنى والصقر قد ملك الجو عليها والصائدون السبيلا تتغنى وعمرها بعض عام أفتبكى وقد تعيش طويلا وتعلم حب الطبيعة منها واترك القال للورى والقيلا أنت للارض أولا وأخير كنت ملكا أو كنت عبداً ذليلا كل نجم إلى الأفول ولكن آفة النجم أن يخاف الأفولا ما أتينا الى الحياة لنشقى فأريحوا أهل العقول العقولا كل من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا كن هزار فى عشه يتغنى ومع الكل لايبالى الكبولا لا غرابا يطارد الدود فى الارض وبوماً فى الليل يبكى الصلولا كن غديرا يسير فى الارض رقراقا فيسقى عن جانبيه الحقولا ومع الليل كوكبا تؤنس الغابات والنهر والبى والسهولا لادجى يكره العوالم والناس فيلقى على الجميع سدولا أيها الشاكى وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا.